قال السيد «فيليب باجاس» مدير مصلحة قدماء المحاربين التابعة لسفارة فرنسا بتونس أنه على الجهات التونسية أيضا متابعة أوضاع قدماء المحاربين وضحايا الحرب التونسيين الذين لم يحصلوا على مستحقاتهم من الحكومة الفرنسية مقابل مشاركتهم في حروب ومعارك فرنسا ضد النازية والفاشية زمن الحرب العالمية الثانية. وكان السيد «باجاس» يجيب على سؤال «الشروق» خلال اللقاء الاعلامي الذي جمعه أمس بعدد من الصحفيين بمقر مصلحة قدماء المحاربين والذي خصص لعرض الاصلاحات الجديدة التي ادخلت مؤخرا على نظام المنح العسكرية الفرنسية لفائدة المحاربين التونسيين والأفارقة. صعوبات ولم ينف المسؤول الفرنسي تعرض التونسيين إلى صعوبات تحول دون حصولهم على مستحقاتهم لعديد الأسباب منها جهلهم أصلا بهذه المستحقات ومنها تعقد الاجراءات وعدم علمهم بمصلحة قدماء المحاربين التي أحدثت أساسا لتسوية أوضاعهم وأفاد أن في السنة الفارطة لوحدها تلقت المصلحة 219 ملفا من تونسيين لم يتمتعوا بمستحقاتهم ومنحهم وهم مستحقون لهذه المنح وقد تمت تسوية وضعياتهم. وشدّد المسؤول على أن مصلحتهم لا تتردد مطلقا في تسوية وضعية كل الذين تتوفر فيهم الشروط وهي تحاول معالجة الصعوبات والعراقيل التي تواجه قدماء المحاربين وذويهم ولها أعوان قارون مستعدون لاستقبالهم وتلقي طلباتهم طيلة أيام الأسبوع إلا أنه لا يتسنى لها التنقل إلى حيث يقطن هؤلاء فهذه عملية غير ممكنة رغم أنها تحصل في بعض الحالات الخصوصية. وشدّد أيضا على أن الصعوبات الأخرى التي تحول دون وصول قدماء المحاربين إلى مصلحتنا تبقى شأنا تونسيا تونسيا ويعود حلّه إلى الجهات التونسية ويمكن لجمعية قدماء المحاربين التونسيين ووسائل الاعلام أيضا أن تلعب دورا هاما في هذا الخصوص. وكان السيد فيليب «باجاس» أكد في بداية لقاء أمس ان نحو 45 ألف تونسي شاركوا فرنسا حروبها ضد النازية والفاشية خلال فترات الحرب العالمية الثانية ومنهم من قتل في الحرب ومنهم من سقط ضحية وظل يعاني من السقوط البدني طيلة حياته. أما عدد الذين يتمتعون بمنحة من مجموع هؤلاء فهو في حدود 8500 محارب وضحية حرب وقد أصبح هذا العدد في حدود 10 آلاف ممنوح بناء على الاصلاح الأخير الذي شمل نظام هذه المنح. انعكاسات وخصصت الحكومة الفرنسية مبلغ 26 مليون و280 ألف دينار وهي مستحقات التونسيين في الفترة من 1 جانفي 1999 إلى 30 ديسمبر 2003 وقد انطلقت عملية صرف هذه المبالغ خلال الثلاثي الأول من العام الحالي (2004) وستتم بصفة تدريجية وعلى أقساط في آجال مفتوحة. أما أقساط مبالغ المنح المتأتية من عملية المراجعة والملاءمة والخاصة بفترة ما بعد 1 جانفي 2004 فإن المصالح الفرنسية ستشرع في صرفها بداية من الثلاثي الثاني من العام الحالي. وكمثال على مبالغ هذه الأقساط فإن صاحب منحة التقاعد سيكون قسطه المتأتي من عملية الملاءمة في حدود 412 دينار. أما مبالغ الأقساط الأخرى فإنها متغيرة وتحدد حسب درجة السقوط البدني لمستحقيها ومثال ذلك المحارب الذي يعاني من سقوط بنسبة 100 ويتقاضى منحة شهرية في حدود 780 دينار ستصبح منحته هذه في حدد 1700 دينار شهريا اما من أقساط المتخلدات في الفترات المذكورة فستكون في حدود 59 ألف و200 دينار.