الثلاثية من الاهداف التي انتهى عليها لقاء النجم الساحلي ونادي حمام الانف لا يمكن ان تقيم الدليل على ان اللقاء ارتقى في مستواه الى قمة الابداع الكروي بل ان المقابلة كانت متوسطة بشهادة الجميع. صحيح ان النجم كان سريعا في الوصول الى شباك الحارس وليد الحمروني منذ الدقيقة الثامنة عن طريق زبير بية ثم عن طريق ايميكا في مناسبتين... وصحيحا ايضا ان اصحاب الميدان قدموا اداء متكاملا اداء ونتيجة وكان بإمكانهم تسجيل اكثر من ثلاثة اهداف اخرى ولكن ما تحقق مازال في حاجة الى التدعيم بالعمل وحتمية ترميم بعض النقائص خصوصا الدفاعية منها. نزل الفريقان بنفس الاستراتيجية تقريبا اذ اعتمد النجم على طريقة 352 عند امتلاك الكرة و442 عند افتقادها الا ان ابناء نادي بوقرنين بحثوا على التوزيعات في العمق في اتجاه وليد خالد الذي كان شبه منعزل ولم يقلق كثيرا كريم حقي وزملاءه في حين كانت عمليات النجم تنطلق من احمد الحامي ومروان البكري في اتجاه عماد المهذبي وزبير بية ثم ايميكا وأوبياكور. هجومات بلا حصر منذ البداية لم يكن هناك مجال للتستر على النوايا الحقيقية للنجم في اللقاء بعد ان قدم ورقة الهدف الاول والذي رافقته الرغبة الجامحة للفوز بالنقاط الثلاث وبالمقابل وجد نادي حمام الانف نفسه في وضع يحتم عليه طرح اوراقه كاملة على امل التدارك ووضع السيقان على مكامن الوهن في خطوط النجم فوقع تغيير امين الماجري بزميله سامي العروسي لتصبح هجومات فريق الضاحية الجنوبية اكثر جرأة رغم طابعها الدفاعي امام آليات النجم الساحلي المنتشرة كما يجب على الميدان لكن دون جدوى. مستقبل كبير رغم الهزيمة فإن نادي حمام الانف اثبت انه يستحق التنويه وان مستقبلا مشرقا ينتظره... فرغم تقدم منافسه بثلاثة اهداف نظيفة فإنه واصل تقديم لعب مفتوح دون اللجوء الى الاساليب التي تعودنا بها كلما كانت موازين القوى متباينة. دقائق ساخنة * دق 7: بعد ضغط انطلق منذ الدقيقة الاولى على دفاع نادي حمام الانف تمكن احمد الحامي من مغالطة دفاع الزائرين من خلال امداد ذكي وضع زبير بية في موقع سمح له بافتتاح النتيجة رغم تدخل وليد الشريف (10). * دق 25: عملية هجومية متناسقة من بدايتها حتى نهايتها دارت خلالها الكرة بين اربعة لاعبين حيث انطلقت من عماد المهذبي فزبير بية الذي رفع الكرة باتجاه ايميكا وبتصويبة رأسية امضى الهدف الثاني (20). * دق40: اول محاولة جدية لنادي حمام الانف تمثلت في تصويبة قوية سددها انيس بن شويخة لتمر كرته فوق العارضة بقليل. * دق42: هجوم منسق بين ايميكا والجديدي وبية وتمريرة هذا الاخير انتهت على اثره الكرة الى المهذبي الذي سدد بقوة لتمر تصويبته محاذية بقليل لمرمى وليد الحمروني. * دق 61: اوبياكور في موقع تسلل انطلق وجها لوجه مع الحارس وليد الحمروني قبل ان يرفع به الكرة ليلتحق بها مواطنه ايميكا ويودعها الشباك ممضيا الهدف الثالث (30). «فورمة» متميزة لبية النقطة الايجابية التي اقترنت بها مباراة اول امس الاحد تلك الفورمة الممتازة التي ظهر بها زبير بية وهي دلالة ان قائد فريق النجم قد استرجع امكاناته الحقيقية وأصبح قادرا على صنع الفرجة وتسجيل الأهداف... يوم الاحد على ميدان الملعب الاولمبي بسوسة تمكن بية من المراوغة بجميع انواعها والمتتالية منها خاصة... وتجاوز منافسيه بسهولة والتوزيعات الدقيقة والتمريرات السانحة للتسجيل... وتسجيل الاهداف رغم صعوبة الموقع. حقيقة كان بية صانع الفرجة والانتصار. اضافة الجديدي بدا واضحا ان انضمام محمد الجديدي ومعه مروان البكري للنجم اعطى التوازن الذي ظل مفقودا منذ مدة طويلة وأكيد ان مع مزيد التمارين وللتعود على اللعب بالطريقة التي يحبذها الاطار الفني سيواصل النجم تقديم هذه الكرة الجميلة التي غابت منذ سنوات على فريق يملك قاعدة جماهيرية جدا لم يقع استثمارها على الوجه الاكمل. جنيح يصفق للبكري بشهادة كل من حضر لقاء النجم ونادي حمام الانف اول امس كان مروان اكثر من ممتاز وكأنه اراد بأول ظهور له حاملا الوان فريقه الجديد ان يؤكد للجميع انه لم «ينته» كرويا كما ذهب في اعتقاد البعض... البكري انتصر يوم الاحد على كل المشككين في امكاناته واذا كان من انسان يحق له ان يسعد بهذا اللاعب فهو رئىس الجمعية عثمان جنيح الذي برهن انه يعرف جيدا ما يفعل ويدرك انه يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر... جنيح صفق لمروان البكري عندما تم تعويضه بزميله ابراهيما كوني لا لشيء سوى ان هذا اللاعب قدّم مردودا اقل ما يقال عنه أن محترم وناجح. لا تظلموا البلبولي الجماهير التي حضرت هذه المقابلة خصت الحارس العائد حمدي بابا باستقبال حار وبتشجيع سخي مع ترديد اهازيج تنال من معنويات الشاب أيمن المثلوثي. فرغم ارتكابه لخطإ قاتل في مباراة الاسماعيلية يبقى «البلبولي» مشروع حارس عملاق. البلبولي اخطأ لكن على الجميع مساندته والوقوف الى جانبه فهو مازال صغير السن (19 سنة) ومباراة مثل التي جمعت النجم بالاسماعيلي ستزيده نضجا وخبرة وثقة. مردود الحكم حكم المباراة السيد سليم الجديدي رغم حضوره البدني وتواجده دائما قريبا من الكرة وقيادته المباراة بكل اقتدار فقد ارتكب خطأ وحيدا تمثل في عدم اعلانه عن تسلل سبق الهدف الثالث للنجم لكن هذه الهفوة لم تكن لتؤثر على النتيجة النهائىة مع الاشارة الى انه كان منسجما مع مساعديه رضا فهمي وجلال بودية. تصريحات * برنار سيموندي (مدرب النجم الساحلي) لقد دخلنا متخوفين من المباراة بعد خيبة تصفيات دوري ابطال العرب ضد الاسماعيلي المصري لكن فريقي سرعان ما دخل في صلب الموضوع ليقدم ما كان منتظرا منه اداء ونتيجة بل اكثر من ذلك نجح اللاعبون في تطبيق رسم تكتيكي جديد ضمن (442) الى (352). هذا الانتصار سيساعدنا على مواصلة العمل بعيدا عن الضغط مما سيساعدنا على تفادي بعض النقائص. * صابر بن فرج (لاعب النجم) ليس من السهل على النجم تقديم مباراة جميلة مشفوعة بانتصار عريض بعد خيبة البطولة العربية امام منافس جاء الى سوسة من اجل وضع حد لسلسلة نتائجه السلبية. المهم اننا نجحنا في تجاوز كل الصعوبات وتجديد العهد مع أبهى الانتصارات وهو ما سيدفع بنا الى مواصلة العمل في كنف المثابرة والجدية حتى نبقى في فلك المتراهنين على لقب البطولة. * فريد بن بلقاسم (مدرب نادي حمام الانف) رغم الهزيمة التي تكبدناها فإننا قدمنا مباراة طيبة في مجملها ضد منافس نجح في استغلال هفوتين في الشوط الاول سجل على اثرهما هدفين بسبب سوء تمركز في الخط الخلفي. في الشوط الثاني واصلنا البحث عن التدارك لكن غياب النجاعة الهجومية كلفنا هدفا ثالثا ليفقد الفريق كامل توازنه وهي من الجوانب التي تتطلب منا سرعة معالجته حتى تستعيد المجموعة سالف توازنها مع العلم ان عديد السلبيات لها اسبابها الخارجة عن نطاقنا لكن هذا لا ينفي ضرورة العمل على اخراج الفريق من الوضعية التي تردى فيها.