علمت «الشروق» ان برنامج التكوين التكميلي الذي أقرّ لفائدة حاملي الشهائد الطبية وشهائد الصيدلة من بلدان أوروبا الشرقية سينطلق رسميا بداية من جانفي المقبل (2005)، وسيفضي هذا البرنامج التكويني الذي يدوم بين سداسيتين و4 سداسيات إلى حصول المترشحين على المعادلة التونسية لشهائدهم لكن بعد النجاح والحصول على نتائج ايجابية في التقييم الذي سيخضعون إليه. وقد تم من الآن تخصيص أقسام لقبول المترشحين الذين سيتم توجيههم إلى المؤسسات الجامعية القريبة من مقرات سكناهم وسيكون التكوين مجانيا ومطابقا من حيث المحتوى للبرامج الرسمية. ويقدّر عدد الحاصلين على شهائد الطب والصيدلة من بلدان أوروبا الشرقية والمعنيين ببرنامج التكوين حاليا بنحو 100 طالب إضافة إلى عدد لا بأس به من الذين هم حاليا بصدد التكوين وعلى أبواب التخرج. ويشار أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا قامت مؤخرا باختيار محتوى برامج التكوين ببعض جامعات أوروبا الشرقية في اختصاصات الطب وطب الاختصاص وطب الأسنان والصيدلة، وقد ثبت من خلال هذا الاختيار أنه لابدّ على حاملي الشهائد من تلك الجامعات أن يخضعوا إلى تكوين تكميلي كلّ في اختصاصه وذلك حفاظا على مصداقية الشهائد التونسية وأيضا على مصالح الطلبة التونسيين. وتشدّد مصادر الوزارة على ان هذا التكوين التكميلي ليس قدحا أو شكّا في قيمة الشهائد العلمية الأجنبية أو في الجامعات ببلدان أوروبا الشرقية وإنما هو ضرورة اقتضتها المعادلة التي تعتبر عملية تقنية ترتكز على عديد المؤشرات والاعتبارات كمحتوى البرامج ومدة الدراسة وشروط القبول والتسجيل وهي عناصر تعتمدها أغلب البلدان عند اسناد المعادلات ولا تختص بها تونس. تزايد وكشفت المتابعات أن عدد الطلبة الذين يزاولون الدراسة الجامعية ببلدان أوروبا الشرقية من الذين غادروا البلاد منذ 1988 بسبب عدم الحصول على التوجيه المرغوب في اختصاصات الهندسة والعلوم الطبية وعلوم الصيدلة وطب الأسنان تفاقم بشكل كبير وبلغ المئات. وهو ما أصبح يطرح بعض الاشكالات التي تعود بالضرر على هؤلاء الطلبة وأهاليهم بالأساس حيث أصبح عدد منهم يواجهون صعوبات في الإقامة والتسجيل في الجامعات والدراسة ويتعرضون للغش والتحيل والابتزاز من طرف بعض الشركات التي تتكفل بتأمين وترتيب اجراءات الإقامة والسفر والتسجيل لهم. وكان عدد من الطلبة منعوا السنة الفارطة من اجراء الامتحانات النهائية باحدى جامعات الدول الشرقية بعد أن ثبت ان الشركة التي تعاملوا معها لم تدفع معاليم التسجيل كاملة لتلك الجامعات. وهو ما اضطر السلط التونسية إلى التدخل لفائدتهم ودفع المعاليم حتى يتمكن هؤلاء من اجراء الامتحان. ولتجنب مثل هذه الوضعيات الحرجة تدعو إدارة المعادلات بوزارة التعليم العالي الطلبة الراغبين في السفر والدراسة بتلك الجامعات الأجنبية إلى الاتصال بها والتزود بكافة المعطيات الرسمية والارشادات التي تخول لهم الدراسة في ظروف طيبة وتفضي بهم في الأخير إلى الحصول على المعادلة التونسية التي تعد من أهم الوثائق المطلوبة للمشاركة في مناظرات الشغل والانتداب.