نجحت فرقة الشرطة العدلية بسوسة مؤخرا بفضل حنكتها وخبرة أعوانها في إحباط محاولة اجتياز الحدود خلسة وتمكّنت من إيقاف عدد كبير من الشبان قارب عددهم السبعين ينتمون إلى جنسيات مختلفة تونسية ومغاربية. ففي اطار حرص الجهات الأمنية على التصدي لكل محاولات الإبحار خلسة لاجتياز الحدود وتطبيقا لما جاء به القانون الجديد في هذا الشأن كثفت فرقة الشرطة العدلية بسوسة جهودها لإحباط عملية «حرقان» من الحجم الثقيل كان مدبّراها يحبكان خيوطها ويرسمان تفاصيلها في كنف السرية والدقة خاصة وأنهما من ذوي السوابق العدلية. فقد اعتزم مدبرا هذه العملية وهما كهلان أصيلا مدينة سوسة التوسط في رحلة اجتياز الحدود خلسة، فتمكنا في ظرف وجيز جدا من استقطاب عدد كبير من الشبان الحالمين بالهجرة. وقد مثل انحرافهما عاملا مساعدا لهما على الاتصال بذوي الشبهة والترويج لما كانا يخططان له. * سوّغ منزلا لإيوائهم كان مدبّرا العملية على غاية من الحيطة والحرص على التستر ومراوغة أعين الأمن فتسوّغا منزلا بإحدى الضواحي الشمالية للعاصمة وطلبا من كلّ شاب راغب في الهجرة الاقامة به دون إعلام أهله أو أصدقائه بذلك حتى لا ينكشف الأمر. وخلال أيام قليلة جمّع الوسيطان ما يناهز 70 شابا تتراوح أعمارهم بين 25 سنة و35 سنة جاؤوا من جهات مختلفة وخاصة من أحواز العاصمة، كما ضمّ هذا العدد ما يقارب 20 شابا من بلدان مغاربية. وقد أقام جميع الشبان في المنزل بضعة أيام لا يغادرونه نهارا وليلا في انتظار ساعة الصفر التي سينطلقون فيها نحو نقطة الانطلاق التي يجهلونها. أما حاجياتهم من أكل وشرب فقد كان الوسيطان يؤمّنانها لهم. * من الأحواز الشمالية الى سوسة تسلّم مدبّرا العملية من كل شاب مبلغا ماليا يتراوح بين 800 و1200 دينار وطلبا منهم التحول الى مدينة سوسة في شكل مجموعة صغيرة لا يتجاوز عدد الواحدة منها أربعة أنفار في وسائل النقل العمومية كالقطار والحافلة وسيارات الأجرة «لواج» وتكفّل كل واحد من الوسيطين بمجموعة يتولّى إيواءها وتوفير حاجياتها في انتظار موعد الانطلاق الذي ظلّ مجهولا. وطبقا للخطة تحوّل الشبان من الضاحية الشمالية بالعاصمة حيث أقاموا لفترة وجيزة الى مدينة سوسة في مجموعة صغيرة لعدم لفت الانتباه حيث وجدوا الوسيطين في انتظارهم وتفرّقوا الى مجموعتين كبيرتين اتجهت كل واحدة منها بإشراف الوسيط المسؤول عنها الى جهة غير معلومة أقامت بها. ظنّ الوسيطان أن خطّتهما المحكمة والتكتم الشديد الذي أحاطاها به سينجح عزمهما فانصرفت همّتهما الى تدبير تفاصيل العملية لكنّ أعوان فرقة الشرطة العدلية بسوسة كانت قد تفطّنت الى ما يدبّره الوسيطان بفضل تحرّياتهم المكثفة، فداهموا الشبان وألقوا عليهم القبض في حين تحصّن مدبّرا العملية بالفرار وصدرت في شأنهما بطاقتا تفتيش.