اهتز قلب مدينة صفاقس صباح أمس الاثنين على خبر وفاة مهندس معماري في الخمسين من عمره في ظروف وصفت بالغامضة والغريبة جدا. صورة الواقعة كما لاحظها متساكنو العمارة والمارون من المكان استبطنت غموضا كبيرا خاصة وان الجثة كانت متفحمة بالكامل وممددة بالقرب من عداد كهربائي مما جعل البعض يظن ان صاحبها صعق بالكهرباء. هذا الاحتمال بدا غير دقيق بالمرة خاصة وانه قد لوحظ ان ملابس المهندس قد احترقت بالكامل مما يحيل ولو بصفة مبدئية الى ان الهالك ربما قد تفحم بمادة حارقة.. لكن هل قتل المهندس ام انتحر ام ان الحادث لا يعدو الا ان يكون عرضيا؟ هذه الاسئلة طرحت امس امام باب العمارة الواقعة بقلب المدينة وتناقلها الفضوليون وغير الفضوليين بتأويلات كبيرة وصلت حد القول إن الهالك المعروف بحسن أخلاقه ودماثتها مر بظروف نفسية قاهرة وصعبة مما دفعه الى الاقامة بمفرده خلال نهاية الاسبوع الفارط بعد ان طلب من زوجته ان تقيم ولو لمدة قصيرة قرب والديها في انتظار ان ينقشع عنه كابوس القلب واليأس الذي تملك به في الفترة الفارطة لأسباب غير معروفة. باب الاسئلة والحيرة سرعان ما أغلق أحد أجزائه بوصول أعوان الأمن وممثل وكالة الجمهورية بصفاقس على عين المكان، اذ استبعدت المعاينات الاولية ان يكون الهالك قد لقي حتفه بصعقة كهربائية عرضية وهوما نورده باحتراز شديد في انتظار ما ستؤكده الأبحاث المجراة في هذه الحادثة الغريبة. غرابة الحادثة التي انتشرت أمس بصفاقس انتشار النار في الهشيم تضاعفت بعد المعلومات التي تسربت من هنا وهناك والتي تفيد انه تم العثور على مادة حارقة غير بعيد عن الجثة. وفي انتظار تأكيد هذه المعلومة، نشير الى ان الضحية بلغ من العمر 51 عاما ومعروف بحسن أخلاقه ودماثتها وهو شأن كل أفراد عائلته وأسرته التي تتكون من طفلين صغيرين وزوجة تربطه بها علاقة تفاهم واحترام شديدين. الابحاث في هذه الواقعة الغريبة قطعت شوطا محترما زوال يوم امس وأكيد ان نتائج التشريح الطبي ستزيل الغموض عنها بعد ان تكشف عن الأسباب المباشرة للوفاة وعن الدوافع التي تقف وراء الحادثة.