أعلنت إيران أنها أمّنت نفسها ضدّ أيّة هجمات محتملة وذلك بتطوير أجهزة الطرد المركزي والصواريخ الموجّهة مؤكّدة أنّ هذه الصّواريخ قادرة على الوصول إلى مسافة ألفي كيلومتر، ما بعد حدودها في حال تعرّضت (طهران) إلى أي عدوان... وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إنّ بلاده تعتزم تركيب مائة ألف جهاز للطرد المركزي لاستخدامها في تخصيب اليورانيوم في المستقبل ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية عن نجاد قوله «سيكون بمقدور إيران مشيئة الله تلبية احتياجاتها من الوقود النووي بحلول العام المقبل في إشارة إلى السنة الفارسية التي تبدأ في مارس القادم». من جهة أخرى هّن الرئيس الإيراني من أهميّة التهديدات التي يطلقها قادة سياسيون إسرائيليون بتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية. وقال في الوقت الراهن لا يمكن للنظام الصهيوني مهاجمة إيران لأنّه يواجه مشاكل كثيرة واصفا التهديدات الإسرائيلية بأنّها «حرب نفسية». ورغم هذه «التطمينات» فإنّ الحرس الثوري الإيراني أطلق تحذيرات جديدة من مغبة شنّ هجوم محتمل على بلاده. * تحذير فقد أعلن قائد الحرس الثوري الجنرال يحيى صفوي أنّه في حال تعرّضت إيران لهجوم فإنّها قادرة على ضرب العدو حتّى على بعد مسافة ألفي كلم، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية. وقال الجنرال صفوي في إقليم «أصفهان» (وسط) إنّ استراتيجيتنا هي استراتيجية دفاعية ولكن في حال تعرّضنا لاعتداء فلن نتوقّف عند حدودنا.. وكان يشير بذلك إلى المدى الذي يصل إليه صاروخ «شهاب 3» الذي جرّبه الإيرانيون لأوّل مرّة في الثاني من نوفمبر الجاري. ومع مدى ألفي كلم يمكن أن تصل صواريخ «شهاب 3» نظريا إلى القواعد الأمريكية في الخليج وإلى إسرائيل وجنوب أوروبا.. من جانبه أكّد مسؤول قضائي إيراني أمس الأوّل أن إيران ينبغي ألا تخشى أعداءها لأنّها صنعت صواريخ موجّهة وركّبت أجهزة للطرد المركزي.. وقال المدّعي العام الإيراني قربان علي دري نجف أبادي «لدينا الآن كلّ أنواع الأسلحة تحت تصرّفنا... لدينا صواريخ موجّهة تستخدم الوقود السائل والصلب وقد تم تشغيل الجيل الثاني من أجهزة الطرد المركزي بمعرفة خبراء إيرانيين... ونحن نتقدم كل يوم نحو الاعتماد على الذات... وما الذي نخشاه من أعدائنا». وفي السياق ذاته قال اللواء عطاء الله صالحي، القائد العام للجيش الإيراني إنّ العدو (في إشارة إلى أمريكا) قد خطّط لإجراء مناورات في المنطقة إلاّ أنّه لا يجرؤ على تنفيذها نظرا لقدرة القوات الإيرانية المسلّحة.. وأضاف «إنهم لا يجرؤون حتّى على إدخال قطعاتهم الحربية الكبيرة للمنطقة». وعلى صعيد آخر يتوقّع أن ترجئ الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماع يعقد هذا الأسبوع البتّ في تقديم المساعدة لإيران في بناء مفاعل آراك النووي. وقال ديبلوماسي غربي إنّ الوكالة الدولية لا تنوي التعاون في بناء هذا المفاعل إذا استمرّت إيران في الامتناع عن تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي. وقال ديبلوماسي من الشرق الأوسط إنّ طلب إيران الحصول على التعاون الفنّي في مفاعل آراك قد أدرج حسب الإجراءات المعتمدة وإنّه بالنسبة إلى أمانة الوكالة لا يمثّل خطرا لانتشار الأسلحة مشيرا إلى أنّ حلّ هذه القضيّة سياسي بالدرجة الأولى.