تسارعت الاحداث في الافريقي في الفترة الأخيرة خاصة بعد انسحاب الفريق من الكأس أمام الاولمبي الباجي واحتجت جماهير الافريقي بشدة ورابطت بالحديقة «أ» طوال يومي الاحد والاثنين مطالبة باحداث تغيير في صلب النادي سواء بالنسبة الى الاطار الفني أو الهيئة المديرة وطالبت الجماهير باحداث رجة نفسية بالتغيير عسى ان تتغير الاجواء وعسى ان يتطور أداء اللاعبين لانه ليس هناك أي لاعب في تشكيلة الافريقي يقدم 20 من امكاناته الحقيقية وكأنهم مكبلون. وقد تساءلت الجماهير عن أسباب التراجع وأسباب غياب نكهة اللعب لدى اللاعبين. أجواء خانقة تفيد كل المعلومات المحيطة بالنادي ان أجواء الفريق لا تبعث على التفاؤل منذ فترة طويلة رغم محاولة تطويق الازمة والقيام بالانتدابات ومدّ يد المساعدة من الاب الروحي للنادي السيد حمادي بوصبيع بل هناك من ذهب أكثر من ذلك وأشار الى ان الانشقاق داخل النادي بلغ ذروته في الفترة الأخيرة وهناك أطراف من داخل الفريق اكدت ان الهيئة الجديدة للافريقي التي ستتولى تسيير النادي في الموسم القادم قد تم تحديدها انطلاقا من رئيس النادي وأعضاء الهيئة المديرة ورؤساء الفروع وصولا الى الاطار الفني في كل الفروع ايضا وأكد نفس المصدر ان مدرب أكابر كرة القدم قد تم تحديده وهو مدرب فرنسي يعمل في دولة عربية شقيقة وفريقه لم يعرف الهزيمة على امتداد 10 جولات في تلك البطولة المحلية. ودائما حسب نفس المصدر كان بعض اللاعبين من أبناء النادي على علم بهذه الاشياء وهذه «السيناريوهات» وهو ما انعكس سلبا على آدائهم. وتبرر بعض الاطراف ان هذه الضغوطات الخارجية هي التي كانت وراء الأزمة ولكنها في الحقيقة تبريرات واهية وخالية من الموضوعية والصحة وفي صورة صحة المعلومات، فان كل الاطراف وابناء النادي والعائلة الافريقية، لها الحق في التعبير عن رغبتها في ادارة النادي اذا كانت ترى نفسها قادرة على الافادة أكثر من غيرها. والمعروف ايضا انه في صورة توفر جبهة داخلية قوية وغير منشقة فان العوامل الخارجية تبقى ثانوية والهيئة الحالية كانت مطالبة بتوفير مسؤولين قادرين فعلا على الاحاطة باللاعبين وحمايتهم من التأثر بالعوامل الخارجية، لانه ليس هناك لاعب لا يحب الانتصارات والمنح والنجاح ومساعدو باللامين الحاليون ابعد ما يكون عن هذه الاشياء. والمهم الآن أن أزمة الافريقي بلغت ذروتها بقطع النظر عن النتائج لان كل الاندية الكبرى تعاني من أزمة نتائج فالنجم الساحلي انهزم في البطولة امام الملعب التونسي وفي الكأس الممتازة الافريقية وعجز عن تحقيق الانتصار في البطولة العربية امام الاندية المراهنة على التأهل (الأهلي والاسماعيلي المصريين) والترجي تكبد عددا مهولا من الهزائم هذا الموسم لم يعرفها على امتداد المواسم العديدة الماضية مجمعة (4 هزائم امام الزمالك والاسماعيلي ذهابا وايابا) ولذلك فان أزمة الافريقي الحقيقية ليست في النتائج وانما في الاجواء العامة للفريق وهذا يعرفه الجمهور جيدا ولذلك كانت احتجاجاته عنيفة، لانه يعرف ان ازمة النتائج قد يعرفها اي فريق ولكن يتجاوزها بسرعة ويعود الى سابق تألقه أما ازمة الافريقي فهي منذ مواسم عديدة ولذلك لا تتحملها الهيئة المديرة الحالية بمفردها ولا اللاعبون الحاليون بمفردهم أيضا لان النظر الى الرصيد البشري الحالي يؤكد ان الافريقي بامكانه المراهنة على الالقاب والرصيد الحالي أفضل بكثير مما كان متوفرا في السنوات الفارطة خاصة بعد انتداب السليتي والميساوي وابراهيما وحلمي الغزواني وامكانات كل هؤلاء لا يرقى لها الشك. ولكن السؤال المحير فعلا هو لماذا يقدم الافريقي هذا المردود الهزيل جدا رغم القمة الفردية للاعبين؟ هل هو التخاذل؟ لأن الافريقي أصبح يعيش أزمة حقيقية فان أصابع الاتهام وجهت في كل الاتجاهات وأشار المدرب منصف الشرقي مباشرة بعد الانسحاب من الكأس تلميحا الى وجود العديد من الاشياء التي استعصى فهمها وقال «لم أفهم شيئا ولم أعرف اللاعبين على الميدان». ولو لا بعض الحياء لقال الشرقي «اني أشتم رائحة التخاذل» وإن تصل المسألة الى هذا الحد فان الضوء الأحمر قد اشتعل ونقول هذا الكلام ليس لتهويل الامر او من باب التجني على الافريقي هذه القلعة الرياضية بل لأننا نعلم ان هذا النادي العريق يعتبر المحرار الحقيقي لكرة القدم التونسية وهذا تؤكده الفرق المنافسة قبل ابناء باب الجديد. ماذا عن المستقبل؟ الآن وبعيدا عن الماضي وعن المزايدات يمكن القول أن الافريقي يمرّ بمرحلة صعبة جدا ويمكن القول أيضا ان الهزائم ليست دائما سلبية بل هي دروس في النهاية، والافريقي مقبل على مرحلة هامة وهو قادر بالفعل على النهوض وان يحول العثرة الأخيرة الى مجرّد خطوة الى الوراء حتى يحقق الفريق قفزة نوعية الى الامام. اجتماع مفتوح تتالت اجتماعات اللجنة العليا في الافريقي في الفترة الأخيرة ولكن دون جدوى ان لم يتمكن رجال الافريقي من تجنب الوقوع في أزمة العادة ولم يتمكنوا من حماية أجواء الفريق ولذلك اتخذت هذه اللجنة خطوة أكثر جرأة هذه المرة وتتمثل في مشاركة كل الاطراف في اجتماع مفتوح وهذا يحصل لاول مرة في الافريقي وكلمة «مفتوح» هنا تعني ان الاجتماع لن يقتصر على «كبار» النادي بل بالامكان ان يحضر كل من يرى نفسه قادرا على افادة الفريق سواء بالافكار او بالدعم المالي بقي ان نشير ان هذا الاجتماع سينعقد يوم السبت القادم وبحديقة الافريقي. أخيرا حصل الانفتاح المعلومات القادمة من الحديقة «أ» وصفة «الانفتاح» التي ألحقها كبار النادي بالاجتماع القادم تؤكدان ان الانفتاح قد وقع في صلب الحديقة وأن رئاسة النادي لن تبقى حكرا على بعض الوجوه وان قائد السفينة في المرحلة القادمة قد يكون من الوجوه الشابة وقد تخرج رئاسة النادي عن الدائرة الضيقة جدا التي فرضت في الفترة السابقة ولذلك سيحضر الاجتماع المفتوح العديد من الوجوه الشابة. جلسة خارقة للعادة رغم أن الاجتماع المفتوح لم يعقد بعد ومن الصعب أن نستشرف ما سينبثق عنه فان بعض المصادر الخاصة أكدت ان النية تتجه نحو عقد جلسة عامة خارقة للعادة خلال بداية شهر أفريل القادم وحدد مبدئيا تاريخ الجلسة بشهر بعد الاجتماع المفتوح وهذا يعني انها ستنعقد في نهاية الاسبوع الأول من شهر أفريل، وستخصص الجلسة العامة الخارقة للعادة للنظر في عديد المسائل التي تهم تاريخ النادي مثل تجديد الهيئة القادمة وخاصة رئيس الهيئة وكل الأعضاء. الهيئة الحالية تنهي الموسم رغم تلويح السيد الشريف باللامين بالانسحاب فان النية تتجه داخل الفريق وخاصة اللجنة العليا نحو إنهاء الموسم بنفس التركيبة الحالية مع وعود بالدعم كالعادة، ومن المنتظر ان تتشبث الهيئة الحالية بالرحيل او ان تجعل بقاءها مشروطا بدعم مالي سخي وهذا من الصعب ان يتوفر في الوقت الحالي لاسباب لا يمكن شرحها الآن.