تخطط الحكومة الأمريكية إلى الاحتفاظ بأكثر من عشرين قاعدة عسكرية داخل العراق حتى نهاية عام 2006 في إطار ما تزعم أنه جهودها للحفاظ على الاستقرار في العراق الذي يخضع لاحتلال عسكري أمريكي منذ شهر مارس 2003. وقال مسؤولون أمريكيون أن القيادة العسكرية الأمريكية وف تجري بعد عام 2006 مراجعة ثانية لتقرير احتياجات الولاياتالمتحدة في العراق للفترة حتى عام 2010 . قالت مصادر أمريكية مطلعة أنه رغم إعلان الحكومة الأمريكية أنها ستسلم السلطة إلى العراقيين في موعد أقصاه مطلع شهر جويلية المقبل، إلا أن القوات الأمريكية ستبقى هي المشرفة على المسؤوليات الأمنية في العراق بعد ذلك التاريخ. وقال نائب مدير العمليات لقوات الاحتلال الأمريكي في العراق الجنرال مارك كيميت، «ليس لدينا قرارات بإقامة قواعد دائمة على المدى الطويل هنا في العراق، ولكننا بالتأكيد نحن بحاجة إلى قواعد في العراق في المدى القريب والمتوسط لتوفير الأمن والاستقرار وبيئة آمنة لشعب العراق.» وقد استبعدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تقارير سابقة ذكرت أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى إقامة ستة قواعد عسكرية فقط في العراق بعد الثلاثين من جوان المقبل، وقال مسؤولون أمريكيون أن ذلك العدد كان تقديرا أوليا جرى التوصل إليه في شهر مايو الماضي، بعد استكمال احتلال العراق والإطاحة بنظام حكم الرئيس صدام حسين حيث كان الرئيس الأمريكي جورج بوش أعلن عن انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في العراق. وقالت المصادر ذاتها أنه بعد ذلك التاريخ بدأ البنتاغون وهيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية بصياغة خطة على مراحل مرتبطة بالاستقرار في العراق، وتتطلب هذه الخطة عشرات القواعد العسكرية في كافة أنحاء العراق. وقال كيميت «سوف يكون لدينا بضعة قواعد زيادة على القواعد الستة في العراق عقب تسليم السلطة للعراقيين.» أما قائد قوة العمل أولمبيا في الجيش الأمريكي الجنرال كارتر هام فقد أعرب عن تقديره بأن «قوات الأمن العراقية تقوم بتحسين قدراتها كل يوم وتتولى دورا متزايدا، وهو ما يخفف العبء عن كاهل قوات الاحتلال،» في العراق ومن جانب آخر يواصل البنتاغون تخفيض عدد قواته في الكويت. وذكر قائد القيادة المركزية الأمريكية جون ابو زيد أن أكثر من 26 ألف جندي أمريكي موجودون في الكويت لدعم العمليات العسكرية الأمريكية في العراق. وأبلغ ابو زيد لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي أن هذا الرقم يشكل انخفاضا بنسبة 25 بالمائة من عدد القوات الأمريكية في الكويت منذ شهر جويلية 2003 حيث كان عددها 34 ألف جندي. ويذكر أن الكويت تستضيف مقر القيادة الأمامية للقوات الأمريكية المشتركة البرية. كما حصلت الولاياتالمتحدة على حقوق تحليق طائراتها العسكرية في أجواء الكويت واستخدام قواعد وموانئ وحقوق انطلاق في الكويت وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، ما عدا السعودية التي غادرتها القوات الأمريكية في شهر سبتمبر 2003 .