ما الذي يجري داخل النادي الافريقي وهل ان القرارات الأخيرة للهيئة المديرة هدأت الأوضاع فعلا كما انتظر السيد الشريف باللامين وجماعته أم هي لم تكن الا لتزيد في الغموض السائد والمخيم على الحديقة «أ» ثم ماذا يريد الجمهور بالضبط وما هي مشاغله الحالية أمام تأزم الوضعية؟ الشروق» خرجت الى الحديقة واستجلت بعض الآراء في محاولة لتحديد مكامن الخلل.. ومن أجل نقطة أمل. *عادل بن يوسف : اعتقد ان مشاكل الافريقي في السنوات الاخيرة تتحملها الهيئة المديرة وفي السنة الحالية تأكدت هذه النظرية لأنه بعد الانتدابات الاخيرة أصبح للافريقي رصيد بشري هام وكبير ومن أفضل ما هو موجود على الساحة لكن النتائج والاجواء لم تتغير وهذا ما يؤكد تفسيري. الافريقي تنخره التكتلات وكل «حزب» له مدربه ولاعبوه وجماعته ولذلك لا يمكن ان ينجح الافريقي في مثل هذه الظروف وعندما تتفرق السبل تتشتت المجهودات ويغيب التركيز على هدف موحد. وتحميل الهيئة المسؤولية لا ينفيها على اللاعبين لأنهم يتحملون المسؤولية وهناك لاعبون يتمتعون بأجور تفوق أجر المدرب ولكن لم يقدموا الكثير للنادي وحتى ان اشتكى البعض من التأخير في الراتب فإن كل الاندية تقريبا تعاني من هذا العامل. هل يعقل ان يتطاول لاعب على النادي وهو مازال في بداية الطريقة والافريقي الذي أنجب الكبار مثل الشايبي وعتوقة وغيرهما يصبح تحت «رحمة» لاعب لا يبلغ من العمر سنة وأرى حسب اعتقادي ان الحل يكمن في انفتاح الهيئة المديرة على الوجوه الشابة وهذا لا مفر منه. فبعض وجوه الافريقي أو ما يعرف بالكبار دخلوا النادي عندما كانوا صغارا فلماذا يرفضون الصغار الآن. هناك فرق بين مسؤول قضى عمره في خدمة النادي وآخر صغير مازال متحفزا ويفعل المستحيل من أجل النجاح. أخيرا اقترح ان يتحول الافريقي الى «شركة» مثل الاندية الكبرى في العالم المتطور وفي هذه الحالة فقط سيعمل الجميع من اجل انجاح الافريقي لأن فشل النادي يمثل فشل الشركة التي ستعتبر في هذه الحالة مصدر رزق لكل عائلة الافريقي. * محمد اسلام ناصف : في السنوات الأخيرة ردد البعض انه لا يمكن منافسة الترجي لأسباب عديدة لكن في الموسم الحالي تراجع الترجي كثيرا وأصبح فريقا عاديا وعرف الهزائم على الصعيد القاري والاقليمي ولذلك ثار جمهور الافريقي لأنه يعلم ان الفرصة أصبحت مواتية لكن تبين العكس وتأكد الجمهور ان فشل الافريقي أسبابه داخلية. ومنطقيا عندما ننظر الى الرصيد البشري في الافريقي نتبين ان له مجموعة ممتازة لكن اداءها في اللقاءات لا يتطابق مع مؤهلاتها ولذلك لابد ان نتساءل لماذا هذا التراجع؟ اعتقد ان الافريقي يعاني من أزمة استراتيجية اذ ليس هناك تخطيط سواء على المستوى الفني (الانتدابات) لأن انتداب بن خالد وبن جديدية وطارق سالم لا مبرر له.. وكان على الافريقي ان ينتدب لاعب وسط مكان طارق التايب فقط.. ولست أدري من المسؤول عن الانتدابات؟ *حسن العبيدي : أريد أن أذكر مسألة هامة وهو أنه عندما تعرض بعض اللاعبين الى العقوبة في الفترة السابقة لام البعض هيئة فريد عباس ولو كان الجميع وراء هذه العقوبات الردعية لكانت بمثابة العبرة للاعبين الحاليين. الآن يضرب لاعب عن التمارين ويتحصل على الاموال فكيف سيتصرف البقية وهناك بعض اللاعبين ادعوا الاصابة. واعتقد انه في الجلسة العامة الاخيرة أكد باللامين أنه غير متحمس لتحمل المسؤولية وقال بالحرف الواحد : «ليس لي المال، بل لي الوقت فقط» فكيف يصل الافريقي الى هذا الحد.. هل يعقل ان يفشل في وجود رئيس يتحمل المسؤولية وأريد أن أتساءل ايضا أين المسؤولون ومن المسؤول عن فرع كرة القدم؟ وأين عتوقة وغيره من الوجوه المعروفة، ثم من يوقف تسيب اللاعبين، ولماذا تبقى الرئاسة حكرا على الوجوه المعروفة. وأعتقد ايضا ان هناك رغبة واضحة من الوجوه المعروفة في الافريقي على ان تبقى المسؤولية حكرا على بعضهم فقط. ولا مفر الآن من فسح المجال للوجوه الجديدةوالشابة. * سامي بن جدو : للافريقي أفضل جمهور وهذا معروف وله مجموعة جيدة من اللاعبين في منتخب الاكابر والأولمبي ودوليون سابقون ولكن الآداء لا يتطابق مع المتوفر والسؤال المطروح لماذا؟ السبب الرئيسي حسب رأيي هو غياب الاستراتيجية وعندما جاء الشرقي مثلا قيل انه حلّ وقتي ولكن استمرت التجربة ورغم ان الشرقي ابن النادي ويحب الافريقي مثلنا تماما ولكن لا اعتقد انه قادر على الاحاطة باللاعبين والسيطرة عليهم واعتقد ان كل أحباء الافريقي يعرفون ان اللاعبين لا يقدمون حتى من مستواهم الحقيقي ويجب أن نبحث عن الأسباب فالمولهي ليس هو نفسه الذي نراه في المنتخب (وراء أربعة أهداف) وفي الافريقي. *الطاهر بن زيد : الافريقي كان عائلة واحدة وهذه نقطة قوته. أما الآن فأصبح «عائلات» وهناك تكتلات ومصالح متضاربة وكان الفريق هو الضحية ومن يتابع الفريق في الفترة الاخيرة يجد لاعبين بدون روح واعتقد ان الافريقي برجاله ولاعبيه قادر على الافضل لكن شرط ان يتحد الجميع ويضعون اليد في اليد وتكون هناك مصلحة واحدة توحد الجميع لكن ان تتواصل الصراعات فإن التدهور سيتواصل. *محرز بوعلي : أتساءل لماذا هناك بعض اللاعبين ممتازون مع المنتخب وفي بعض اللقاءات وأحيانا يتراجعون بشكل مهول؟ لماذا الاطار الفني يصرح بأشياء واللاعبون بصرحون بأشياء أخرى؟ وهذا يعني ان هناك خلافات كثيرة بين عديد الأطراف داخل العائلة الواحدة. لابد ان تكون استراتيجية واضحة ولابد ان يضع رئيس النادي كل في مكانه ولا يمكن ان تحضر المزايدات ولا يمكن أيضا ان يكون أجر اللاعب أكبر من أجر المدرب.. كيف سيحترمه وكيف سيأتمر بأمره؟ هناك أزمة في كرة القدم التونسية وليس في الافريقي فقط وهي اقصاء الكفاءات أين اللاعبون السابقون في الافريقي والترجي والنجم؟ الاجابة بسيطة لأن رؤساء الأندية يريدون الانفراد بالرأي والتسيير. لا أشك في حب باللامين للافريقي او منصف الشرقي المستعد للعمل حتى دون مقابل لأنه ابن النادي لكن في العهد الحالي لا مجال للعاطفة والحب انه عهد الاستراتيجيا والبرمجة والمال.