الأكيد ان المشاهدين الذين تابعوا برنامج »دوك دي شوك« او »وثائق مرعبة« على القناة الفرنسية (M6) في سهرة الاربعاء الماضي لم يعرفوا النوم طوال الليل. جثث محروقة... ورؤوس مفصولة عن اجسادها... وأجسام مثقوبة.. واطفال يبكون لفقدان يد او ساق.. وأمهات انحبست الدموع بين اجفانهن بعد ان فقدن كل شيء... صورة ومشاهد كانت منعته القوات الامريكية البريطانية على الصحافة خلال حربها الاخيرة على العراق. أبشع الصور ولأول مرة تقريبا، يتم الكشف عن الصور والمشاهد التي التقطتها عدسات المصورين من الحرب، وتم حضرها من قبل القوات الامريكية والبريطانية وتختزل الصور ابشع الجرائم التي وقع ارتكابها في هذه الحرب من تقتيل للأبرياء وخصوصا النساء والاطفال. ومن ابشع الصور المفزعة والمؤثرة التي جاء بها البرنامج صور الجثث المحروقة، والممزقة والمنتفخة وصور الاطفال وهم يبكون ألما لفقدان يد او ساق وصور النساء وقد انحبست الدموع في اعينهن لشدة التأثر وبشاعة المأساة... حتى الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون ومنعت القوات الامريكية البريطانية بثها في ذلك الوقت تم كشفها في البرنامج مثل اطلاق النار على نزل فلسطين وقتل عدد من الصحفيين وتدمير قافلة الصحفيين وهم في الطريق الى بغداد قادمين من الشمال. المسموح والمحظور في الحرب كل هذه الصور والمشاهد المفزعة والمرعبة التي كشفها البرنامج لاول مرة وقع ارفاقها بتعاليق وتصريحات لصحفيين عبّروا كلهم عن تأثرهم الشديد وتنديدهم بوحشية القوات الامريكية البريطانية... وهناك حتى من بكى وهو يتذكر صور الاطفال وهم يبكون والنساء وقد انحبست الدموع في اعينهن.. حتى الجنود منفذو الجرائم بكوا في البرنامج مؤكدين عدم مسؤوليتهم وجهلهم لما حدث اذ فيهم حتى من اقسم انه لا يعرف لماذا جاؤوا به الى هذه الحرب! ويبقى السؤال المحوري في كل هذا: لماذا منعت القوات الامريكية والبريطانية بث هذه الصور الى الرأي العام العالمي وما هو واجب الصحافة في مثل هذه الجرائم البشعة والمؤلمة؟ هل يقدّمون الجرائم كما هي ببشاعتها ووحشيتها أم يحاولون التخفيف من حدتها حفاظا على مشاعر المشاهدين؟! صحفي امريكي اجاب بكل صراحة: يجب اطلاع الرأي العام العالمي على كل الصور ببشاعتها ووحشيتها ودمويتها دون »صنصرة« حتى يعرف الناس لا بشاعة الحرب فحسب وإنما وحشية الأنظمة كذلك والدول التي تقود الحروب!