يواجه قدماء المناضلين وضحايا الحرب التونسيين صعوبات ومشاق كبيرة قبل التوصل إلى نيل مستحقاتهم من الحكومة الفرنسية، وهم الذين خاضوا معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل زمن الحروب والاستعمار إلى جانب القوات الفرنسية وانتهى الأمر إلى مقتل العديد منهم والحاق الأضرار والسقوط البدني والإعاقات المزمنة بالعديد منهم أيضا. مشاق الباقين على قيد الحياة من هؤلاء ومتاعبهم مزدوجة وعلى واجهتين فلا الحكومة الفرنسية تحرص على تمهيد السبل والمسالك أمامهم ودعوتهم وإعطائهم حقوقهم، ولا الجهات الأخرى اهتمت كما يجب بأوضاعهم والنتيجة هي ضياع حقوق الكثيرين منهم أو الحصول على تلك الحقوق بعد متاعب كثيرة وفترات طويلة جدا من الانتظار في أحسن الحالات. إن التفاتة بسيطة من الجهات المعنية لقدماء المحاربين ومحاولة حصر عددهم بمختلف الوسائل ستختصر الطريق على الكثيرين منهم وخصوصا أولئك الذين يجهلون أصلا أن لهم حقوقا كضحايا حرب. وخصوصا أن هذه الحقوق تسقط نهائيا بوفاة المناضل وأرملته. لذلك وجب التحرك قبل فوات الأوان.