تونس الشروق : تصافحكم العيادة النفسية في عددها الجديد وتقدم لكم بعض الرسائل التي وصلتنا والتي تتناول في معظمها عدّة أمراض نفسية وسلوكات غير طبيعية تستدعي استشارة الطبيب. عن هذه التساؤلات التي أمامنا يؤمن لكم الاستاذ منذر جعفر معالج نفساني وسلوكي اجابات ضافية ونصائح مفيدة. الحالة الاولى أنا فتاة عمري 26 سنة، أعمل بالقطاع الوظيفي لي صديق يقطن بجوارنا تربيت معه منذ الصغر، أكن له مشاعر الاخوة والصداقة الخالصة، تقدّم لخطبتي لكن لم ابد الموافقة على طلبه وطلبت وقتا للتفكير. مشكلتي انني اعتبره كأخ لي ولا أقدر أن أكون زوجته. انصحني كيف اتصرّف؟ سامية (المرسى) * الردّ : آنستي أنت تحملين لهذا الشخص في ذهنك صورة الاخ والصديق المثالي، فرفضك لارتباطك به هو رفض لا شعوري ناتج عن خوفك لفقدان ذلك الأخ والصديق. إن من أهم أركان الزواج الناجح هي المحبّة الصادقة النابعة من القلب والوجدان لا المحبّة المصطنعة التي تزول بزوال المصلحة وهذا الركن متوفر في علاقتك بهذا الشاب لذا ننصحك بالموافقة ولكن شريطة ان تكون هناك فترة خطوبة التي تعتبر فترة تعارف ومن خلالها تحدّدي موقفك النهائي. ** الحالة الثانية ابني يبلغ 23 سنة، مستوى جامعي وهو الابن الثاني في العائلة، أصيب بانهيار عصبي منذ سنة أرغمه على الانقطاع عن الدراسة للتداوي. حاول خلال الاشهر الاخيرة ان يعود الى سالف نشاطه الجامعي لكن لم يقدر الشيء الذي زاد حالته سوءا. أنا حائرة وخائفة على مستقبله ومصيره. آمنة سوسة * الردّ : سيّدتي انني اجهل الاسباب الرئيسية التي ادت الى الانهيار ولكن احتلاله المرتبة الثانية في العائلة يعتبر عامل من العوامل التي لعبت دورا هاما في تسبب نوعا من التمييز في المعاملة ناهيك وأن مجتمعنا التونسي يعامل الطفل الثاني معاملة مغايرة للطفل الاول والاخير فهو الطفل المنسي والمذبذب لا يملك هوية ذو شخصية ضعيفة وغير متوازنة وذلك لنقص النضج العاطفي لديه. ففي مسألة العودة الى الدراسة نتسائل هل أن ابنك تخلّص تماما من رواسب هذا المرض أم لا؟ وهل هو قادر وجاهز صحيا ونفسيا للاندماج الاجتماعي؟ فهو لم يقدر على ذلك لأنه لم يُشف تماما وهو في حاجة ماسة للمساعدة النفسية لتحضيره نفسيا واجتماعيا لغاية اعادة اندماجه في المجتمع بصفة تدريجية. لذا ننصحك سيّدتي للالتجاء الى مختص في العلاج النفسي والسلوكي ليساعده على ذلك. ** الحالة الثالثة ابني يبلغ من العمر 12 سنة، له اعاقة عضوية حركية مشكلته انه يرفض التعامل مع اخوته والاطفال الاسوياء. حاولنا التعديل من تصرفاته حبا لهم عديد المرات لكن دون جدوي، لذلك اتساءل عن الطريقة التي يمكن أن أتوخاها لأغير عقليته وسلوكه، علي (صفاقس) * الردّ : يبدو أن ابنك يشكو من مركب نقص ناتج عن اعاقته فهو لم يتقبل تلك الاعاقة ولم يتعايش معها. ورفضه للاخر هو رفض لا شعوري لاعاقته. لذلك لابد ان تلتجئ سيدي الى إخصائي في علم النفس لمساعدته والاخذ بيده حتى يتعدّى هذه المرحلة الصعبة بسلام وهو الوحيد القادر على تغيير عقليته وسلوكه باتباع وسيلة علاجية ناجعة، كالعلاج التفاعلي في نطاق المجموعة.