تتزاحم التظاهرات الثقافية والأنشطة الفنية الطالبية التي تنظها المراكز الجامعية من الشمال إلى الجنوب لفائدة أكبر شريحة في المجتمع ألا وهي الطلبة. من هذه التظاهرات الكثير منها يشدّ الانتباه ولعل المجال لا يسمح لذكرها كلها ولكن نكتفي بالاشارة الى مهرجان الأغنية في الوسط الطالبي الذي تنظمه ادارة المركز الجامعي للتنشيط الثقافي والرياضي بصفاقس خلال الأيام القليلة القادمة أو المسابقة الوطنية الطالبية لانجاز معلم للقائد القرطاجني «حنبعل» أو المهرجانات الثقافية الطالبية لدواوين الخدمات الجامعية الثلاثة أو العروض والملتقيات الثقافية التي يقوم بها المركز الثقافي الطالبي حسين بوزيان وغيرها... فهذه التظاهرات والأنشطة قد تتعدد وظائفها وتتنوع مجالاتها لكنها في النهاية لا تخرج عن هدف واحد هو الترفيه عن الطلبة وتأطيرهم فقط. وربما لم يفكر أحد في استغلال هذه الأنشطة والتظاهرات لوضع تصوّر عملي لاحتضان واستقطاب أصحاب المواهب والمبدعين من الطلبة في اطار مدروس وواضح الأهداف. وربما يمس كلامي هذا مصالح وزارة الثقافة والشباب والترفيه التي سوف تكون بمشروعها هذا الساعد الطموح الذي يتسلم المشعل الثقافي من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا. ان التنشيط الثقافي داخل المؤسسات الجامعية مهما حقق للطلبة من أهداف ترفيهية وتأطيرية فإنه لم يبلغ مرحلة «النضج الابداعي» ما لم تحتضنه الوزارة ذات الاختصاص وتوفر له الفضاءات اللازمة والتجهيزات الثقافية الضرورية وتفتح لمنسوبيه آفاق دخول التظاهرات الكبرى.