أكدت مصادر عسكرية أمريكية أن سلاح الهندسة الأمريكي بدا بالفعل الإشراف على إقامة أنظمة محسنة في عدد من القواعد العسكرية للجيش العراقي الذي حله رئيس سلطة الاحتلال الأمريكية بول بريمر، بهدف استخدامها قواعد عسكرية للقوات الأمريكية التي ستبقى في العراق لعدة سنوات عقب نقل السلطة للعراقيين في مطلع جويلية المقبل، قد تمتد حتى نهاية العقد الحالي. وكان الجيش الأمريكي أقام العام الماضي أثناء الإعداد لغزو العراق نحو 120 قاعدة عملياتية متقدمة على الحدود العراقية الكويتية، ثم جاءت مئات القواعد العسكرية المخصصة للعمليات العسكرية والقواعد المؤقتة التي كان من المقرر لها أن تستمر بين ستة أشهر وعام لعمليات تكتيكية ولوجستية مثل تزويد الجنود الأمريكيين بالخدمات. ويركز سلاح الهندسة الأمريكي الآن الاهتمام على إقامة 20 قاعدة عسكرية ومعسكر لإقامة أكثر من مائة ألف جندي أمريكي الذين يتوقع أن يخدموا في العراق دون تغيير حتى نهاية عام 2006 على الأقل، من بينها 14 قاعدة دائمة. كما ستستخدم هذه القواعد كمراكز أمامية رئيسية للمستشارين السياسيين للحكومة الأمريكية الذين سيعملون مشرفين على الحكومة العراقية الانتقالية. وفيما تساءل قائد سلاح الهندسة في الجيش الأمريكي في العراق، الجنرال روبرت بولمان، إن كانت القواعد في العراق «بديلا للقواعد في السعودية» فإن نائب رئيس عمليات قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، الجنرال مارك كيميت قال بأن المهندسين العسكريين الأمريكيين يحاولون الإعداد لكل طارئ أو نتائج محتملة. مضيفا بأن إقامة قواعد عسكرية في العراق يأتي في «سياق برنامج عملنا في الشرق الأوسط.» وفي إطار تثبيت الخيارات السياسية الأمريكية في المنطقة فإن البنتاغون تعتزم العمل من قواعد عراقية تابعة للجيش العراقي (السابق) في بغداد والموصل والتاجي وبلد وكركوك وفي مناطق قرب الناصرية وتكريت والفلوجة وبين إربيل وكركوك. كما هناك خططا لابتكار وتحسين مطارات في بغداد والموصل وإعادة بناء نحو 120 كيلومترا من الطرق على الطريق الرئيسي لقوات الاحتلال الأمريكي المتجهة شمالا. ولم يتم الكشف عن تكاليف بناء القواعد الجديدة في العراق التي تجري بموجب عقود خاصة منفصلة عن وزارة الخارجية الأمريكية وسفارتها في بغداد. فقد قام قائد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز مؤخرا بوضع خطة منفصلة من شأنها أن تقسم سلطة الاحتلال الحالية إلى أجزاء بعد نقل السلطة إلى العراقيين. وسوف تستوعب السفارة الأمريكيةالجديدة في بغداد بعض العاملين في سلطة الاحتلال المؤقتة كأعضاء في السفارة، وستأخذ البنتاغون عددا آخر، كما أن موظفيها سيوجهون معظم العقود الرئيسية المرتبطة بال 18 مليار دولار المخصصة لإعادة إعمار العراق، حيث سيظل مكتب إدارة برنامج إعادة الإعمار خاضعا للبنتاغون. وقال أحد المخططين العسكريين في البنتاغون «إنه مكسب كبير. ففيما يتعلق بالإشراف على الأموال فإن وزارة الدفاع هي المسيطرة.»