توّجت المسابقة الوطنية لأحسن رئيس مطبخ المشارك فتحي الكحلاوي من نزل «سان غاردن» بالحمامات عن طبقه «حلالم بالخرّوب وزيت الزيتون». المسابقة التي حضرتها «الشروق» نظمتها شركة «سوجيفوار» على هامش الصالون الدولي الخامس عشر لتجهيزات النزل والمطاعم «سيهار 2004» وذلك يوم الجمعة الفارط بمعرض الشرقية. وقد اختار المنظمون هذه السنة محور «العجين وزيت الزيتون»، لذلك تنوّعت أطباق رؤساء المطابخ العشرة المشاركين في هذه المسابقة في دورتها الحادية عشرة. * «خرّوب» فقد استغل رئيس المطبخ فتحي الكحلاوي الفائر بالجائزة الاولى ثمرة «الخرّوب» ليطحنها ثم يستخرج منها «الحلالم» ويعدّ طبقا فريدا من نوعه. ولعل ابتكاره هذا واستعماله لثمار تونسية فقد بريقه في هذا العصر مقارنة بما كان يحظى به من أهمية زمن أجدادنا، جعل لجنة التحكيم تسند له أرفع الاعداد وتتوجّه بجائزة قيمتها ألف دينار من إهداء شركة «السنبلة الذهبية». الطبق الثاني والفائز بجائزة قيمتها 500 دينار، من إهداء شركة «ألنا» أعدّه رئيس المطبخ «وفيق بالعيد» وهو «ببّوش البر والبحر». أما صاحبة المرتبة الثالثة فهي رئيس المطبخ سلوى الجندوبي من معهد «فنون وحرف». وقد فازت بثلاجة من إهداء المزرعة، عن طبقها «ربيع تونس» واحتوى على ثلاثة أنواع من المقرونة مع صلصات بمذاقات مختلفة. * تراث واحتل طبق رئيس المطبخ عماد بن شطّية المرتبة الرابعة وهو «محشي كنالوني» ونال بفضله جائزة تتمثل في «ميكرو أوند» من إهداء شركة «روسبينا». بقية الاطباق تمثلت في «رشتة بالمنّاني وقرع بوشوكة» و»لازانيا بالببّوش» و»رابط السمّان» وغيرها. لجنة التحكيم تركبت من عشرة أعضاء وترأسها رئيس المطبخ وخبير الاكلات رفيق التلاتلي الذي صرح لنا قائلا: «التقييم تركز بالاساس على مدى استعمال أغذية تونسية وحبذا لو تكون من تراثنا الغذائي وأيضا على الابتكار والتجديد والمذاق وطريقة التقديم والعرض... نحن نسعى الى تطوير الاكلة التونسية وإبراز نقاط قوتها فالمطبخ ثقافة... والثقافة عنوان التحضّر والتقدم»... * عصفوران سألنا السيد رفيق التلاتلي عن سبب عدم تشريك خبير من المعهد الوطني للتغذية لتقييم الاطباق من الناحية الغذائية: قيمة وتنوّعا ومذاقا وغيرها من التقييمات العلمية، فأجاب قائلا: «خبراء المعهد الوطني للتغذية عادة ما يقيّمون أي طبق بطريقة علمية صرفة، أي أنهم يتركون مسألة الابتكار جانبا ويهتمون بالقيمة الغذائية فقط وهذا سوف يحدّ من طرافة مسابقتنا التي تقوم بالاساس على الابتكار». ومع أن عددا من الاطباق المشاركة في المسابقة حققت جانب الابتكار إلا أنها لم تحقق الاعتدال في القيمة الغذائية والتنوع الغذائي. بينما نجد بعض الاطباق الاخرى قد استطاعت أن تضرب عصفورين بحجر واحد: الابتكار مع المحافظة على التنوّع والقيمة الغذائية. وهذا يعني أن الامر ممكن إذا كان «صاحب الدبارة ذا شطارة»! * زيت بنكهة الفلفل وما يشدّ الانتباه أيضا في هذه الدورة هو «زيت الزيتون». فقد تم التنصيص عليه في المحور الذي تقيّد به رؤساء المطابخ المشاركون في المسابقة. تحدثنا الى السيد الصادق معيزة ممثل «زيت روسبينا» حول سبب التنصيص على زيت الزيتون بمحور المسابقة مع أنه يُفترض أن يكون من بين مكوّنات الطبق. فأجاب قائلا: «بلادنا والحمد لله عرفت إنتاجا وفيرا هذه السنة من زيت الزيتون لذلك وجب التأكيد على استعماله عند إعداد الاطباق. كما أن الانواع الجديدة من هذا المنتوج تحتم على رؤساء المطابخ معرفتها واستعمالها مثل زيت الزيتون بنكهة الليمون وبنكهة الثوم وبنكهة الفلفل الاحمر وبنكهة الاعشاب الطبيعية، وكلها ذات جودة عالية».