أين اختفى المنشط التلفزي علاء الشابي، ولماذا ابتعد عن التلفزة، وماذا يفعل الان، وهل سيعود الى الشاشة الصغيرة التي قضى فيها ثماني سنوات تقريبا، انتقل بين قناة 21 وقناة تونس 7. عام بالضبط مر الان على مغادرة علاء قناة تونس 7 التي لم يختر في الواقع الذهاب اليها مكتفيا بل سعيدا بعمله في القناة التي ولد معها وهي لا تزال بدورها مولودا جديدا. استلطفوه، واستحسنوه، وآمنوا بموهبته الى درجة ترشيحه الى خلافة الكبار من المنشطين، ثم انتقدوه. »الشروق« التقت علاء الذي بدا في الظاهر هادئا، وراضيا بل مقتنعا بضرورة الراحة، ولكن...! سنة بالضبط مرّت الآن على ابتعادك عن التلفزة، ما هو شعورك وانت تشاهد التلفزة دون أن تكون منشطا فيها كما كنت، وخصوصا لما كنت في أوج اشعاعك؟ بصراحة أنا مرتاح الان، وكان لابد من هذه الراحة، لأن العمل في التلفزة مضن، ومجهد كثيرا... هي »ترتيحة« كما يقال... ولكن الذين يتعودون على الظهور والشهرة، لا يقدرون في الغالب العيش بدونهما، اذ ينتابهم عادة نوع من الاحباط! ربّما، ولكن بالنسبة لي لم اشعر بأي نوع من الاحباط، الحمد لله. أضف الى ذلك انا شخصيا لا أؤمن بالشهرة، ولا بالنجومية... قد يحدث ما ذكرت للنجوم الكبار، او المرضى النفسانيين. بصراحة ألا تفكر في المسألة، وخصوصا عندما تجلس الى التلفزة؟ بطبيعة الحال افكر في المسألة، ولكن من جانب آخر، مثل التحضير لمشروع جديد. وهل لك مشروع جديد؟ نعم، وقد عرضته على ادارة التلفزة منذ شهر اوت المنقضي، وانا الان بصدد انتظار الرد. لم نتحدث عن أسباب خروجك من التلفزة! لأن ليس هناك اسباب، ربما توقف البرنامج الذي كنت انشطه، ولكن هذا لا يعني خروجي من التلفزة... انا موجود والتلفزة موجودة، وعند توفر الفرصة سأكون موجودا... ألم ترتكب اخطاء؟ لست معصوما من الخطإ. ماذا فعلت طيلة الفترة التي قضيتها بعيدا عن التنشيط؟ عاطل عن العمل. ألم تفكر في عمل او وظيفة أخرى؟ ماذا؟ وأي عمل يمكن ان اقوم به، موظف في بنك ام عامل في شركة. ألم تتصل بتلفزات اخرى مثلا؟ انا ولدت في التلفزة التونسية، واود ان اظل فيها، ولكن اذا جاءتني عروض من فضائيات اخرى عربية، فلن أقول لا... يعني أنك لم تتصل بعروض اخرى، على عكس ما يروجه البعض! بصراحة لا، وأتعجب لما يدعيه البعض بأن هناك عروض وردت عليهم. هل سمعت بأن هناك مشروعا أو تجربة قد تكون بطلتها الممثلة امال علوان؟ في التلفزة! نعم. وفي التنشيط! نعم. سمعت الخبر، ولو أني استبعده، لأن العادة عرفت ان المنشط يمكن ان يكون ممثلا او مطربا اما العكس فلا... ولكن في منوعة »العين تسمع« للطفي البحري، هناك ممثلون او ممثلات يقمن الى جانبه لطفي البحري بالتنشيط! يساعدن على التنشيط. أنت مثلا، لو يعرضون عليك الغناء او التمثيل، هل توافق؟ بالنسبة للغناء لا... اما التمثيل فلا أرى مانعا اذا كان العرض من مخرج سينمائي، يودّ أن اقوم بدور في فيلم سينمائي. وهل تعتقد أنك قادر على التمثيل والاقناع؟ ولم لا، اذا كنت احب التمثيل، لانه لا يختلف كثيرا عن التنشيط في رأيي. هل تذهب الى السينما؟ نادرا... والمسرح! من حين لاخر اذا كان العمل مقنعا ومفهوما؟ ماذا تقصد ب »مفهوم«؟ أي أن يكون يسير الفهم، وليس معقدا، لأن هناك الكثير من المسرحيات اليوم مغرقة في التعقيد، وأنا شخصيا لا اميل الى مثل هذا المسرح، وأظن ان نفور الجمهور من المسرح يعود لمثل هذه الاسباب. اشتغلت في التنشيط التلفزي لمدة 8 سنوات تقريبا، هل تعتقد أنك ساهمت في نجاح بعض الفنانين وخصوصا ممن استضفتهم؟ بطبيعة الحال، وأذكر بالتحديد اسماء مثل حسن الدهماني، ونورة أمين، وهالة المالكي التي غنت تقريبا في جينريكات البرامج والمنوعات التي نشطتها... وما يحز في نفسي نكران هؤلاء للجميل، فلا واحد منهم ذكر اسمي... الوحيد الذي ظل وفيا هو نجيب موسى الذي اعتبره مقلدا جيدا وفنانا. ما رأيك في المنشطين العاملين حاليا، سواء في قناة تونس 7 او قناة 21؟ أرجو ان تعفيني من الاجابة عن هذا السؤال، لأن الاريحية منعدمة في مثل هذه الحالات... نحن نرفض النقد مهما كان نوعه. وأنت شخصيا هل تقبل النقد؟ أنت تعرف هذا... فكم من مقال كتب عني ولم يستحسن صاحبه ما اقوم به، ومع ذلك كنت أتقبله بصدر رحب ولم أشتك احدا. يعيبون على بعض المنشطين عدم امتلاكهم للثقافة والمعارف اللازمة للتنشيط؟ في رأيي المنشط يجب ان تكون له ثقافة عامة، ومعارف، وأسلوب في التعامل مع المشاهد والضيوف... المنشط يجب ان يكون اجتماعيا بالاساس، ولطيفا ايضا، بحيث يشعر المشاهد كان، أو الضيف معه بالألفة والأمان بالخصوص. هل نفهم من كلامك أن هناك منشطين لا يجيدون التعامل مع المشاهد، والضيوف بالخصوص؟ هل تريد ايقاعي في مشاكل... هناك منشطون جيدون، ومنشطون اقل مستوى... ومثلما يقال هناك دائما الغث والسمين في كل المجالات العملية. في منوعاتك في السابق، كيف كنت تختار ضيوفك، وخصوصا من الفنانين؟ حسب ما هو متوفر... والمتوفر فيه الغث والسمين كذلك... وهنا استغل الفرصة للقول ان المنشط حين يستضيف فنانا محدودا، هو يطمح في الواقع لاستضافة من هم اكثر منه كفاءة وموهبة وشهرة، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة... انا مثلا كنت اتمنى استضافة الفنانة الكبيرة فيروز، ونجاة الصغيرة، ولكن مثل هذه الاسماء مكلفة كثيرا... هل تعرف ان الضيفة في التلفزة التونسية مهما كانت عظمتها لا يتكلف الا ألفي دينار في اقصى تقدير، منها تذاكر السفر والاقامة والهدية التي لا تتجاوز في الغالب 500 دينار. علاء كان له معجبون كثيرون حين كان يظهر على الشاشة، والآن! لا أعرف... حين تعود الى الشاشة، هل ستعاقب ناكري الجميل، وخصوصا الفنانين الذين استضفتهم في منوعات سابقة؟ لا... لا... ناكر الجميل حسابه عند الله... متى نرى علاء الشابي على الشاشة الصغيرة؟ قريبا ان شاء الله ومثلما قلت أنا قدّمت مشروعا الى التلفزة وأتمنى ان يحظى بالقبول... واذا تمت الموافقة عليه فستكون عودتي قريبة في الشبكة القادمة اي بعد شهر رمضان.