مجلس الشيوخ الأمريكي يصوت لصالح إنهاء الإغلاق الحكومي    الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض    السينما التونسية حاضرة بفيلمين في الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة تيميمون الجزائرية    بطولة انقلترا: مانشستر سيتي يكتسح ليفربول بثلاثية نظيفة    الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا يفتح باب التسجيل للمشاركة في النسخة الثانية من برنامج "تبنّى شاطئاً"    هل نقترب من كسر حاجز الزمن؟ العلم يكتشف طريقاً لإبطاء الشيخوخة    صفاقس : نحو منع مرور الشاحنات الثقيلة بالمنطقة البلدية    "التكوين في ميكانيك السيارات الكهربائية والهجينة، التحديات والآفاق" موضوع ندوة إقليمية بمركز التكوين والتدريب المهني بالوردانين    نبض الصحافة العربية والدولية ... مخطّط خبيث لاستهداف الجزائر    حجز أكثر من 14 طنًا من المواد الغذائية الفاسدة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر    توزر: العمل الفلاحي في الواحات.. مخاطر بالجملة في ظلّ غياب وسائل الحماية ومواصلة الاعتماد على العمل اليدوي    ساحة العملة بالعاصمة .. بؤرة للإهمال والتلوث ... وملاذ للمهمشين    بنزرت ...مؤثرون وناشطون وروّاد أعمال .. وفد سياحي متعدّد الجنسيات... في بنزرت    بساحة برشلونة بالعاصمة...يوم مفتوح للتقصّي عن مرض السكري    أندا تمويل توفر قروضا فلاحية بقيمة 40 مليون دينار لتمويل مشاريع فلاحية    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): التونسية اريج عقاب تحرز برونزية منافسات الجيدو    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    قابس: حريق بمنزل يودي بحياة امرأة    الليلة: أمطار متفرقة ورعود بأقصى الشمال الغربي والسواحل الشمالية    كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة    الانتدابات فى قطاع الصحة لن تمكن من تجاوز اشكالية نقص مهنيي الصحة بتونس ويجب توفر استراتيجية واضحة للقطاع (امين عام التنسيقية الوطنية لاطارات واعوان الصحة)    رئيس الجمهورية: "ستكون تونس في كل شبر منها خضراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب"    الجولة 14 من الرابطة الأولى: الترجي يحافظ على الصدارة والهزيمة الأولى للبقلاوة    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    شنيا يصير كان توقفت عن ''الترميش'' لدقيقة؟    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    المنتخب التونسي تحت 23 عاما يلاقي وديا السعودية وقطر والامارات من 12 الى 18 نوفمبر الجاري    عاجل: النادي الافريقي يصدر هذا البلاغ قبل الدربي بسويعات    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    الطقس اليوم..أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق..#خبر_عاجل    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النووي الإيراني: الحسم... بالصفقة أم ب«الصفعة»؟
نشر في الشروق يوم 18 - 11 - 2009

يستمرّ ملفّ النووي الإيراني في التفاعل.. ومعه يستمرّ المد والجذب.. فتعلو تارة لهجة الحرب.. وتخبو تارة أخرى لتحلّ محلها لهجة الحوار.. لكن لا تكاد الجهود الدولية تقترب من الاتفاق حتى تبتعد مرّة أخرى.. فمن ناحية يرفض المجتمع الدولي امتلاك إيران القدرة على تصنيع السلاح النووي... ومن ناحية أخرى ترفض إيران كل العروض المطروحة وآخرها عرض المجموعة السداسية في مباحثات جنيف التي لم تفض سوى إلى تجدّد التهديدات الأمريكية وحتى الروسية وذلك بعد أيام قليلة رافقتها أجواء وصفت بالإيجابية بعد تعهدات إيرانية بانتهاج الشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ليس سرّا أن واشنطن ومعها إسرائيل لن تدخرا جهدا لإيقاف البرنامج النووي الإيراني سواء كان ذلك للاستخدام السلمي أو العسكري... وسواء اقتضى ذلك اللجوء إلى الخيار السلمي أو العسكري... سيناريوهات كثيرة.. وتساؤلات أكثر يطرحها ملف أكثر تعقيدا وإثارة للجدل... فإلى أين تسير أزمة البرنامج النووي الإيراني... وكيف سيتم الحسم.. ب«الصفقة» أم ب«الصفعة»؟
إعداد: النوري الصل
باحث إيراني ل «الشروق»: لن نرضخ.. وجاهزون لكل السيناريوهات
تونس «الشروق»:
شرح الباحث الإيراني ورئيس تحرير صحيفة «كيهان العربي» الإيرانية جميل ظاهري موقف بلاده من الأزمة القائمة مع الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني مشيرا إلى أن الضغوط الغربية المتصاعدة حول هذه المسألة لن تؤثر على طهران..
السيد جميل ظاهري قال أيضا إن بلاده لا تثق في الغرب ولا في روسيا وإنما تراهن في معركتها هذه على تحالفاتها العربية والإسلامية.
وفي ما يلي هذا الحديث:
بداية، ما تفسيركم، في طهران، للهجة الجديدة في الموقف الروسي تجاه البرنامج النووي الإيراني.. وما هي بنظركم، أبعاد تهديد الرئيس الروسي باتخاذ «إجراءات غير ديبلوماسية» ضدّ بلادكم؟
بداية أؤكد أن إيران لم ولن تعوّل على أي طرف خارجي في قضية ملفها النووي منذ البداية.. طهران تعرف جيدا أن الجميع يبحث عن مصالحة وأن القوى الاستعمارية غربية كانت أو شرقية هي قوى تسلطية تبحث عن مصالحها القومية في أي مكان وبأي ذريعة وتحت أي يافطة.. لذلك لا نعتبر أن الموقف الروسي الذي تناقلته مختلف وكالات الأنباء على لسان الرئيس ميدفيديف شيئا جديدا.. ونحن لا نراهن على روسيا لأن لروسيا تاريخا أسود لدى الشعب الايراني وقد سعت روسيا كثيرا إلى أن تعيد بياض الوجه أمام الشعب الايراني في التعاون النووي والعسكري وصناعة الطائرات لكن الدب الروسي عاد إلى طبيعته الشرسة السابقة ثم نقض عهده في قضية منظومة صواريخ «أس 300» ثم في محطة «بوشهر النووية» التي كان من المقرر أن تفتتح في سبتمبر الماضي.. الشعب الإيراني لا يعوّل على القرارات الطائشة التي يتخذها الدب الروسي أو النمر الأمريكي.. ولا بدّ للجميع أن يرضخ في النهاية لما طرحته إيران بخصوص حلّ ملفها النووي.
لكن إيران كثيرا ما راهنت على تحالفها مع الروس في «معركتها النووية».. ألا يضعف خسارتها للحلف الروسي من خياراتها في مواجهتها مع الغرب؟
إيران لن تدخل في حلف لا مع مع روسيا ولا مع الصين لأنها تعرف أن القوى الكبرى ليست صادقة في تحالفاتها.. إيران تعتمد على تحالفاتها العربية والإسلامية ولن تقيم أي تحالف مع القوى الاستكبارية..
لكن العلاقات الإيرانية العربية نفسها مصابة بالتصدّع بسبب الخلاف القائم حول أكثر من مسألة اقليمية.. فكيف يمكن لإيران أن تراهن على حلف عربي وإسلامي هو أصلا منقسم على ذاته؟
لإيران اتفاقيات أمنية مع دول مجلس التعاون الخليجي وليس هناك توترات مع الدول الخليجية ولكن هناك توتّرا مع السعودية التي كانت علاقاتنا بها متميزة لولا تدخل القوى التسلطية الغربية.
في ضوء هذه الصورة.. كيف تنظرون في إيران إلى مستقبل المواجهة مع الغرب في ما يتعلّق بالمسألة النووية؟
إيران واجهت طيلة العقود الثلاثة الماضية تصعيدا إعلاميا وسياسيا وحتى عسكريا من قبل أمريكا ولكن في ما يخص الملف النووي فقد عشنا ثلاثة قرارات من مجلس الأمن الأمر الذي لم يجد نفعا والذي دفعهم للاعتراف بحق إيران في المجال النووي ولكن في الحقيقة هناك خلط في الأوراق..
إيران لم تعتمد على الجانب الغربي لماضيه السيئ وخاصة فرنسا التي لها موقف سيئ تجاه النووي الايراني كما أنها لم تف بوعودها تجاه منشأة إيران للأبحاث النووية.
نحن موقفنا اليوم يقضي بإعطاء قسم من اليورانيوم المخصب إلى الجانب الروسي ومن ثم الفرنسي على أن يعود ذلك في ما بعد إلى إيران.. وأعتقد أنه كل من يريد إبعاد المجتمع الدولي عن التوتر أن يقبل بهذا الاقتراح.. وهو ارسال اليورانيوم الايراني المخصب نسبة 5٪ إلى الطرف الآخر على عدة مراحل على أن يتم بعد كل مرحلة استرجاع المقدار المخصب بنسبة 20٪.. ولطالما أكدنا على انتهاج الحوار والمباحثات حول هذه المسألة.. وأعتقد أنه على الطرف الآخر أن يتعقل في اتخاذ أي مواقف بهذا الشأن ونحن في إيران عشنا فترة خطر طويلة فإذا ما زادت أو تقلصت فلن يغيّر ذلك شيئا..
ما هي العقوبات المفروضة على ايران؟
تونس - «الشروق»
فرضت الولايات المتحدة قيودا على ايران منذ ان احتجزت الرهائن الأمريكيين عام 1979 مما ادى الى خطر تجاري كامل على طهران عام 1995 ..وبالاضافة الى ذلك فرضت الأمم المتحدة عقوبات موسعة على ايران حيث يفوض قرار مجلس الأمن رقم 1737 الصادر في ديسمبر 2006 كل الدول الاعضاء في الأمم المتحدة لمنع امدادات وبيع او نقل كل المواد والمعدات والبضائع والتكنولوجيا التي يمكن ان تساهم في الانشطة التي يمكن ان تساهم في الانشطة المتعلقة بالتخصيب او المياه الثقيلة.
وفي مارس عام 2007 اصدر المجلس القرار رقم 1747 بهدف زيادة الضغط على ايران بشأن برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي وذلك بمنع التعامل مع البنك الايراني الحكومي (سيباه) و 28 شخصا ومنظمة اخرى ومعظمها مرتبط بالحرس الثوري الأيراني.
ونصت قرارات مجلس الأمن كذلك على منع واردات الأسلحة الى ايران وتقييد القروض الممنوحة لها.
وفي مارس 2008 مدّد القرار 1803 الخطر على الاصول الايرانية والسفر على المزيد من الشخصيات الايرانية.
المواقع النووية الايرانية: مفاعلات ومحطات ومناجم
تونس (الشروق):
تقوم إيران التي أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرا بشأن بناء مصنع جديد لتخصيب اليورانيوم، بتطوير برامجها النووية على مواقع عدة موزعة في البلاد:
مفاعل لتخصيب اليورانيوم في «ناتانز» في وسط ايران الذي كشف وجوده في 2002 وهو على الارجح ابرز المنشآت النووية الايرانية المعروفة. وهذا المركز الخاضع لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يضم في الوقت الحاضر اكثر من ثمانية آلاف جهاز طرد مركزي منها نحو 4600 قيد التشغيل. والمنشآت تحت الارض في «ناتانز» يمكن ان تضم 50 ألف جهاز طرد مركزي.
مفاعل تخصيب اليورانيوم في قم في وسط ايران وهو قيد البناء حاليا وكشفت ايران وجوده للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 سبتمبر، ويقع بين مدينتي طهران وقم على مسافة 100 كلم من العاصمة. وتفيد معلومات صحافية انه مدفون تحت جبل ويمكن ان يحتوي على ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي. واعلنت ايران انها ستحدد بالتوافق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية موعدا للسماح بتفتيش الموقع الذي سيوضع تحت اشراف الوكالة.
مفاعل التحويل في اصفهان في وسط إيران أيضا وقد تمت تجربته صناعيا في 2004 وهو يسمح بتحويل «يلوكايك» (الكعكة الصفراء) اي مسحوق اليورانيوم المركز المستخرج من مناجم الصحراء الايرانية، الى غازات رباعي الفلوريد (تترافلورايد) وسداسي الفلورايد (هكسافلورايد). وهذان الغازان ينبغي بعد ذلك ادخالهما في اجهزة الطرد المركزي لانتاج اليورانيوم المخصب. وهذا الموقع يخضع بانتظام لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
منشأة إنتاج الوقود النووي في اصفهان التي دشنت في أفريل 2009، تملك طاقة لانتاج 10 أطنان من الوقود النووي سنويا. ويستخدم اليورانيوم المخصب في هذه المنشأة لانتاج الوقود النووي المخصص للمفاعلات النووية.
مفاعل «اراك» غرب إيران الذي يعمل بالمياه الثقيلة. وهذا المفاعل مخصص كما يعلن رسميا لانتاج البلوتونيوم لغايات البحث الطبي. وقد سمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أوت الماضي بزيارة الموقع الذي يضم مصنعا لانتاج المياه الثقيلة.
المحطة النووية في بوشهر جنوب إيران. ومن المقرر مبدئيا أن يبدأ تشغيلها في الاشهر المقبلة، لكن اطلاقها ارجئ مرات عدة. وقد وقعت موسكو في 1995 اتفاقا بقيمة مليار دولار لانهاء هذه المحطة التي بدأ الالمان ببنائها قبل عام 1979. لكن في عام 1992 رفضت المانيا استئناف اشغال البناء تحت ضغط الولايات المتحدة متذرعة بخطر انتشار التكنولوجيا النووية الحساسة. ويخضع الموقع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
مركز الابحاث النووية في طهران:
تمتلك إيران مفاعلا للابحاث بقوة خمسة ميغاواط حصلت عليه من الولايات المتحدة قبل الثورة التي أطاحت بالشاه الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة. ويخضع هذا المفاعل كذلك لرقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية.
منجم اليورانيوم في «سغند» في وسط إيران مع احتياطي يقدر بما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف طن من اكسيد اليورانيوم، يسمح لايران بانتاج «الكعكة الصفراء» التي تستخدم في ما بعد في مصنع التحويل في اصفهان.
الخبير الدولي عبد العزيز شنيقير ل «الشروق»: هناك أزمة ثقة... و«اليد الممدودة»... خطوة أمريكية محدودة
تونس «الشروق»: حوار: أمين بن مسعود
اعتبر المحلل السياسي عبد العزيز شنيڤقير أن من شأن الاتفاق النووي بين طهران والغرب تقويض الثقة بين النظام والشعب ضد إيران.
وأكد الخبير في الشؤون الدولية في حديث ل«الشروق» أن واشنطن تعتمد سياسة العصا والچجزرة حيال الملف النووي الإيراني مشيرا إلى أن الاتفاق جاء كثمرة للعديد من العوامل الإقليمية والدولية.
وفي ما يلي هذا الحوار:
ما هي قراءتكم لمشروع الاتفاق الأولي الذي تمّ التوصل إليه مؤخرا بين طهران والقوى الدولية الست؟
مشروع الاتفاق جاء نتيجة مفاوضات طويلة بين إيران والدول الغربية التي بدأ صبرها ينفد من المحادثات «اللانهائية» مع طهران.
...وفي تقديري أنّ هناك مجموعة من العوامل ساهمت في الوصول لهذا الاتفاق وهي: 1) وصول أوباما إلى سدّة الحكم في أمريكا واعتماده سياسة «اليد الممدودة».
2) إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
3) بداية توافق الدول الكبرى حيال الملف الإيراني وآليات التعامل معه.
4) تحسّن العلاقات الأمريكية الروسية خاصّة بعد إلغاء أوباما خطط الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية.
طهران اعتبرت الاتفاق نجاحا من جانبها في تحويل الغرب من المواجهة إلى التعاون... ما هو رأيكم حيال هذا الموقف؟
بإمكاننا التسليم جزئيا بصحّة هذا الكلام وأن طهران نجحت في تحويل نظرة الغرب إلى ملفها النووي... بيد أن الأهم هو أن تحويل اليورانيوم الإيراني إلى الخارج وتخصيبه في روسيا وفرنسا حل يرضي كافة الأطراف ويمكنه أن يحل الأزمة التي تدور منذ سنين.
هل أنّ قبول إيران إرسال 4/3 من يورانيومها منخفض التخصيب إلى الخارج قادر على كسر حاجز الثقة المنعدمة بين طهران والغرب؟
مشروع الاتفاق قادر على ترميم الثقة بين طهران والغرب ولكني أعتقد أنّه سيكسر وسيقوّض الثقة بين الحكومة والشعب من جهة والنظام والمعارضة من جهة أخرى.
لو توضّحون لنا هذه الجزئية؟
أظنّ أن الثقة ستتزعزع باعتبار أن المشروع سيصوّر أحمدي نجاد على أنّه رئيس لم يحافظ على مصالح البلاد ولم يراع خطها السياسي والدبلوماسي.. وهذا بالضبط ما أشار إليه القائد الإصلاحي مير حسين موسوي مؤخرا عندما قال إنّ «إيران سقطت في الفخ» وهو يريد أن يقول إن الغرب حاصر النظام الإيراني في اختيارين صعبين، ففي حال قبوله إبرام الاتفاق فهذا يعني سقوط جهود آلاف العلماء الإيرانيين في الماء وذهابها سدى وفي حال رفضه فإن الغرب سيفرض على إيران مزيدا من العقوبات الشديدة.
حسب تقديركم ماهي الضمانات الدولية القادرة على دفع طهران لإرسال مخزونها من اليورانيوم إلى الخارج؟
أوّلا هناك روسيا والصين وهما عضوان مهمّان في مجلس الأمن الدولي وتربطهما بإيران علاقات وطيدة فبالتالي بإمكانهما تكريس ضغوط على باقي الأعضاء بطريقة تضمن تطبيق الاتفاق.
ثانيا، سياسة أوباما الجديدة «اليد الممدودة» التي تمثل عاملا إيجابيا يضمن لإيران تنفيذ بنود الاتفاق.
هل تتصوّرون أن الاتفاق قادر على تلبية مطلب إيران الأساسي والمتمثل في إرجاع ملفها النووي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
أعتقد ذلك، باعتبار أن إتمام الاتفاق سيحل المشكلة القائمة بين طهران والغرب مما سيرجع الملف النووي الإيراني إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كيف تقرؤون ازدواجية تعامل واشنطن مع طهران، فمن جانب تدعم التعاون الإيراني مع الوكالة الذرية ومن جانب آخر يقر الكونغرس مشروع عقوبات جديدة عليها؟
في تقديري الشخصي اعتبر أنّ هذا تكتيك أمريكي لدفع إيران لقبول الاتفاق ذلك أن التلويح «بنعم وَ لاَ» في نفس الوقت يحيلنا للقول أن الكونغرس في مرتبة أولى والرئيس في مرتبة ثانية يسعيان إلى تسليط ضغوط سياسية على إيران لتسوية ملفها النووي... مع الأخذ في الحسبان الفرق بين مؤسستي الكونغرس والرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية.
بالتزامن مع الموقف الأمريكي ظهر الموقف التركي الداعم لإيران، ماهي قراءتكم له؟
صراحة ألاحظ تقاربا سياسيا ودبلوماسيا بين طهران وأنقرة... ولكن هذا التقارب أراه حذرا للغاية من أنقرة باعتبار أنها تسعى إلى دخول الاتحاد الأوروبي ولها مصالح أخرى مختلفة عن طهران.
مقترحات .. مفاوضات .. وتناقضات
تونس - (الشروق)
5 فيفري - روسيا تقول انها تعتزم بدء تشغيل مفاعل نووي في محطة «بوشهر» الايرانية في نهاية العام الجاري.
20 مارس - بعد سنوات من المحاولات الأمريكية لفرض عزلة على ايران دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى «تواصل صادق ومبني على الاحترام المتبادل مع ايران».
9 أفريل - الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يقول ان ايران اتقنت دورة الوقود النووي واختبرت ايضا أجهزة أكثر تقدما لتخصيب اليورانيوم.
5 جوان - تقرير ربع سنوي تابع لوكالة الطاقة الذرية يفيد بأن ايران ركّبت 7231 جهازا للطرد المركزي بزيادة 25 % عما كانت عليه في مارس أول سبتمبر، ايران تقول انها اعدّت اقتراحا نوويا ادخلت عليه تعديلات وانها مستعدة لاستئناف المحادثات مع القوى العالمية.
في 9 سبتمبر- ايران تسلم حزمة من الاقتراحات تقول انها تتعلق بقضايا عالمية متنوعة وتمثل فرصة جديدة للمحادثات والتعاون.
في 25 سبتمبر - الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقول انها ابلغت بوجود منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم قيد الانشاء.
أول اكتوبر - ايران تلتقي بالقوى العالمية الست في جنيف..
في 2 اكتوبر - ايران توافق من حيث المبدإ في المحادثات على نقل معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب الى الخارج لكن ايران لا تؤكد استعدادها للمضي قدما في الاتفاق.
3 اكتوبر - البرادعي يصل الى ايران لاجراء محادثات بشأن جدول زمني لزيارة مفتشين تابعين للوكالة للمنشأة النووية الجديد ة التي كشفت عنها ايران.
19 اكتوبر- انطلاق محادثات بين ايران وقوى عالمية وسط أنباء عن رفض طهران التفاوض مع فرنسا.
21 اكتوبر - وكالة الطاقة تقدم مسودة اتفاق لتقليل مخزون ايران من اليورانيوم المخصب
25 اكتوبر- خبراء نوويون تابعون للأمم المتحدة يفتشون المنشأة الجديدة قرب «قم» ..
30 اكتوبر- دبلوماسيون في الأمم المتحدة يقولون ان ايران أبلغت وكالة الطاقة انها تريد وقودا نوويا جديدا لمفاعل في طهران قبل ان توافق على شحن معظم مخزون اليورانيوم المخصب لديها الى روسيا وفرنسا ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.