منذ مدّة أنهى الشاعر عبد الحميد خريف اعادة صياغة ملحمة حنبعل تحت عنوان البحر والحريق وهذه الملحمة التي كتبها الشاعر منذ سنوات وهي متحصلة على تأشيرة العرض من قبل وزارة الثقافة وكان من المفترض ان تقوم بعرضها فرقة مدينة تونس لكن تدخلات شخصية واعتراضات لا فائدة في اثارتها... المهم ان شاعرنا اعاد كتابة الملحمة بما يتناسب وحجم تاريخ ابن تونس حنبعل وتجدر الاشارة الى أن يقدم شاعر في عصر عربي مثل هذا على كتابة ملحمة شعرية بما تحمله من أبعاد ورؤى يعد تحد علما بأن الابداع في كل مستوياته لا يخضع لمساومة اذ لا يعني ان عهد المسرح الملحمي قد انتهى وأسدل الستار الا عن قصائد الحداثة... فهل من مخرج متحدّ مثل الشاعر خريف يعمل على اعادة حنبعل الى قرطاج من خلال ابراز هذا العمل وهو ليس بالعسير على بلد مثل تونس لها من المبدعين في كل المجالات ما يوفر لها الحضور والاشعاع... وهذه بعض القصائد من الملحمة المتميزة بايقاعها ولغتها وحوارها وشخصياتها وهي تنشر لاول مرة... والملاحظ ان الفنان الكبير منصور الرحباني قدم ملحمة سقراط وهي الآن تعرض على مسرح البركاردو في بيروت فلماذا لا يكون حنبعل هو الآخر عملا يشرف تونس علما بأن الشاعر عبد الحميد خريف له عديد التجارب الرائدة والناجحة في مجال المسرح الغنائي.