نستعرض معا من خلال هذا العدد الجديد من العيادة النفسية ثلاث حالات نفسية وسلوكية جديدة يقوم بتحليلها ودراستها الاستاذ منذر جعفر معالج نفساني وسلوكي. * الحالة الاولى أنا امرأة متزوجة لي ابن عمره 5 سنوات شديد التعلق بي. حساس جدا. حاليا أنا حامل وأنتظر مولودا جديدا. انصحني سيدي كيف أهيئه لهذه الوضعية الجديدة؟ * سارة مرناق * الرد (1) يعتبر حلول مولود جديد بالعائلة في غالب الاحيان مشكل كبير بالنسبة للاطفال لان ذلك قد يشعرهم بالغيرة أو بالاهمال نتيجة تحول موضع الاهتمام في العائلة. وعادة ما يخلّف قدوم المولود الجديد فراغا عاطفيا ونفسيا لدى الطفل الذي يكبره لذلك يلجأ لا شعوريا الى وسائل دفاعية لا شعورية ليحصل على مزيد من الاهتمام أهمها عملية النكوس ونعني بذلك الرجوع الى مرحلة ما ورائية من النمو. لذا ننصحك سيدتي بالتحدث مع طفلك عن المولود الجديد وفسّري له أن قدومه سيؤثر بطريقة ايجابية على حياته باعتباره سيشاركه لعبه ومرحه. بعد الولادة حاولي تحميله بعض المسؤوليات كالاعتناء بأخيه. حاولي أن لا تعتني بمولودك الجديد عند وجوده بالمنزل. وأخيرا حذار من الاهتمام المفرط بالمولود الجديد لان الاهتمام الكبير حسب الدراسات العلمية يساهم في زرع الحقد في نفس الطفل الاكبر مما يدفعه الى الشعور بالنقص وبالتالي يتولد لديه إحساس بالكراهية تجاه أخيه ويصبح سلوكه عدوانيا. وقد يصل به الامر الى مواجهة نوع من الاضطرابات السلوكية والامراض النفسية. * الحالة الثانية * أنا فتاة أبلغ من العمر 16 سنة ادرس بالسنة الثانية ثانوي، نتائجي ممتازة لكنها غير كافية في نظر والديّ وخاصة أمي التي تطالبني دائما بأن أكون الاولى في القسم وأتحصل على معدل ممتاز مما جعلني أعيش نوعا من التوتر المستمر والعصبية طوال السنة الدراسية، حاولت اقناعها بأنني لا أستطيع تقديم المزيد لكنها لم تقتنع. * سامية المروج 1 * الرد (2) من أهم العادات السلوكية السيئة عند الاولياء هي الاهتمام المبالغ فيه بأبنائهم وجعلهم متفوقين في المجال الدراسي بالقوة تحقيقا لرغبة كامنة في ذواتهم وذلك على حساب حرية أبنائهم. لذلك على الاولياء الاعتراف بأن مسؤولية تربية الاطفال ورعايتهم وتوجيههم ملقاة على عاتق الاولياء لكن يجب احترام شخصية الطفل وحقوقه خاصة حق الاختيار والتعبير واللعب. لذا ننصحك بمواجهة والدتك ومحاولة إقناعها من خلال الحوار المثمر والبناء أن الضغط النفسي الذي تعيشينه ليس في صالحك بل قد يدفعك الى القلق والملل والانهيار العصبي وأنك تحتاجين الى وقت للترفيه عن نفسك من خلال تعاطيك لبعض الانشطة الثقافية والرياضية. * الحالة الثالثة * ابنتي تبلغ من العمر 10 سنوات مشكلتها تتمثل في التبول ليلا أثناء النوم حاولنا مراقبتها لكن لم نفلح. * روضة مدنين * الرد (3) التبول اللاإرادي هو اضطراب سلوكي ناتج عن خلل في مستوى تركيبة شخصية الطفل الذي خلال هذا السلوك المرضي واللاشعوري يسعى الى جلب انتباه محيطه العائلي الى الوضعية النفسية الصعبة التي يعيشها وطلبه للنجدة للتخلص منها. لذا ننصحك سيدتي بالالتجاء الى اخصائي في علم النفس لدراسة هذه الحالة وإيجاد الحلول الناجعة لها.