قد تضطر احداهن الى إيقاف سيارة توصلها الى مقر سكناها بعد ان أضناها ترقب الحافلة واضجرها تأخرها او لعلها وصلت الى مرحلة متقدمة من الاستياء والتوتر نتيجة اكتظاظ الحافلة التي تتحفها بروائح كريهة ومضايقات لا تجد لها مخرجا سوى السكوت والتزام الصمت حتى تتمكن من الوصول الى منزلها دون مشاكل وتوتر أعصاب. هذه الأسباب وتلك قد تتضافر لتقذف بالفتاة الى خوض مغامرة قد تكون نتائجها ايجابية وتغنم منها فوائد هامة كما يمكن أن تقودها الى متاهات ودوامة من الضياع والتشرد. هذه المقدمة تفضي بنا الى مجموعة من الاسئلة التي تطرح نفسها بقوة لنجد انفسنا مجبرين على الاجابة عنها بصفة علنية أو ضمنية او التغاضي عنها لان الاجابة لن تكون صحيحة او مماثلة للواقع هذه الاسئلة هي الآتية: هل الدافع الى اختيار «الستوب» هو دائما بريء من قبل الفتيات؟ أم ان توفير كلفة التنقل هو ستار يخفي نوايا اخرى؟ لماذا تتوقف فرامل السيارة فجأة عندما يلمح صاحبها فتاة على الطريق؟ هل تجتاحه عاطفة لفعل الخير ام يسقط ضحية انزلاق فرامل الأخلاق؟ من يقع ضحية الآخر؟ الفتاة التي يساء فهمها لحظة ركوبها السيارة الغريبة؟ أم الشاب الذي يستفزه دلال الغريبة؟ كيف يبدأ «الستوب» حكاية صدفة وكيف ينتهي بالصدمة؟ الى أي مدى تكون هذه الصدفة قرارا واعيا وعن سابق تصور وتصميم بتدمير انسان التقيناه على الرصيف؟ طريق للضياع تقول لبنى: «استخدمت وسيلة الستوب للتنقل ما بين الجامعة والمنزل وكنت في كل مرة أدلي باسم جديد ومكان سكن جديد حتى لا يتعرف الي السائق وذلك لانني كنت أشعر بالخوف ولانني كنت فقط أريد ان أتنقل دون حاجة الى انفاق مصروف الجيب الذي كنت أحصل عليه من والدي. حتى كان اليوم الذي تعرضت فيه لاعتداء جسدي بعد ان أوقعتني هواية ممارسة «الستوب» في قبضة شيخ متصابي طلب مني أجرة ايصاله لي وكان ما يطلبه بالطبع ليس ماديا وانما تمكينه من جسدي ومن ألطاف الله اني خرجت من هذه التجربة القاسية بسلام، ومنذ ذلك اليوم تخليت عن ممارسة هواية «الستوب» والعودة الى امتطاء الحافلة «الصفراء» التي توصلني الى الجامعة دون ان يصيبني مكروه». اضطرارا لا اختيارا نجلاء روت حكايتها مع «الستوب» الذي ركبته مضطرة في ليلة شتاء باردة تأخرت خلالها الحافلة قرابة الساعة وكان لابد لها من إيجاد وسيلة ما توصلها الى منزلها لاسيما وان عائلتها تعودت على رجوع ابنتها في حدود ساعة معينة. وتقول نجلاء بينما كنت انتظر الحافلة مرت من أمامي سيارة يركبها شابا بهيّ الطلعة يبدو عليه الثراء والمكانة الاجتماعية الراقية، اقترح عليّ ايصالي فلم أفكر الا في ما هو حسن ولم أظن به سوء وقلت في نفسي هذا الشخص لا يمكن ان يكون الا فاعل خير ركبت معه وسألني عن وجهتي فأخبرته وشكرته مسبقا على ما فعله معي وانطلقنا الى المكان المقصود وعندما وصلنا رفض تركي بسلام وأصر على ممارسة الرذيلة معي قبل نزولي، قاومته بشدة فكان أن غضب لانه لم يصدق أنني «عفيفة» كما قال هازئا فانهال علي بالضرب بواسطة كل ما توصلت اليه يداه حتى انه خلع حزامه الجلدي وبدأ يضربني به، ضربني بشدة وبوحشية كبيرة مسببا لي اضرارا جسدية اقعدتني في المنزل لأشهر الا ان الشكوى اخذت منحى آخر حين اتهمني الشاب بانني رغبت في ممارسة الرذيلة معه لكننا لم نتفق على المال. «الستوب» يؤدي الى الزواج احيانا هي حالات نادرة وقليلة جدا تلك التي تتوج بالزواج ويكون مصير الفتاة مصيرا سعيدا لا كغيرها من الفتيات المنكودات الحظ اللاتي جنى عليهن «الستوب» اما بالعقد النفسية او بالاضرار البدنية وقصة السيدة سارة تصب في خانة الصدفة السعيدة لا الصدمة المؤلمة. تقول السيدة: سارة ج: منذ عشر سنوات تعرفت على زوجي عن طريق «الستوب» فقد أعجب بي منذ اللحظة الأولى طلب رقم هاتفي ولم أمانع... فدوّنه على علبة السجائر وعندما أوصلني الى المنزل رمى بالعلبة أمامي قائلا انه لا يرغب في لقائي مرة أخرى ومرت أيام قبل أن يتصل بي ويخبرني انه حفظ الرقم قبل ان يرمي علبة السجائر. وتوالت اللقاءات بيننا وطلبني للزواج وها قد مر على ارتباطنا سنوات انجبنا خلالها ثلاثة أطفال ونحن نعيش حياة سعيدة لا يشوبها سوء التفاهم. السيدة آمال ايضا آل بها «الستوب» الى التعرف الى فارس أحلامها الذي أصر على الزواج بها لينجب ولدين وبنت الا أنه مازال يعيبها بطريقة تعارفهما والتي في رأيه لا تدل على أنها تتمتع بماض نظيف.