الوجه الذي ظهرت به أنديتنا بعد نهائيات كأس افريقيا للأمم جاء عكسيا لما انتظرناه... بعضهم يردّ ذلك الى غياب النسق... والبعض الاخر الى ارهاق العناصر الدولية فيما مازال شق ثالث يطارد المصالحة مع لاعبيه المطالبين ب «منحة البطالة» في غياب المباريات والماديات... وهذه نقطة تستحق التوقف والمراجعة وقد تدخل في حيثيات العقود بين الاندية واللاعبين خاصة ان بطولتنا الوطنية تقضي نصف الموسم «نائمة» بلا نشاط... والنصف الاخر «ناعسة» على مشارف النوم... ليبقى الامل في لقاءات الكأس التي عادة ما تفرز لنا ابطالا لم ننتظرهم بالمرّة... خاصة ان هناك من الاندية من يحدد اهدافه ويبني مصيره على «كأس»... بما ان المتنافسين على نسر البطولة اصبحوا معروفين قبل بداية كل موسم. * «كأس» اليوم ستفيض بأكثر من فريق لعلّ ابرزها جماعة الوطني أ حيث يفرض الواقع ان يغادرنا احد اثنين مختصين في هذا السباق الاول هو الاولمبي الباجي المدعوم بجمهور لا يعرف البرد طريقا لأوصاله... والثاني النادي الافريقي الذي يحوّل كل مدارج باردة الى «كوشة» يتصاعد منها لهيب التشجيع والحماس... وبين هذا وذاك يدرك المدربان كمال مواسة والمنصف الشرقي انهما موضوعان على صفيح ساخن سيحرق احدهما وينهي رحلته مع الوطني أ والطريف ان «آخر قرار» يتخذه اللاعبون من هذا الفريق وذاك بعد مباراة مرشحة لالتهام الوقت القانوني والاضافي بلا نتيجة. * في بنزرت يلتقي ستير جرزونة «بطل ولاية بنزرت» والراغب في ربط علاقة غرام مع هذه الكأس بشبيبة ظنها الجميع شاخت قبل موعدها فإذا هي تسعى لانقاذ شرف كرتها من خلال منافسة بتابعها الجميع بعيون حالمة... وأولهم أمل جربة الذي يفتح احضان المرحبا للترجي الرياضي وفي قلبه وعد بخطّ اسمه باحرف لن يمحوها تاريخ الكرة عندنا... لكن لا نظن منطقيا الترجي منهزما رغم عاصفة الشك التي مرّت عليه في الاونة الاخيرة وجعلته مضخة بين الأفواه. * على حمام الانف ينزل نجم حلق الوادي والكرم ضيفا ربما غير مرغوب فيه بحكم الثقة العالية التي أضحت تلازم لاعبيه في فرض اسم ناديهم منذ الان داخل مجموعة الكبار... وعدم احترام سمعة مضيّفه الكروية وقد يكون المدرب فريد بن بلقاسم اكبر المتضررين او المستفيدين من هذا اللقاء. * في ملعب 2 مارس بصفاقس يحلم نادي بدر العين بقفزة نوعية تفرضه نجما لثمن النهائي وهو الذي لا يرى اي مانع في ازاحة فريق عتيد وصاحب تاريخ مجيد اسمه النادي البنزرتي... وأكيد أن المدرب علي الفرقاني قرأ في مخططه الفني حسابا لهذا الطموح وهذه الرغبة الشرعية. في الملعب الرئيسي لمدينة صفاقس يلتقي ابناء المدرب مراد محجوب بنظرائهم من المرسى في حوار سيكون شيّقا ومغريا قد تتخلله اهداف بالجملة خاصة ان الفريقين لا يؤمنان بالخطط الحجرية بقدر ما ينتهجون الهجومات في ترحالهم الى اي ميدان. ثم ان النادي الصفاقسي العائد منذ أيام من المنزه بانتصار تاريخي على حساب الترجي بطريقة ذكرتنا ب «سي آس آس» أيام زمام لمّا كان يأتي الى العاصمة ليفجّر ينابيع الخوف ويرعد اوصال المنافسين... هذا النادي يهزّه اليوم شوق غريب للمرور الى الدور القادم وضرب عصفورين بحجر واحد... تحدّي قرار الجامعة التي اصرّت على موعد اليوم ولم تؤخّره كما طلب النادي الصفاقسي وكسر شوكة واحد من الفرسان الحقيقيين القادرين على اغراء الاميرة التونسية ونعني به مستقبل المرسى الذي عادت اليه شهية الانتصارات ولا أحد يستطيع ان يتهمه بسرقة الفرحة من اي ملعب... وأمام اي منافس لان «المستقبل» ينتهج اسلوب السهل الممتنع. * سليم الربعاوي دليل اليوم * ملعب البصيري (بنزرت): ستير جرزونة شبيبة القيروان * حمام الانف: حمام الانف نجم حلق الوادي والكرم * ملعب 2 مارس بصفاقس: نادي بدرالعين النادي البنزرتي * ملعب المهيري بصفاقس: النادي الصفاقسي مستقبل المرسى * ملعب جربة ميدون: أمل جربة الترجي الرياضي * ملعب باجة: الاولمبي الباجي النادي الافريقي