يزخر المسح التونسي لصحة الأسرة الذي اجراه الديوان الوطني للاسرة والعمران البشري بنسب ومعلومات ثرية حول بعض المشاكل الصحية وحول الوضع الديمغرافي للسكان التونسيين وتأثير التحولات الاجتماعية على هذا الوضع وعلى كيان الاسرة التونسية. من خلال هذا المسح يتبين ان اكثر الامراض انتشارا هو ضغط الدم تليه امراض المفاصل ثم السكري ثم امراض المعدة ثم أمراض القلب فأمراض الكلى وهذه الأمراض تصيب من حوالي 1 الى 3 من السكان، وتستفحل هذه الامراض المزمنة في سن ما بعد 60 عاما حيث تصيب امراض السكري وضغط الدم والمفاصل نسبة10 من هذه الفئة وتصيب أمراض القلب والمعدة نسبة 5 منها، والجدير بالملاحظ ان سكان الارياف هم اكثر عرضة للاصابة بهذه الامراض ما عدا سكان الجنوب حيث تقلّ الاصابة في الريف عنها في المدينة. وتبين نتائج المسح ان حوالي 29 من النساء المتزوجات اللاتي تتجاوز أعمارهن 50 سنة سبق لهن ان فقدن على الاقل جنينا وهذه النسبة لا تشمل الاجهاض الارادي. كما اتضح ايضا ان فقدان الاجنة يطال حوالي 11 من النساء في سن الخصوبة الكاملة (1539 سنة) وحوالي 4 من النساء في سن الخصوبة المنخفضة (40 سنة) وفي المجموع فان 8.5 من النساء البالغات من العمر أقل من 50 سنة والسابق لهن الزواج فقدن حملا واحدا على الاقل خلال الخمس سنوات السابقة للمسح. تشير نتائج المسح ايضا أن 40 من النساء بآخر ولادة في الفترة 972001 تعرضن لتعكر صحي واحد على الاقل وتنخفض هذه النسبة مع التقدم في العمر من 56 في أصغر فئة الى 36 في أكبر فئة عمرية. هيكلة عمرية بلغت نسبة الاطفال دون الخامسة 7.7 ونسبة الاطفال من الفئة العمرية 514 سنة بلغت حوالي 20.2 مقابل على التوالي 8.6 و21.3 سنة 2000 وهذا الانخفاض في نسبة مثل هذه الشريحة العمرية هو نتاج تحولات عديدة مست عقلية وسلوك وتركيبة السكان ككل. وتبين نتائج المسح ان 74 من الاسر مستقلة في السكن عن العائلة الكبرى ومازالت 22 مرتبطة في السكن مع أهل الزوج و4 مع أهل الزوجة. وفيما يتعلق في التحول في القرابة بين الزوجين تبين النتائج ان 58 من الاسر التونسية لا توجد فيها قرابة دموية بين الزوجين مقابل 15 ذات قرابة أبوية مباشرة و9 ذات قرابة أمومة في المقابل تتزايد نسبة من لا قرابة بينهما باستمرار اذ كانت تمثل 48 من الزيجات قبل 1970 فأصبحت تمثل 64 سنة 2001، والجدير بالملاحظة ان نسبة من لا قرابة بينهما هي اوضح في الريف منها في المدن اذ تحولت في الريف من 31 الى 49 وفي الحضر من 60 الى 71. وجدير بالتذكير ان النمو الديموغرافي سجل انخفاضا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة حيث تراجع من 2 سنة 1992 الى 1.1 سنة 2002 وانخفض معدل الخصوبة الكلي الى حدود 2.09 مقابل 3.3 سنة 1992 ويعكس ذلك التغيير الحاصل في السلوك الانجابي للاسرة التونسية حيث تراجع عدد الولادات الى حدود 152 ألفا سنة 2000 بعد استقراره في حدود 200 ألف خلال الفترة المتراوحة بين 1990 و1994.