تم الاثنين بقاعة السينما "افريكار" بالعاصمة تقديم العرض الأول لفيلم "جنون" للمخرج الفاضل الجعايبي بحضور عدد كبير من الإعلاميين والفنانين وأحباء الفن السابع. هذا الفيلم هو النسخة المصورة سينمائيا للمسرحية التي تحمل نفس العنوان والمقتبسة من قبل جليلة بكار والفاضل الجعايبي عن "يوميات خطاب فصامي" لناجية الزمني يتعلق الأمر بفيلم روائي يستغرق 105 دقيقة من إنتاج مؤسسة فاميليا سنة 2006 بمساهمة مؤسسة الإذاعة و التلفزة التونسية ومساندة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. يروى الفيلم قصة لقاء استثنائي يجمع بين أخصائية في العلاج النفساني و"نون" وهو شاب منحرف وأمي فضلا عن انه مصاب بانفصام ومنحدر من عائلة وفيرة العدد. يعرض الفيلم حالة التسكع الذهني للمريض والتي تحيل فجأة على واقع من الانفصام الاجتماعي لازم "نون" فهل تستطيع أخصائية العلاج النفسي مساعدته على إعادة تركيب كيان شخصيته المدمرة وتحقيق المصالحة بينها وبين الحياة. وتتطور أحداث الفيلم بشكل سريع ويصبح "نون" مادة حية تشتغل عليها هذه الأخصائية في جهدها الرامي الى مقاومة سوء المعاملة التي يعاني منها المصابون بالأمراض العقلية. الفيلم هو عبارة عن رحلة علاجية ووجودية خارجة عن المعتاد تدفع بحياتين عاديتين الى مصير تراجيدي الإخراج ظل ممسرحا كما هو الشأن بالنسبة للديكور ومع ذلك فان فيلم " جنون" هو أكثر من مسرحية وقع تحويلها الى فيلم حيث توفق الثنائي جليلة بكار والفاضل الجعايبي الى استغلال التأثير القوى للسينما من اجل تصوير حالة "الفرد" تحت وطأة التأثيرات الاجتماعية المتنوعة. وقد اختار المخرج الفاضل الجعايبي العمل مع فريقه المعتاد على غرار الممثلين جليلة بكار ومحمد على بن جمعة وفاطمة بن سعيدان الى جانب صالحة النصراوى وعواطف الجندوبي وبسمة العشي وقيس العويديدي وكريم الكافي فضلا عن مشاركة رؤوف بن عمر ومحمد كوكة وصلاح مصدق. يذكر أن هذا الفيلم وقع عرضه لأول مرة خلال أيام قرطاج السينمائية سنة 2006 ولاحقا في فرنسا وألمانيا سنة 2007.