مع تأخير محاكته.. رفض الإفراج عن الطيب راشد    أمريكا تستخدم الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة    عاجل: قرار وزاري مشترك بين الشؤون الاجتماعية والصحة لتعزيز الحماية من حوادث الشغل والأمراض المهنية    جريدة الزمن التونسي    بطولة إفريقيا للأمم لكرة اليد للصغريات: تونس في المربّع الذهبي وتترشّح إلى المونديال    بمشاركة أكثر من 400 ألف متظاهر: الشارع الفرنسي يشتعل... اشتباكات واعتقالات بالجملة    تخطت السبعين.. إيناس الدغيدي تتصدر الترند بزفافها    عاجل/ مقتل 4 جنود خلال معارك في رفح جنوبي غزّة    جيش الاحتلال يشن ضربات جوية على جنوب لبنان    عاجل: وزارة التربية تنشر قائمة محيّنة للمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية الخاصة    الرابطة الاولى ... فوز مستقبل المرسى على مستقبل سليمان 1-صفر    معز الشرقي يواصل التألق.. ربع نهائي سان تروبيه    سحب عابرة على كامل البلاد تتكاثف آخر الليل بالمناطق الساحلية الشرقية    البرلمان: 7 أكتوبر القادم موعد الجلسة العامّة الافتتاحيّة للدورة العادية الرابعة    بن عروس : التعهد باستكمال إنجاز جسر وادي مليان مليان نهاية السنة الحالية    المهرجان الجهوي للمسرح بدور الثقافة ودور الشباب ببن عروس من 27 سبتمبر الى 5 أكتوبر 2025    الليلة: الغيث أوّله قطرة    عاجل: نداء للبحث عن طفل مفقود بمنطقة العمران (يلبس طبلية زرقاء ويحمل محفظة)    عاجل : مستجدات بطاقة التعريف البيومترية للتونسيين    عاجل/ رجل يعتدي على طليقته بسكين في شارع أمام المارة..    عاجل: الجامعة تفتح الباب قدّام الفرق باش تبث ماتشاتها وحدها..كيفاش؟    هذا هو موعد انتهاء أشغال المدخل الجنوبي للعاصمة    صادرات القطاع الصناعي ترتفع ب1,9% خلال النصف الأوّل من 2025    العدوان الصهيوني على غزة: النيابة العامة الإسبانية تفتح تحقيقا حول انتهاكات حقوق الإنسان..#خبر_عاجل    موسم الحبوب..البنك الوطني الفلاحي يرفع من قيمة التمويلات    حجز مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك قرب إحدى المؤسسات التربوية..    عميد المحامين الجديد بوبكر بالثابت يتسلم مهامه    قصر النظر عند الأطفال: الدكتور فهمي نافع يحذر ويقدم نصائح مع العودة المدرسية    ترتيب الفيفا: المنتخب التونسي يتقدم إلى المركز 46 عالميا    عاجل : وزير النقل يضع مهلة ب15يوما لضبط روزنامة برامج عمل    الحماية المدنية: 537 تدخلا منها 124 لاطفاء الحرائق خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية    اجتماع بمعهد باستور حول تعزيز جودة وموثوقية مختبرات التشخيص البيولوجي    آلام المفاصل عند الأطفال مع العودة المدرسية: أسباب وطرق الوقاية    سفينة "ياسر جرادي/يامان تدخل ميناء "بيرغو" في مالطا لهذه الأسباب "    لاعب نيجيري يعزز صفوف الشبيبة القيروانية    لليوم الثاني على التوالي..غزة دون اتصالات وانترنات..#خبر_عاجل    الملعب التونسي يفسخ عقد هذا اللاعب..#خبر_عاجل    الموت يغيب هذه الإعلامية..#خبر_عاجل    رابطة ابطال اوروبا : ثنائية كين تقود بايرن للفوز 3-1 على تشيلسي    عاجل/ تقلبات جوية وأمطار بداية من هذا التاريخ..    السجل الوطني للمؤسسات يعلن حزمة إجراءات رقمية جديدة: دفع حصري عن بُعد ومضمون إلكتروني مُحدَّث    تونس تجمع 12 مليون قنطار لكن حاجياتها تبلغ 36 مليون قنطار    في بالك الى فما مكوّن سرّي في زيت الحوت... شنوة يعمل في جسمك؟    بلعيد يؤكد خلال الدورة 69 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذريّة حرص تونس على مواصلة التعاون مع الوكالة    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    اللجنة الوطنية للحج تستعدّ لموسم 1447ه: ترتيبات متكاملة لضمان أفضل الظروف للحجيج    فقدان 61 مهاجرا غالبيتهم سودانيون في انقلاب قارب ثانٍ قبالة ليبيا    تونس ضيفة شرف مهرجان بغداد السينمائي...تكريم نجيب عيّاد و8 أفلام في البرمجة    السبيخة ..الاطاحة ب 4 من مروجي الزطلة في محيط المؤسسات التربوية    تنظمها مندوبية تونس بالتعاون مع المسرح الوطني...أربعينية الفاضل الجزيري موفّى هذا الأسبوع    القمة العالمية للبيوتكنولوجيا: وزير الصحة يعلن بسيول إطلاق مركز وطني للتدريب البيوطبي لتعزيز قدرات إفريقيا في إنتاج الأدوية واللقاحات    شهر السينما الوثائقية من 18 سبتمبر إلى 12 أكتوبر 2025    سورة تُقرأ بعد صلاة الفجر لها ثواب قراءة القرآن كله 10 مرات    جريدة الزمن التونسي    طقس اليوم: سماء قليلة السحب    كلمات تحمي ولادك في طريق المدرسة.. دعاء بسيط وأثره كبير    أولا وأخيرا ..أول عرس في حياتي    مع الشروق : الحقد السياسيّ الأعمى ووطنية الدّراويش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النووي الإيراني: الحسم... بالصفقة أم ب«الصفعة»؟
نشر في الشروق يوم 18 - 11 - 2009

يستمرّ ملفّ النووي الإيراني في التفاعل.. ومعه يستمرّ المد والجذب.. فتعلو تارة لهجة الحرب.. وتخبو تارة أخرى لتحلّ محلها لهجة الحوار.. لكن لا تكاد الجهود الدولية تقترب من الاتفاق حتى تبتعد مرّة أخرى.. فمن ناحية يرفض المجتمع الدولي امتلاك إيران القدرة على تصنيع السلاح النووي... ومن ناحية أخرى ترفض إيران كل العروض المطروحة وآخرها عرض المجموعة السداسية في مباحثات جنيف التي لم تفض سوى إلى تجدّد التهديدات الأمريكية وحتى الروسية وذلك بعد أيام قليلة رافقتها أجواء وصفت بالإيجابية بعد تعهدات إيرانية بانتهاج الشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ليس سرّا أن واشنطن ومعها إسرائيل لن تدخرا جهدا لإيقاف البرنامج النووي الإيراني سواء كان ذلك للاستخدام السلمي أو العسكري... وسواء اقتضى ذلك اللجوء إلى الخيار السلمي أو العسكري... سيناريوهات كثيرة.. وتساؤلات أكثر يطرحها ملف أكثر تعقيدا وإثارة للجدل... فإلى أين تسير أزمة البرنامج النووي الإيراني... وكيف سيتم الحسم.. ب«الصفقة» أم ب«الصفعة»؟
إعداد: النوري الصل
باحث إيراني ل «الشروق»: لن نرضخ.. وجاهزون لكل السيناريوهات
تونس «الشروق»:
شرح الباحث الإيراني ورئيس تحرير صحيفة «كيهان العربي» الإيرانية جميل ظاهري موقف بلاده من الأزمة القائمة مع الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني مشيرا إلى أن الضغوط الغربية المتصاعدة حول هذه المسألة لن تؤثر على طهران..
السيد جميل ظاهري قال أيضا إن بلاده لا تثق في الغرب ولا في روسيا وإنما تراهن في معركتها هذه على تحالفاتها العربية والإسلامية.
وفي ما يلي هذا الحديث:
بداية، ما تفسيركم، في طهران، للهجة الجديدة في الموقف الروسي تجاه البرنامج النووي الإيراني.. وما هي بنظركم، أبعاد تهديد الرئيس الروسي باتخاذ «إجراءات غير ديبلوماسية» ضدّ بلادكم؟
بداية أؤكد أن إيران لم ولن تعوّل على أي طرف خارجي في قضية ملفها النووي منذ البداية.. طهران تعرف جيدا أن الجميع يبحث عن مصالحة وأن القوى الاستعمارية غربية كانت أو شرقية هي قوى تسلطية تبحث عن مصالحها القومية في أي مكان وبأي ذريعة وتحت أي يافطة.. لذلك لا نعتبر أن الموقف الروسي الذي تناقلته مختلف وكالات الأنباء على لسان الرئيس ميدفيديف شيئا جديدا.. ونحن لا نراهن على روسيا لأن لروسيا تاريخا أسود لدى الشعب الايراني وقد سعت روسيا كثيرا إلى أن تعيد بياض الوجه أمام الشعب الايراني في التعاون النووي والعسكري وصناعة الطائرات لكن الدب الروسي عاد إلى طبيعته الشرسة السابقة ثم نقض عهده في قضية منظومة صواريخ «أس 300» ثم في محطة «بوشهر النووية» التي كان من المقرر أن تفتتح في سبتمبر الماضي.. الشعب الإيراني لا يعوّل على القرارات الطائشة التي يتخذها الدب الروسي أو النمر الأمريكي.. ولا بدّ للجميع أن يرضخ في النهاية لما طرحته إيران بخصوص حلّ ملفها النووي.
لكن إيران كثيرا ما راهنت على تحالفها مع الروس في «معركتها النووية».. ألا يضعف خسارتها للحلف الروسي من خياراتها في مواجهتها مع الغرب؟
إيران لن تدخل في حلف لا مع مع روسيا ولا مع الصين لأنها تعرف أن القوى الكبرى ليست صادقة في تحالفاتها.. إيران تعتمد على تحالفاتها العربية والإسلامية ولن تقيم أي تحالف مع القوى الاستكبارية..
لكن العلاقات الإيرانية العربية نفسها مصابة بالتصدّع بسبب الخلاف القائم حول أكثر من مسألة اقليمية.. فكيف يمكن لإيران أن تراهن على حلف عربي وإسلامي هو أصلا منقسم على ذاته؟
لإيران اتفاقيات أمنية مع دول مجلس التعاون الخليجي وليس هناك توترات مع الدول الخليجية ولكن هناك توتّرا مع السعودية التي كانت علاقاتنا بها متميزة لولا تدخل القوى التسلطية الغربية.
في ضوء هذه الصورة.. كيف تنظرون في إيران إلى مستقبل المواجهة مع الغرب في ما يتعلّق بالمسألة النووية؟
إيران واجهت طيلة العقود الثلاثة الماضية تصعيدا إعلاميا وسياسيا وحتى عسكريا من قبل أمريكا ولكن في ما يخص الملف النووي فقد عشنا ثلاثة قرارات من مجلس الأمن الأمر الذي لم يجد نفعا والذي دفعهم للاعتراف بحق إيران في المجال النووي ولكن في الحقيقة هناك خلط في الأوراق..
إيران لم تعتمد على الجانب الغربي لماضيه السيئ وخاصة فرنسا التي لها موقف سيئ تجاه النووي الايراني كما أنها لم تف بوعودها تجاه منشأة إيران للأبحاث النووية.
نحن موقفنا اليوم يقضي بإعطاء قسم من اليورانيوم المخصب إلى الجانب الروسي ومن ثم الفرنسي على أن يعود ذلك في ما بعد إلى إيران.. وأعتقد أنه كل من يريد إبعاد المجتمع الدولي عن التوتر أن يقبل بهذا الاقتراح.. وهو ارسال اليورانيوم الايراني المخصب نسبة 5٪ إلى الطرف الآخر على عدة مراحل على أن يتم بعد كل مرحلة استرجاع المقدار المخصب بنسبة 20٪.. ولطالما أكدنا على انتهاج الحوار والمباحثات حول هذه المسألة.. وأعتقد أنه على الطرف الآخر أن يتعقل في اتخاذ أي مواقف بهذا الشأن ونحن في إيران عشنا فترة خطر طويلة فإذا ما زادت أو تقلصت فلن يغيّر ذلك شيئا..
ما هي العقوبات المفروضة على ايران؟
تونس - «الشروق»
فرضت الولايات المتحدة قيودا على ايران منذ ان احتجزت الرهائن الأمريكيين عام 1979 مما ادى الى خطر تجاري كامل على طهران عام 1995 ..وبالاضافة الى ذلك فرضت الأمم المتحدة عقوبات موسعة على ايران حيث يفوض قرار مجلس الأمن رقم 1737 الصادر في ديسمبر 2006 كل الدول الاعضاء في الأمم المتحدة لمنع امدادات وبيع او نقل كل المواد والمعدات والبضائع والتكنولوجيا التي يمكن ان تساهم في الانشطة التي يمكن ان تساهم في الانشطة المتعلقة بالتخصيب او المياه الثقيلة.
وفي مارس عام 2007 اصدر المجلس القرار رقم 1747 بهدف زيادة الضغط على ايران بشأن برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي وذلك بمنع التعامل مع البنك الايراني الحكومي (سيباه) و 28 شخصا ومنظمة اخرى ومعظمها مرتبط بالحرس الثوري الأيراني.
ونصت قرارات مجلس الأمن كذلك على منع واردات الأسلحة الى ايران وتقييد القروض الممنوحة لها.
وفي مارس 2008 مدّد القرار 1803 الخطر على الاصول الايرانية والسفر على المزيد من الشخصيات الايرانية.
المواقع النووية الايرانية: مفاعلات ومحطات ومناجم
تونس (الشروق):
تقوم إيران التي أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرا بشأن بناء مصنع جديد لتخصيب اليورانيوم، بتطوير برامجها النووية على مواقع عدة موزعة في البلاد:
مفاعل لتخصيب اليورانيوم في «ناتانز» في وسط ايران الذي كشف وجوده في 2002 وهو على الارجح ابرز المنشآت النووية الايرانية المعروفة. وهذا المركز الخاضع لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يضم في الوقت الحاضر اكثر من ثمانية آلاف جهاز طرد مركزي منها نحو 4600 قيد التشغيل. والمنشآت تحت الارض في «ناتانز» يمكن ان تضم 50 ألف جهاز طرد مركزي.
مفاعل تخصيب اليورانيوم في قم في وسط ايران وهو قيد البناء حاليا وكشفت ايران وجوده للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 سبتمبر، ويقع بين مدينتي طهران وقم على مسافة 100 كلم من العاصمة. وتفيد معلومات صحافية انه مدفون تحت جبل ويمكن ان يحتوي على ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي. واعلنت ايران انها ستحدد بالتوافق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية موعدا للسماح بتفتيش الموقع الذي سيوضع تحت اشراف الوكالة.
مفاعل التحويل في اصفهان في وسط إيران أيضا وقد تمت تجربته صناعيا في 2004 وهو يسمح بتحويل «يلوكايك» (الكعكة الصفراء) اي مسحوق اليورانيوم المركز المستخرج من مناجم الصحراء الايرانية، الى غازات رباعي الفلوريد (تترافلورايد) وسداسي الفلورايد (هكسافلورايد). وهذان الغازان ينبغي بعد ذلك ادخالهما في اجهزة الطرد المركزي لانتاج اليورانيوم المخصب. وهذا الموقع يخضع بانتظام لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
منشأة إنتاج الوقود النووي في اصفهان التي دشنت في أفريل 2009، تملك طاقة لانتاج 10 أطنان من الوقود النووي سنويا. ويستخدم اليورانيوم المخصب في هذه المنشأة لانتاج الوقود النووي المخصص للمفاعلات النووية.
مفاعل «اراك» غرب إيران الذي يعمل بالمياه الثقيلة. وهذا المفاعل مخصص كما يعلن رسميا لانتاج البلوتونيوم لغايات البحث الطبي. وقد سمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أوت الماضي بزيارة الموقع الذي يضم مصنعا لانتاج المياه الثقيلة.
المحطة النووية في بوشهر جنوب إيران. ومن المقرر مبدئيا أن يبدأ تشغيلها في الاشهر المقبلة، لكن اطلاقها ارجئ مرات عدة. وقد وقعت موسكو في 1995 اتفاقا بقيمة مليار دولار لانهاء هذه المحطة التي بدأ الالمان ببنائها قبل عام 1979. لكن في عام 1992 رفضت المانيا استئناف اشغال البناء تحت ضغط الولايات المتحدة متذرعة بخطر انتشار التكنولوجيا النووية الحساسة. ويخضع الموقع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
مركز الابحاث النووية في طهران:
تمتلك إيران مفاعلا للابحاث بقوة خمسة ميغاواط حصلت عليه من الولايات المتحدة قبل الثورة التي أطاحت بالشاه الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة. ويخضع هذا المفاعل كذلك لرقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية.
منجم اليورانيوم في «سغند» في وسط إيران مع احتياطي يقدر بما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف طن من اكسيد اليورانيوم، يسمح لايران بانتاج «الكعكة الصفراء» التي تستخدم في ما بعد في مصنع التحويل في اصفهان.
الخبير الدولي عبد العزيز شنيقير ل «الشروق»: هناك أزمة ثقة... و«اليد الممدودة»... خطوة أمريكية محدودة
تونس «الشروق»: حوار: أمين بن مسعود
اعتبر المحلل السياسي عبد العزيز شنيڤقير أن من شأن الاتفاق النووي بين طهران والغرب تقويض الثقة بين النظام والشعب ضد إيران.
وأكد الخبير في الشؤون الدولية في حديث ل«الشروق» أن واشنطن تعتمد سياسة العصا والچجزرة حيال الملف النووي الإيراني مشيرا إلى أن الاتفاق جاء كثمرة للعديد من العوامل الإقليمية والدولية.
وفي ما يلي هذا الحوار:
ما هي قراءتكم لمشروع الاتفاق الأولي الذي تمّ التوصل إليه مؤخرا بين طهران والقوى الدولية الست؟
مشروع الاتفاق جاء نتيجة مفاوضات طويلة بين إيران والدول الغربية التي بدأ صبرها ينفد من المحادثات «اللانهائية» مع طهران.
...وفي تقديري أنّ هناك مجموعة من العوامل ساهمت في الوصول لهذا الاتفاق وهي: 1) وصول أوباما إلى سدّة الحكم في أمريكا واعتماده سياسة «اليد الممدودة».
2) إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
3) بداية توافق الدول الكبرى حيال الملف الإيراني وآليات التعامل معه.
4) تحسّن العلاقات الأمريكية الروسية خاصّة بعد إلغاء أوباما خطط الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية.
طهران اعتبرت الاتفاق نجاحا من جانبها في تحويل الغرب من المواجهة إلى التعاون... ما هو رأيكم حيال هذا الموقف؟
بإمكاننا التسليم جزئيا بصحّة هذا الكلام وأن طهران نجحت في تحويل نظرة الغرب إلى ملفها النووي... بيد أن الأهم هو أن تحويل اليورانيوم الإيراني إلى الخارج وتخصيبه في روسيا وفرنسا حل يرضي كافة الأطراف ويمكنه أن يحل الأزمة التي تدور منذ سنين.
هل أنّ قبول إيران إرسال 4/3 من يورانيومها منخفض التخصيب إلى الخارج قادر على كسر حاجز الثقة المنعدمة بين طهران والغرب؟
مشروع الاتفاق قادر على ترميم الثقة بين طهران والغرب ولكني أعتقد أنّه سيكسر وسيقوّض الثقة بين الحكومة والشعب من جهة والنظام والمعارضة من جهة أخرى.
لو توضّحون لنا هذه الجزئية؟
أظنّ أن الثقة ستتزعزع باعتبار أن المشروع سيصوّر أحمدي نجاد على أنّه رئيس لم يحافظ على مصالح البلاد ولم يراع خطها السياسي والدبلوماسي.. وهذا بالضبط ما أشار إليه القائد الإصلاحي مير حسين موسوي مؤخرا عندما قال إنّ «إيران سقطت في الفخ» وهو يريد أن يقول إن الغرب حاصر النظام الإيراني في اختيارين صعبين، ففي حال قبوله إبرام الاتفاق فهذا يعني سقوط جهود آلاف العلماء الإيرانيين في الماء وذهابها سدى وفي حال رفضه فإن الغرب سيفرض على إيران مزيدا من العقوبات الشديدة.
حسب تقديركم ماهي الضمانات الدولية القادرة على دفع طهران لإرسال مخزونها من اليورانيوم إلى الخارج؟
أوّلا هناك روسيا والصين وهما عضوان مهمّان في مجلس الأمن الدولي وتربطهما بإيران علاقات وطيدة فبالتالي بإمكانهما تكريس ضغوط على باقي الأعضاء بطريقة تضمن تطبيق الاتفاق.
ثانيا، سياسة أوباما الجديدة «اليد الممدودة» التي تمثل عاملا إيجابيا يضمن لإيران تنفيذ بنود الاتفاق.
هل تتصوّرون أن الاتفاق قادر على تلبية مطلب إيران الأساسي والمتمثل في إرجاع ملفها النووي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
أعتقد ذلك، باعتبار أن إتمام الاتفاق سيحل المشكلة القائمة بين طهران والغرب مما سيرجع الملف النووي الإيراني إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كيف تقرؤون ازدواجية تعامل واشنطن مع طهران، فمن جانب تدعم التعاون الإيراني مع الوكالة الذرية ومن جانب آخر يقر الكونغرس مشروع عقوبات جديدة عليها؟
في تقديري الشخصي اعتبر أنّ هذا تكتيك أمريكي لدفع إيران لقبول الاتفاق ذلك أن التلويح «بنعم وَ لاَ» في نفس الوقت يحيلنا للقول أن الكونغرس في مرتبة أولى والرئيس في مرتبة ثانية يسعيان إلى تسليط ضغوط سياسية على إيران لتسوية ملفها النووي... مع الأخذ في الحسبان الفرق بين مؤسستي الكونغرس والرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية.
بالتزامن مع الموقف الأمريكي ظهر الموقف التركي الداعم لإيران، ماهي قراءتكم له؟
صراحة ألاحظ تقاربا سياسيا ودبلوماسيا بين طهران وأنقرة... ولكن هذا التقارب أراه حذرا للغاية من أنقرة باعتبار أنها تسعى إلى دخول الاتحاد الأوروبي ولها مصالح أخرى مختلفة عن طهران.
مقترحات .. مفاوضات .. وتناقضات
تونس - (الشروق)
5 فيفري - روسيا تقول انها تعتزم بدء تشغيل مفاعل نووي في محطة «بوشهر» الايرانية في نهاية العام الجاري.
20 مارس - بعد سنوات من المحاولات الأمريكية لفرض عزلة على ايران دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى «تواصل صادق ومبني على الاحترام المتبادل مع ايران».
9 أفريل - الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يقول ان ايران اتقنت دورة الوقود النووي واختبرت ايضا أجهزة أكثر تقدما لتخصيب اليورانيوم.
5 جوان - تقرير ربع سنوي تابع لوكالة الطاقة الذرية يفيد بأن ايران ركّبت 7231 جهازا للطرد المركزي بزيادة 25 % عما كانت عليه في مارس أول سبتمبر، ايران تقول انها اعدّت اقتراحا نوويا ادخلت عليه تعديلات وانها مستعدة لاستئناف المحادثات مع القوى العالمية.
في 9 سبتمبر- ايران تسلم حزمة من الاقتراحات تقول انها تتعلق بقضايا عالمية متنوعة وتمثل فرصة جديدة للمحادثات والتعاون.
في 25 سبتمبر - الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقول انها ابلغت بوجود منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم قيد الانشاء.
أول اكتوبر - ايران تلتقي بالقوى العالمية الست في جنيف..
في 2 اكتوبر - ايران توافق من حيث المبدإ في المحادثات على نقل معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب الى الخارج لكن ايران لا تؤكد استعدادها للمضي قدما في الاتفاق.
3 اكتوبر - البرادعي يصل الى ايران لاجراء محادثات بشأن جدول زمني لزيارة مفتشين تابعين للوكالة للمنشأة النووية الجديد ة التي كشفت عنها ايران.
19 اكتوبر- انطلاق محادثات بين ايران وقوى عالمية وسط أنباء عن رفض طهران التفاوض مع فرنسا.
21 اكتوبر - وكالة الطاقة تقدم مسودة اتفاق لتقليل مخزون ايران من اليورانيوم المخصب
25 اكتوبر- خبراء نوويون تابعون للأمم المتحدة يفتشون المنشأة الجديدة قرب «قم» ..
30 اكتوبر- دبلوماسيون في الأمم المتحدة يقولون ان ايران أبلغت وكالة الطاقة انها تريد وقودا نوويا جديدا لمفاعل في طهران قبل ان توافق على شحن معظم مخزون اليورانيوم المخصب لديها الى روسيا وفرنسا ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.