كان للنتائج الاخيرة التي سجلها النادي الافريقي وخاصة خسارته امام الاولمبي الباجي في اطار الكأس بالغ الاثر على الاحباء والمحيطين بهذا الفريق. وكنتيجة لتراجع المردود وتواضعه، قرّرت الهيئة المديرة ادخال تحويرات على الاطار الفني منذ يوم الاثنين الفارط، حيث تقرّر أن يكون المدرّب يوسف الزواوي المشرف الاول على المجموعة ويساعده كل من المنصف الشرقي والبشير الجباس. ولئن استحسن البعض هذه التحويرات فإن البعض الاخر تساءل عن جدوى وجود الجباس بما أنه دكتور مختص في علم النفس. «الشروق» حاورته لوضع الامور في نصابها. * لمن لا يعرف الدكتور البشير الجباس ماذا يمكن ان تقول له؟ أنا من مواليد سنة 1947 وبالتحديد في 16 ماي. نشأت وترعرعت بسوسة وزاولت تعليمي بها. وفي تلك الفترة كنت أمارس لعبة كرة القدم في صفوف النجم الساحلي وذلك بالتوازي مع الدراسة الى ان بلغت صنف الاكابر ولعبت لمدّة مع المنتخب التونسي وشاركت معه في ألعاب البحر الابيض المتوسط سنة 1967 وتواصل مشواري كلاعب الى منتصف السبعينات تقريبا ثم توجهت الى فرنسا سنة 1975 لنيل الدكتوراه في علم النفس الرياضي وتحصلت عليها والحمد لله. وقد مكنتني هذه الشهادة من التدريس في المعهد الاعلى للرياضة وانقطعت لأعود في فترات متلاحقة... * كيف كانت مسيرتك مع التسيير؟ كانت الانطلاقة كمدرّب مع فريق هلال مساكن ثم انتقلت الى خطاف القلعة الكبرى ومنه الى الأمل الرياضي لحمام سوسة لأتوجه فيما بعد الى الخليج ودرّبت الوحدة البحريني. وقد أشرفت مع السيد عبد المجيد الشتالي على حظوظ منتخب البحرين من سنة 1987 الى حدود سنة 90 . ثم عدت الى تونس لأشغل خطة مدير فني في شبيبة القيروان لمدة قصيرة بسبب العرض الذي وصلني من فريق الوحدة الاماراتي الذي درّبته لموسم واحد من سنة 1990 الى 1991 وفي تلك السنة عدت مرّة أخرى الى تونس كمندوب عام للرياضة من 1991 الى 1993 . وتواصلت تجربة التدريب فيما بعد مع اهلي الفجيرة في الامارات ونادي الجبلين بالسعودية وشغلت خطة مدير فني في كل من النجم الساحلي والملعب التونسي وآخر المشوار كان هذا الموسم مع نادي حمام سوسة. * كيف تم الاتصال بك لتكون ضمن الاطار الفني للنادي الافريقي؟ جاء الاقتراح من السيد يوسف الزواوي الذي يعرفني جيدا واشتغلنا سويا في الخليج. وطرح عليّ فكرة الانضمام الى الاطار الفني كمساعد مدرّب مختص اكثر في الاعداد الذهني للاعبين. وقد قبلت الاقتراح المعروض لانه ضمن مجال اختصاصي خاصة في علم النفس وتجربتي المتواضعة في التدريب. كما أن النادي الافريقي فريق كبير وعريق ويبقى شرفا لأي مدرّب ان يكون ضمن الساهرين على خدمته. * ما هي انطباعاتك حول الرصيد البشري المتوفر بالنادي الافريقي؟ أول ما لاحظته منذ دخولي الى الفريق هو عدم التوازن في ما يخص الزاد البشري حيث تفطنت مثلا الى وجود اكثر من لاعب في نفس الخطة ولاعب او اثنين على اقصى تقدير في خطة أخرى اضافة الى عدم تقارب المستوى بين الاساسيين والاحتياطيين. كما لفت انتباهي حسن استعداد بعض اللاعبين مثل كريم السعيدي الذي استفاد كثيرا من تجربته مع المنتخب وتحسن اداء كل من السليتي والميساوي من حصة تدريبية الى اخرى دون ان ننسى ان الراحة المطوّلة التي خضع لها اللاعبون وتقطع نسق المباريات اضر بالجميع. * من وجهة نظرك، ما هي مشكلة اللاعب التونسي عامة ولاعب الافريقي خاصة؟ تكمن مشكلة اللاعب التونسي في عقليته ولنقل بأكثر وضوح ان مشكله ذهني بالاساس بما انه لا يتمكن من السيطرة على حواسه ويوظفها في الطريق الصحيح كما انه يشكو قلة الثقة بالنفس ويعاني التذبذب في السلوك اضافة الى ان تفكيره وتركيزه غير منصب على كرة القدم فقط بل على اشياء عدّة منها مشاكل الحياة بصفة عامة وبعض المشاكل الظرفية كالهزيمة او عدم تقديم المطلوب على الميدان او توتر علاقته بجماهير فريقه وهو ما يؤثر سلبا عليه وعلى المجموعة دون ان ننسى ملف الرواتب الشهرية والمنح التي تبقى الشغل الشاغل لكل لاعب تونسي. وما ينطبق على الكل ينطبق على الجزء اي على لاعبي الافريقي لأن هاجسهم الوحيد يتمحور في المسألة المادية بالرغم من ان الهيئة تسعى الى الايفاء بوعودها تجاههم وتهتم كثيرا لهذا الجانب. * ماذا تقول لجمهور النادي الافريقي؟ أعدهم بأن يكون الاطار الفني الحالي عند حسن ظنهم وستكون الانطلاقة الحقيقية للفريق منذ الآن وأذكّرهم بأن يوسف الزواوي هو المدرب الاكثر تتويجا في تونس وقد اقترن اسمه بالنجاحات. كما أن تكامل عمل الاطار الفني والهيئة سيعطي أكله في قادم الايام لأن الهدف واحد والغاية واحدة وهي ارجاع النادي الافريقي الى حجمه الحقيقي وصورته الطبيعية بعد كبوات متعددة وعليهم ان يصبروا قليلا لكي يجنوا معنا ثمرة العمل الذي سنقوم به من أجل اسعاد كل من عشق الاحمر والابيض. وأضيف قائلا ان البشير الجباس لم تتم دعوته الى النادي الافريقي من محض الصدفة او مجاملة بل لقناعة المسؤولين بأنه سيقدم الاضافة من موقعه الحالي وبامكانه مدّ يد المساعدة وتوظيف تجربته وخبرته لصالح هذا النادي الكبير...