يوم الخطوبة يوم لا ينسى وحدث لا يمّحى من ذاكرة أي فتاة سواء وافقت على العريس أم رفضته. ولا تنفك تسرد ما حدث خلال هذا اليوم على صديقاتها ومعارفها بشيء من الفخر والزهو لأن العريس الذي تقدم لطلب يدها مثقف وينتمي الى عائلة مرموقة كانت تتمناه وتحلم بالارتباط به، أو بشيء من الانكسار لان العريس الذي طلبها ليس هو المطلوب. الى جانب هذا الاحساس تحتفظ المرأة ببعض الطرائف والنوادر التي ترتبط بهذا اليوم المشهود في حياة كل فتاة. «الشروق» استمعت لعدد من الزوجات وهن يسترجعن ذكريات يوم الخطوبة. * عثرة مخجلة تقول السيدة آمنة: ما إن سمعت أن أهل خطيبي سيزوروننا في ذلك المساء حتى انتابتني آلاما في بطني وأحسست بانقباض وخوف لم أتبيّن مأتاه وبعد أن استقبل أهلي أهل خطيبي طلب مني الدخول الى بيت الجلوس لأسلّم عليهم وكنت وقتها شديدة الخجل واكتمل المشهد إحراجا حين عثرت بطرف السجاد عندما هممت بالسلام على أمه فكان المشهد مضحكا بالنسبة لهم ومحرجا جدا بالنسبة لي فنهضت واعتذرت ببعض الكلمات على عدم إكمال «السلام» وخرجت مسرعة لاحتمي بغرفتي أين غرقت في بحر من الدموع. وكانت هذه الحادثة مبعثا للضحك كلما تذكرتها. أما السيدة زينة فرغم مرور 13 سنة على زواجها إلا أنها لاتزال تذكر جيدا الطرفة التي عاشتها يوم خطوبتها. فالسيدة زينة لا تعرف خطيبها قبل أن يخطبها نظرا لكبر نفسه فإنها أخطأت وظننته والد العريس حيث نادته ب «عمي» وقبّلته من خدّه. هذا الفعل أثار استغراب أسرة العريس إلا أن والدتها أزاحت اللبس عن الموضوع وقالت إن ابنتها لا تعرف العريس هذا التصرف أخجل السيدة زينة وجعلها ترجع أدراجها بسرعة الى التلفزة ووجهها يكاد ينفجر من كثرة احمراره. وتقول فاطمة التي تزوجت قبل عشرين عاما: إن الحب قبل الزواج كان مشطوبا من قاموسها. فقد كنت أستخدم العقل وأرفض الاغنياء، وجاءني ذات يوم حريف فعاملته كغيره من الحرفاء بكل احترام، لكنه كان في الحقيقة مختلفا عن الكثيرين من حيث الوجاهة واللباقة في الكلام، وعاد في اليوم التالي وكاد أن يقع على الدرج وهو ينظر إليّ. لم آخذر الامر بجد، إلا أنني أحسست بالمفاجأة عندما اتصل بي في اليوم التالي وقال لي أنه يريد أن يتزوجني. ذهلت في البداية، لكنني تماسكت وقلت له: لي أهل واخوان اذا كنت تريدني زوجة. ويوم جاء لخطبتي انخرط مع أخي في حديث مطوّل وقال له في الختام تصوّر لقد نسيت الموضوع الذي جئت لاجله وجلسا وتحدثا في الامر، وقال له أخي ان أبي هو الذي سيحسم الامر، مع أن أخي كان قد حسمه منذ الحديث الاول وتم الزواج خلال فترة وجيزة للغاية. * رفض منذ البداية من جهتها تحدثت السيدة مليكة عن خطيبها الاول الذي رفضته ولم توافق على الزواج منه فتقول: جاءنا مع أهله على حين غرّة، ولم يكن قد رآني أو رأيته لكنه جاء برصيد أبيه، وعرض عليّ الكثير والكثير. في البداية أعطى والدي الموافقة المبدئية، وعندما رأيته وجدت انه لايزال في أول شبابه، وبدا لي طائشا، منذ النظرة الاولى، وعندها قررت الرفض مهما كلفني الامر. وخرجت من فوري. لقد دار نقاش حاد بيننا في البيت وكان أهلي ميّالين له لكنني صممت على موقفي الرافض له ولم يتم الزواج. وقد خطبت لزوجي الحالي بعد سنتين من خطبتي الاولى. * حالة ذهول السيدة هدى عاشت قصة حب عنيفة لاقت خلالها ألوانا من العذاب النفسي نظرا لان بداية هذه القصة من طرفها فقط وبالصبر والجلد وصلت السيدة هدى الى مبتغاها بعدما صالحها الزمن ورقّ قلب الحبيب لها. هذه المحبة التي حملتها السيدة هدى لزوجها جعلها تصاب بالذهول والدخول في حالة اللاوعي يوم خطوبتها، حتى أنها لم تستقبل أهل خطيبها وجلست في غرفة منزوية تراجع دروسها وعندما غادر أهل خطيبها تساءلت في ذهول تام عن الموضوع وهل تم فعلا. وتقول السيدة هدى لقد كانت كل قواي خائرة وغير قادرة على القيام بأي شيء.