تفيد احصائيات الديوان الوطني للأسرة التونسية أن أكثر من 66 من التونسين ينتمون الى فئة المراهقين. وأمام هذه المعطيات الاحصائية المرتفعة نسبيا خاصة في ظلّ مجتمع عرف عديد التحولات كالمجتمع التونسي قام ديوان الأسرة مؤخرا بتنظيم حلقته الخامسة حول أزمة المراهقة وتحت عنوان «حين يحول الاحساس في الفعل»، وذلك في اطار منتدى الصحة الانجابية. وللوقوف عند أهم الاشكاليات العالقة بفترة المراهقة اتصلت «الشروق» بالدكتور عماد لرقيق أخصائي نفساني فأفاد أن فترة المراهقة هي فترة حساسة جدا لكن لا يعني ذلك أن نخافها ونخشاها الى درجة ايصال الخوف الى الابن أو الابنة. وأضاف أنها فترة لا بدّ من المرور منها وتخطيها بالنسبة لكل انسان لكن شرط أن يعي الأولياء وكل المحيطين بالمراهق حساسية الفترة. إحاطة سريعة اعتبر الدكتور عماد الرقيق أن الاحاطة بالمراهق لا بدّ أن تكون سريعة في حالة الشعور بتعرضه لاشكاليات وتتمّ إما من قبل الأولياء أو الاطار التربوي والطبيب المدرسي والمرشد الاجتماعي حتى لا تنقلب هذه الاشكاليات الى أزمات نفسية تؤدي إما الى الانزلاق وراء شرب الكحول والمخدرات وتجاوز الأخلاق الحميدة أو الى التفكير في الانتحار. واعتبر الدكتور أن البدائل موجودة لمساعدة المراهق على تجاوز المرحلة ومنها توفير أنشطة كافية بالنوادي وتعاطي الأنشطة الرياضية والثقافية والاهتمام بالألعاب بمختلف أنواعها. وحول مدى اقبال المراهقين على الطبيب النفساني أفاد الدكتور أن الاقبال موجود لكنه ليس تلقائيا بل ينتظر المراهق في جميع الأحوال أن يحمله أحد الوالدين الى العيادة النفسية. إجراءات احاطة يعتبر الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري من الهياكل التي انكبّت على القيام بدراسات حول المراهقة في تونس والوقوف عند أهم الاشكاليات التي يتمّ التعرض إليها. وأسفر المسح الميداني الذي أجراه الديوان عن بلوغ فئة المراهقين ل 6 ملايين و660 ألف نسمة من المجتمع التونسي وحددت أعمار هذه الفئة بين 10 و24 سنة. وتناولت الدكتورة نبيهة قدانة المديرة العامة لديوان الأسرة موضوع المراهقة مفيدة أن المراهقة الطبيعية عند الشباب أو الفتاة العادية ارتبطت في أذهان الجميع بمرحلة إثبات الذات بطريقة المرور من الاحساس الى الفعل انطلاقا من الأزمة الداخلية التي يعيشها المراهق. واعتبرت أن تعبير الشاب عن ذاته بطريقة فيها بعض العنف هي شيء طبيعي ناتج عن تحولات هرمونية وجسدية. ونبّهت الى ضرورة فهم الحالة من قبل الأولياء والمحيطين بالمراهق حتى لا تنتقل الأزمة الى الكبار فلا يحسنون التعامل معها فيزداد المراهق عنفا. واقترحت أن يفتح باب الحوار أمام المراهق للتعبير عن رفضه للأشياء ولفت الانتباه ومحاولة توجيهية بأسلوب مقنع ومشجع لتجاوز الأزمة.