يشتكي بعض المرضى من ارتفاع تكاليف العلاج وخاصة ارتفاع أسعار بعض الادوية التي ينصحه الطبيب باقتنائها من هذه الصيدلية أو تلك. واذا ما أخذنا بعين الاعتبار محدودية القدرة الشرائية لدى البعض وان خدمات التغطية والتعويض على مصاريف العلاج قد تتطلب فترة معينة نتساءل هل ان الطبيب عند كتابته للوصفة (وصفة العلاج) يراعي هذا الجانب خاصة وان السوق التونسية توجد بها أدوية مختلفة تعالج نفس المرض لكن بأسعار متفاوتة؟ يجيب الدكتور الاسعد الرياحي قائلا: «الادوية المرتفعة الثمن تكون فاعليتها أقوى وانجع خاصة عندما يتعلق الامر بالمضادات الحيوية ومثل هذه الادوية الناجعة غالبا ما تأتينا من أوروبا وخاصة من فرنسا وهي اكتسبت عندنا وعند المرضى أيضا مصداقية أكبر لذلك فاننا ننصح بها ونفضلها على غيرها من الادوية الاخرى التي تأتينا من بعض البلدان العربية والآسيوية (الاردن مثلا) والتي تساهم في العلاج وقد تكون أقل ثمنا لكن فعاليتها في الواقع محدودة إضافة الى ذلك فانها قد تكون لها مضاعفات على صحة المريض ذاته. ان الطبيب غالبا ما يفكر في الظروف المادية القاسية احيانا التي يمر بها هذا المريض او ذاك ولكن ما يشغله أكثر هو مصلحة المريض وشفاءه حتى ولو كان ذلك بأكثر التكاليف». لا تشكيك اذن في انسانية أطبائنا وفي مراعاتهم لشؤون مرضاهم لكن ما هي أكثر الأدوية تخريبا للجيوب؟ يقول السيد نجيب الصيد (هو صاحب احدى الصيدليات): «أشدّ الوصفات الطبية تكلفة هي تلك التي يكون اصحابها مصابين بأورام السرطان كما انه توجد امراض مزمنة اخرى مثل أمراض القلب ترهق ميزانية المريض وتتعبه برغم خدمات التغطية والتعويض. نحن كصيادلة نحاول الاجتهاد ومراعاة حالة المريض ولكن لا يكون ذلك الا باستشارة الطبيب».