شكل العرض الأول لفيلم (جنون) يوم الاثنين الماضي في إطار أيام قرطاج السينمائية، حدثا استثنائيا بكلّ المقاييس، فقد غصّت قاعة المونديال بالجمهور الذي رضي بمشاهدة الفيلم من كلّ المواقع وقوفا وجلوسا . وبعد تقديم مرتبك ومرتجل، دُعي الفاضل الجعايبي وحده للصعود لتقديم الفيلم، وتمّ تجاهل جليلة بكار كاتبة الحوار والشريك في السيناريو، وفاطمة بن سعيدان ومحمد علي بن جمعة الموجودين في القاعة ثم كانت لنا معه هذه الدردشة. * فيلم (جنون)، هل هو تصوير للمسرحية؟ هو فيلم وليس Captation هو اقتباس حرّ لمسرحية (جنون) ولنصّ ناجية الزمني «يوميات خطاب فصامي» وفي كلّ الحالات، الانتقال من المسرح إلى السينما، هو انتقال من كتابة إلى كتابة، من الفن الرابع إلى السابع، وهو شوط لا بأس به لا بدّ من قطعه للوصول إلى الكتابة السينمائية. * في (جنون) نجدك وحيدا دون محمود بن محمود أو الفاضل الجزيري؟ ولكن معي جليلة بكار، هي رفيقة دربي وهي شريكتي في السناريو، والفيلم ليس لصاحب الامضاء كمخرج بل هو خلاصة عمل طاقم كامل من تقنيين وممثلين «والمسرح كيف كيف إذا موش أكثر». * ما الشيء الذي تفتقده في المسرح وتبحث عنه في السينما؟ أني أتوخى كتابة أخرى تختلف تماما عن الكتابة المسرحية لأنها نظرة أخرى، تجنّد أكثر تقنيين وممثلين، والصورة تغزو فضاءات قد لا يصل إليها المسرح، ولو أننا لا نشتكي من الجمهور، فأعمالنا لها جمهورها، ولو قدّمنا (جنون) بمهرجان قرطاج (المسرح الروماني) فسيحضر لنا عشرة آلاف ونحن قدّمنا (جنون) أكثر من ستين مرّة في المسرح البلدي ودائما نعرض بشبابيك مغلقة، والشيء ذاته في عروضنا خارج تونس في مختلف بلدان العالم (قرابة الأربعين عرضا)، ولكن 100 ألف متفرج لا صلة له كعدد بما تبلغه الصورة التلفزية إلى ملايين المشاهدين على سبيل المثال... هذا هو الفرق الكبير. * متى ينطلق العرض التجاري لفيلم (جنون)؟ «كلمة تجاري نكرهها». * (موضحا..) أقصد العروض بالقاعات؟ (يواصل...) عملنا لا صلة له بالربح، نحن نؤمن بمشروعنا مسرحا وسينما ولذلك نقبل العمل «بالخسارة»، وفي مناسبة أخرى نتحدث عن مشاكل القاعات وجمهور السينما، والافلاس العام للسينما الذي أتمنى أن لا يكون نهائيا. * لماذا تغيّبت عن حفل افتتاح أيام قرطاج السينمائية؟ بصفة عامة، لا أغادر بيتي إلا للعمل، لا تغريني لا الافتتاحات ولا الاختتامات.