تقوم قوات الاحتلال الأمريكي في العراق بإشراك الجيش العراقي الجديد في تشغيل مركز القيادة المشتركة للتحكم والاتصالات والاستخبارات الذي كان أقيم في شهر ديسمبر 2003 لجمع وإدارة وتحليل المعلومات الاستخبارية التكتيكية. وقد تم ربط المركز لهذا الغرض بشبكة محطات عسكرية أمريكية لتغذيته بالمعلومات. ويتزامن ذلك مع وضع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مسودة خطة لخفض عدد قوات الاحتلال الأمريكية في الربع الثاني من عام 2005 بواقع خمسين ألف جندي، حيث من المقرر أن تستكمل البنتاغون عملية تبديل القوات في العراق في شهر مارس المقبل. ويذكر أن عدد القوات الأمريكية في العراق يبلغ نحو 150 ألف جندي. وكانت قوات الاحتلال الأمريكي قد سعت إلى إشراك عراقيين ومخابرات القوات الأجنبية التي تشارك الولاياتالمتحدة احتلال العراق في جهود محاربة المقاومة العراقية. وتقوم قوات الاحتلال بتدريب قوات أمن تابعة للحكومة العراقية الانتقالية المعينة على كيفية إدارة المركز وتحليل المعلومات الاستخبارية التي تجمع لتحويلها إلى معلومات عملياتية. ويقول مسؤولون في البنتاغون أن خفض عدد القوات الأمريكية في العراق سيتم في أعقاب الانتخابات المزمع إجراؤها في العراق في شهر جانفي المقبل بغض النظر عن نجاح أو فشل الحكومة العراقية وأجهزة أمنها في إنهاء المقاومة العراقية. ويتوقع أن تقدم البنتاغون وهيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية خطة التخفيض إلى البيت الأبيض في شهر سبتمبر المقبل. وقد عزا نائب رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال ريتشارد كودي عملية خفض الوجود العسكري في العراق إلى أن نشر القوات الأمريكية بالحجم الحالي في الوقت الراهن يضعف جاهزيتها. ويذكر أن نحو ثماني فرق من أصل عشرة فرق هي إجمالي الفرق النظامية للجيش الأمريكي خارج الولاياتالمتحدة الأمر الذي أثار انتقادات واسعة في أوساط الكونغرس والخبراء العسكريين في واشنطن. وقد دعا الحزب الديمقراطي الأمريكي في مسودة برنامجه الذي سيقره مؤتمره الذي سيعقد في أواخر الشهر الجاري في بوسطن، إلى خفض الوجود العسكري الأمريكي في العراق دون تقديم تفاصيل بهذا الشأن أو تحديد تاريخ لإعادة قوات الاحتلال الأمريكي إلى الولاياتالمتحدة، ويقول الحزب في مسودة برنامجه «لدينا النية للقيام بذلك في الوقت المناسب بشكل لا تبدو فيه المساعدة العسكرية الضرورية لحكومة عراقية ذات سيادة على أنها امتداد مباشر للوجود العسكري.»