تتضارب المعلومات حول عدد الجثث التي تم انتشالها مساء أول أمس الاثنين من المياه الاقليمية الليبية بعد تعرض المركب الليبي الذي يعملون على ظهره لحادث غرق نتيجة رداءة الاحوال الجوية على الأرجح. فلئن تشير بعض المصادر الى ان وحدات الانقاذ تمكنت من انتشال جثث، فإن مصادر أخرى تؤكد ان الرقم قفز الى 10 بعد 6 أيام من غرق المركب الليبي الذي يحمل اسم «أميرة منى» وهو كما انفردنا بذكره في عدد سابق على ملك أحد الخواص الليبيين الذي انتدب في الفترة الاخيرة ما بين 123 و13 بحارا من صفاقس وقرقنة وبعض المناطق المجاورة مع مواطن جزائري للعمل. وتشير المعلوملات التي توفرت ل»الشروق» من عائلات المفقودين التي بدأ بعضها في قبول التعازي في وقت تحول فيه البعض الآخر الى القطر الليبي الشقيق لمعرفة مصير أبنائهم، ان الجهات المسؤولة سخرت العديد من الخافرات والغواصين في محاولة لإنقاذ الغرقى وانتشال جثث من فارق الحياة منهم، الا انه والى حد كتابة هذه الأسطر ظهر يوم أمس الثلاثاء لم تتمكن الجهات المعنية من العثور على بحارة على قيد الحياة وهو ما تضاءل معه الامل في انقاذ حياة الغرقى بعد 6 أيام تقريبا من حصول الفاجعة التي استأثرت بحديث الشارع بصفاقس. وتفيد مصادر «الشروق» ان السلطات التونسية سخرت عددا هاما من الغواصين المعززين بأحدث تجهيزات الانقاذ لمعاضدة مجهودات زملائهم بالقطر الليبي الشقيق وهو ما مكّن من انتشال جثث بعض الضحايا التي كانت مشوهة في أغلبها نتيجة تعرضهم لنهش من الأسماك والحشرات الطفيلية البحرية التي يعبر عنها «بالزممو». وتشير مصادر «الشروق» الى انه والى غاية صياغة هذا الخبر لم تصل جثث الغرقى الى ذويهم بصفاقس وهو ما عمق حيرتهم وحزنهم على المفقودين والذين كانوا قد تحولوا الى القطر الليبي الشقيق يوم الاحد قبل الفارط للعمل على ظهر المركب «أميرة منى». وباتصالنا بالقنصل الليبي بصفاقس السيد رمضان رباب أفاد سعادته أن الفاجعة التي تعرض لها المركب البحري وبالرغم من فظاعتها الا انها كشفت مرة أخرى عن العلاقات المتميزة التي تجمع الشعبين التونسي والليبي وهو ما عبّر عنه بالقول : «إن الغرقى هم أبناؤنا» وان مجهودات السلطات الليبية في انقاذهم وانتشال جثث الضحايا ليست الا احساسا بالواجب تجاه أبناء الوطن الواحد. وبين سعادة القنصل ان الجهات الليبية المختصة منكبة على الكشف عن ظروف الفاجعة معبرا عن عظيم تأثره ومواساته لعائلات المفقودين.