عاشت قفصة في الفترة الاخيرة على وقع جملة من الاحداث الخطيرة كان مسرحها هذه المرة الوسط المدرسي، وتبقى جريمة القتل غير المسبوقة التي وقعت وسط ساحة اكبر معهد في قفصة اهم واخطر هذه الاحداث ليس في قفصة فقط بل في كامل البلاد على اعتبار انها اول مرة في تونس تقع جريمة قتل داخل مؤسسة تربوية، وقد انجر عن هذه الجريمة تداعيات خطيرة تمثلت في حدوث عدد من حالات محاولات انتحار في صفوف التلاميذ فقد تم تسجيل حالتي محاولة انتحار في احد المعاهد وسط مدينة قفصة حالة لتلميذة خارجية تناولت دواء والدتها والحالة الثانية لتلميذة داخلية تناولت مبيد فئران، كما تم تسجيل حالة انتحار لتلميذة في القطار واخرى رمت نفسها من علو في ام العرائس وكلها في الاسبوعين الاخيرين من هذا الشهر واثر جريمة القتل المذكورة، اخر هذه الاحداث حالة اخرى لا تقل خطورة وغرابة وهي حادثة دخول معتوه الاسبوع المنقضي الى ساحة مدرسة ابتدائية والاعتداء على اربعة تلاميذ احدهم بحالة الخطر بواسطة قضيب حديدي حاد حتى تم السيطرة عليه وايقافه. وخلفت هذه الحوادث الخطيرة حالة استنفار داخل جميع الاوساط في قفصة، وفي هذا الاطار تكونت لجنة يقظة جهوية لمتابعة هذه الاحداث لتشخيص مظاهر العنف والسلوك غير السوي ولاستنباط الحلول والاسراع باخذ القرارات المناسبة والتشاور مع كل المتدخلين بما فيهم اطار الاشراف الاداري والبيداغوجي والاساتذة والاولياء والسلط الجهوية والجمعيات ذات العلاقة. وتم في اطار هذه اللجنة وضع خطة تدخل عاجلة ترتكز على العناصر التالية: تدخل عاجل وسريع وتكثيف حصص الاصغاء والارشاد في المؤسسات التي شهدت حالات عنف وبالفعل اصبح الاصغاء يوميا في 3 معاهد وسط قفصة وتم وضع خط مفتوح على ذمة التلاميذ والمتدخلين كامل اليوم انجاز وحدات تكوينية موجهة الى اطار الاشراف البيداغوجي والتربوي حول اساليب التعامل التربوي مع المراهق في الوسط المدرسي والوساطة وفض النزاعات بالوسط المدرسي الاصغاء والارشاد ويتكفل السادة المرشدون في الاعلام والتوجيه باعدادها وانجازها وذلك في غضون شهر تتكفل الادارة الجهوية بتحديد المعنيين بالتكوين وتوفير المستلزمات. الاعداد لندوة جهوية بالتعاون مع منظمة التربية والاسرة سيكون موضوعها «المدرسة والاسرة معا من اجل جودة التربية» يتم فيها تدارس ظاهرة العنف والسلوك الحضاري ودور منظمة التربية والاسرة في معاضدة مجهودات المدرسة في دعم السلوك الحضاري، وتدعيم التواصل بين مختلف الاطراف المتدخلة في المؤسسة التربوية (مربون، اولياء، تلاميذ..) وعقد شراكة مع بعض السلط الجهوية لمعالجة بعض اوجه السلوكات العنيفة. كما تم وضع خطة تدخل على المدى البعيد تتمثل في: العمل التربوي التوعوي وذلك بتنظيم حوارات بمختلف المؤسسات التربوية حول مشكل السلوك الحضاري. عقد ايام مفتوحة بالمؤسسات التربوية موضوعها المواطنة والعيش معا ارساء نواد ثقافية بمختلف المؤسسات ودعوتها لانجاز انشطة ثقافية وفنية في علاقة بموضوع العنف المدرسي (مسرح، غناء، رسوم...) العمل النفسي الاجتماعي دعم تكوين المتدخلين في مكاتب الاصغاء والارشاد في مجال التعرف على التلاميذ ذوي الصعوبات السلوكية وطرق التدخل لحمايتهم من الجنوح. الاستعانة بالمختصين في علم النفس والطب النفسي لمتابعة بعض الحالات التي تظهر عليها بوادر الاضطرابات السلوكية (فشل مدرسي، غيابات، عنف...) انجاز دراسات ميدانية حول ظاهرة الاخفاق المدرسي وعلاقتها بالاضطرابات السلوكية ويؤمنها المرشدون في الاعلام والتوجيه المدرسي بالتعاون مع هياكل وزارة الشؤون الاجتماعية. دعم الشراكة بين المؤسسات المدرسية والمحيط بما يحويه من جمعيات وسلط جهوية.