نظمت الأسرة التربوية بالمدرسة الاعدادية الحسن بن الهيثم بمرناق منتدى حوار حول «مظاهر التسيب والعنف بالوسط المدرسي» تحت شعار : «المحافظة على السلوك والآداب رقيا ونجاحا لكل شاب» وذلك يوم الجمعة مارس الجاري ببهو قاعة الأساتذة. وقام السيد محمد المهدي المكي مدير المدرسة بتقديم قراءة تحليلية حول «استبيان رأي» شارك فيه مائة تلميذ بآرائهم وبكل حرية حول التعايش التلمذي في الوسط المدرسي وخارج هذا الوسط والتركيز على مظاهر التسيب والعنف اللفظي والمادي في هذا المحيط بحيث تفاعل جميع من حضر هذا المنتدى بتدخلات مختلفة وآراء على واقع معاش وتجارب متعددة فقد بيّن البعض ان للوسط العائلي المسؤولية الاولى في تسيب المراهق بعدم متابعته، كما أشار البعض الآخر الى ان علاقة التلميذ بالمربي المتوترة هي السبب في خلق التشنج والعنف خصوصا عندما تكون هذه العلاقة جوفاء لا تحمل نفسا لروح التآلف والحوار. الحدث الذي فاجأ الجميع في هذا المنتدى هو حضور «تلميذ شاهد» تحدّث عن تجربته ومعاناته الخاصة بعد تعديه بالعنف اللفظي على الأسرة التربوية عامة وعلى أستاذ من أساتذته خاصة ثم أحيل على مجلس التربية ليُرفت نهائيا ويجد نفسه بين التشرد والبطالة جراء عمل كان عليه ان يتفاداه على حد قوله ولكن وضعه الاجتماعي وحالات التغرير به جعلته يندفع لا شعوريا بالتطاول على مكارم الاخلاق ثم ألح أمام الحاضرين على ندمه ودعا كل زملائه لأخذ العبرة وللتفطن والابتعاد عن هذه المظاهر ورد الفعل بسرعة ناصحا إياهم بالتحلي بحسن السلوك، ثم لاحظ العديد من المتدخلين أهمية الوسط المحيط بالمدرسة وعملية التغرير ببعض التلاميذ من أطراف كثيرة التواجد بهذا المحيط لاستغلال بعض المحيطين منهم في الدراسة والتغرير بهم للانزلاق في شتى مظاهر التسيب وأنماط الانحراف بأشكالها المختلفة. وكانت هذه العينات الواقعية فرصة لمطالبة الحاضرين بضرورة وجود اخصائين نفسانيين في المدارس والمعاهد لمتابعة حياة التلميذ المراهق وتصحيح توازنه الوجداني، كما دعت احدى التلميذات الى أهمية وجود صندوق لعرض المشاكل الخاصة بالتلميذ يراعى فيه السرية مع متابعته في خلية الانصات. وأجمع الحاضرون على ان الهدف من هذا المنتدى هو مواصلة حملات التوعية والاشراف وخصوصا بعد تجربة هذه المدرسة في تفعيل دور أستاذ القسم بإعداد «بطاقة متابعة القسم» يوجد فيها جدول خاص بالتلاميذ ذوي السلوك المتوترة واخر للتلاميذ ذوي الحالات ا لاجتماعية والنفسية مع تدوين ملاحظاتهم واقتراحاتهم التربوية والوقائية ثم النظر فيها مع ادارة المدرسة للتعاون بالتوعية والارشاد. وهذا ما جعل العقوبات بالمدرسة الاعدادية ابن الهيثم بمرناق تتقلص حيث لم يحل في الثلاثي الاول ولا في الثاني اي تلميذ على مجلس التربية وذلك بفضل تكاتف جهود القيمين والأساتذة والادارة مع اعتماد الحوار والنصيحة بدلا عن التسرع في رد الفعل وغض الطرف على الحالات النفسية والاجتماعية التي يعيشها التلميذ. ويبقى المشروع متواصلا ينتظر مبادرات أخرى كهذه التي عودتنا عليها الادارة الجهوية للتعليم ببن عروس ومجموعة من صفوة مربّيها. حضر المنتدى المدير الجهوي المساعد للتعليم والسادة والسيدات رئيسة مصلحة التعليم الثانوي ومديرو معهد ابن خلدون رادس ومعهد بومهل. واثنين من الاخصائيين النفسانيين مع جمع كبير من التلاميذ والأساتذة والقيمين والأولياء والممثلين عن المنظمات والجمعيات نخص بالذكر حضور رئيس المكتب الجهوي للتربية والأسرة ونائبة عن المكتب الجهوي للشبيبة المدرسية. * محمد المهدي المكي (مدير اعدادية ابن الهيثم مرناق)