كشفت دراسة دولية حديثة عن تضاعف عدد الأطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم حول العالم خلال العشرين عاما الماضية، في مؤشر مقلق على تفاقم المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة وسوء التغذية. وأظهرت الدراسة، التي شارك فيها باحثون من المملكة المتحدة والصين، أن أكثر من واحد من كل 20 طفلا ومراهقا حول العالم أصيب بارتفاع ضغط الدم في عام 2020، وهي نسبة تقارب ضعف ما سُجّل في عام 2000. ويعني ذلك أن ارتفاع ضغط الدم يؤثر اليوم على نحو 114 مليون طفل حول العالم. وشملت الدراسة 443 ألف طفل من 21 دولة، وتبيّن أن 6.2% منهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم عام 2020، مقارنة ب 3.2% فقط في عام 2000. كما وُجد أن الأطفال البدناء أكثر عرضة للإصابة بثماني مرات مقارنة بأقرانهم ذوي الوزن الصحي. وأرجع الخبراء هذه الزيادة إلى وباء السمنة العالمي لدى الأطفال، إذ تؤدي زيادة الوزن والأنظمة الغذائية غير الصحية إلى ارتفاع معدلات ضغط الدم ومشكلات صحية أخرى خطيرة. كما بينت الدراسات السابقة أن الرجال المصابين بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع الضغط بمرتين، في حين تزداد احتمالية إصابة النساء البدينات بثلاث مرات. وأكد البروفيسور إيغور رودان، مدير مركز أبحاث الصحة العالمية بجامعة إدنبرة، أن الزيادة السريعة في الحالات "يجب أن تدق ناقوس الخطر"، مشددا على ضرورة تعزيز جهود الفحص والوقاية المبكرة. وأضاف: "يمكننا الحد من ارتفاع ضغط الدم بين الأطفال عبر تحسين أساليب الكشف المبكر والتوعية الصحية". وقالت الدكتورة بيج سونغ، من جامعة تشجيانغ الصينية، إن زيادة الحالات تعود إلى "عوامل تتعلق بنمط الحياة، مثل قلة النشاط البدني والإفراط في تناول الأطعمة عالية الملح والدهون وتزايد معدلات السمنة لدى الأطفال". وأضافت أن على الأهالي دورا أساسيا في الوقاية من خلال تشجيع أطفالهم على النشاط البدني واتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضراوات وتقليل السكر والملح. وأشار الباحثون إلى أن قياسات ضغط الدم المنزلية قد تكشف عن حالات لا تُرصد في العيادات، ما يجعل المراقبة المنتظمة في المنزل وسيلة مهمة للكشف المبكر. وتظهر بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية أن ربع الشباب المصابين بارتفاع الضغط لا يسيطرون عليه، بينما لا تظهر أعراض واضحة على كثيرين منهم حتى تحدث مضاعفات خطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي والخرف. وفي سياق متصل، كشفت منظمة الصحة العالمية العام الماضي أن نحو 37 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من زيادة الوزن على مستوى العالم، أي بزيادة أربعة ملايين طفل عن مطلع القرن. الأخبار