في الفترة الاخيرة وبعد تجاوز عثرة باجة والانسحاب من الكأس وبعد أن هدأت الأوضاع في باب الجديد وتحسن المردود العام للفريق لم تهدأ العاصفة اذ ازدادت حدة ليتبين المحيطون بالنادي ان المشكل الرئيسي ليس أزمة النتائج ولكن هناك العديد من الاشياء الاخرى المتعلقة بمحيط النادي وكذلك من داخله وهو ما جعل الهيئة الحالية تلوح بالاستقالة. «الشروق» بحثت في الامر واتصلت بأبناء النادي وخرجت بالتحقيق التالي : * عماد الرياحي (عضو الهيئة المديرة) : أولا السبب الرئيسي في مشاكل الافريقي هو عدم الاستمرارية في التسيير مقارنة مع الاندية الاخرى. ومنطقيا كل رئيس يتمتع بمرحلة عفو اي يجب ان تغفر له عائلة الافريقي وجماهيره الاخطاء الاولى لأن اي مسير ينطلق من الصفر ولا يمكن بين عشية وضحاها ان يحول الافريقي الى فريق ألقاب. لكن في الافريقي يحصل العكس بالضبط وعند أول عثرة تنهال عليه الانتقادات وتبدأ الضغوطات. وفي العادة يجد كل رئيس يتحمل المسؤولية في الافريقي العديد من الصعوبات مثل الديون وعقود اللاعبين اذ يجد ان بعض اللاعبين أمام باب الخروج. ولذلك ينكب على مسألة تجديد العقود ويهمل الأشياء الأخرى ولو وجد متسعا من الوقت لحقق النجاح. وبما ان الاخطاء لا تغتفر في الافريقي يحصل التغيير مجددا. ولذلك أصبح هناك في الافريقي ما يعرف بالتغيير لمجرد التغيير وهذه هي الأسباب الرئيسية لأزمة الافريقي وأصبح هناك جماعات وأحزاب وأصبح هناك ما يعرف ب»التكفير والهجرة» أنت لست معي اذن فأنت ضدي. وأصبح الجميع يتهكم على النادي ومن ليست له اية علاقة بالافريقي وبدأ الجميع يستميت في الدفاع عن رأيه وأحيانا لا نعرف من أين جاء أحدهم ولا ماذا يريد وأصبح الجميع يراهنون على مشاعر الجماهير ليثيروها ضد الهيئة فغابت بذلك الاستراتيجية لان المشاكل المتراكمة لم توفر الفرصة للعمل والتخطيط ثم الانجاز. واللجنة العليا تم بعثها سابقا من اجل حماية النادي ومنع من هب ودب في التدخل لكن الآن انقلبت الصورة وأصبح «عيط وزيط وسارق مغزل أمه» يريد ان استحضر مثالا في هذا المجال وهم جماعة الانترنيت» الذين أكدوا في مطارحاتهم المستوى الممتاز لأحباء النادي وثقافتهم وقدرتهم على ابتكار الحلول والنقد النزيه وأريد ان أوجه لهم تحية خاصة على مستواهم الاخلاقي والراقي واحترامهم وتسامحهم ونتمني ان يصل كل جمهور الافريقي الى مستوى «جماعة الانترنيت». النقطة الثانية، هي عدم وحدة صف الافارقة وتشتتهم شيعا ومذاهب والافريقي المتميز بوجود قاعدة جماهيرية كبيرة ووجوه رياضية واقتصادية فاعلة لم يتسن له الاستفادة من هؤلاء والسبب الرئيسي هو غياب الشخصيات التي يحصل حولها الاجماع وخاصة الشخصيات «الوسطى» اي غير رئيس النادي وعندما كان هناك أشخاص مثل الزغلامي وبوليمان وسعيد ناجي وبن عمار وباللامين قبل ان يصبحوا رؤساء كان هناك اجماع حولهم. أما الآن فإن تهميش دور المسير الى جانب رئيس النادي (رئاسة الفروع، نواب الرئيس، أمناء المال) أحدث فراغا كبيرا. أما الحلول فهي حسب رأيي ممكنة وموجودة اذ لابد من اعادة النظر في مدة الرئاسة واعطائها الردح الزمني الكافي منطقيا لتحقيق النجاح وكدليل على ذلك لم تحصل اية فائدة في التغييرات التي حدثت سنوات و و. الحل الثاني يكمن في ضبط بعض المقاييس التي يجب ان تتوفر في الاشخاص المسيرين لأن شخصية هؤلاء تنعكس بالضروة على شخصية الفريق والفترات الزاهية للافريقي ارتبطت بوجود شخصيات حازمة ولها درجة عالية جدا من الاخلاق وهم من اصحاب الصرامة والانضباط (عزوز الاصرم فابيو اندري ناجي) وشعار الانضباط يجب ان يطبق على اللاعبين والمسؤولين على حد سواء، وهو الكفيل الوحيد لاعادة مجد النادي. * خالد التواتي (لاعب سابق) : المشكل الرئيسي في الافريقي ان كل رئيس يفكر في مصلحته ولذلك لا يهتم بمصلحة النادي الا لفترة قصيرة. وكل رئيس يغادر الفريق ويتركه يتخبط في الديون. واعتقد ان كل الافارقة يتحملون المسؤولية ولم يسبق للفريق ان بلغ هذه الدرجة من المعاناة حيث تفرق الجميع وغلبت المصالح الفردية ووصل الامر الى التجريح والتهكم، وأصبحت المشاكل عديدة ومتنوعة وعلى كل المستويات تقريبا.. هناك صعوبات مالية وأزمة تسيير وتسيب واعتقد مثلا ان الافريقي له مجموعة جيدة من اللاعبين بالمقارنة مع الاندية الاخرى لكن غياب الرجل القوي الذي يفرض الانضباط ويطالب اللاعبين بالانتصارات هو الذي جعل الفريق يتراجع. وأذكر أني في بداية الموسم اتصلت بالسيد شريف باللامين وأكدت له ان الاندية الاخرى مثل الترجي والنجم ستتراجع والفرصة مناسبة للافريقي حتى يفوز بالألقاب لكنه رفض مقترحاتي وتجاهلها وهذا عيب في رئيس الافريقي وهو عدم فسح المجال لأبناء النادي بمد يد المساعدة. الانتدابات مثلا لست أدري من المسؤول عنها ولو طلب منا نحن اللاعبين السابقين أن نساهم في الانتقاء لكانت النتيجة افضل ولست أدري من المسؤول عن الانتدابات ولماذا تعاقد الافريقي مع بعض أشباه اللاعبين. الهيئة الحالية لا يمكن أن تواصل العمل في مثل هذه الظروف والتغيير ضروري لكن اعتقد ان الشخص الذي سيتحمل المسؤولية في المستقبل يجب ان يكون حوله اجماع مثل عتوقة وهناك من يقول انه ليس له المال وله الوقت فقط مثل الرئيس الحالي لذلك لماذا لا يمنح عتوقة الفرصة والاكيد سيكون حوله اجماع. أتمنى كذلك بقاء يوسف الزواوي لأنه قادر على تغيير العديد من الاشياء وأتمنى ان لا يتخلى عنه الرئيس القادم. ويجب ان يكلف اللاعبون السابقون بعديد المهام وخاصة الانتدابات. * لطفي المحايسي (لاعب سابق) : الوضعية التي وصلت لها الجمعية ناتجة عن عدم التفاف كبار الفريق واجتماعاتهم التي تعوّد عليها المحب في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها كل فريق.. حول الحديث عن الاستقالة الجماعية للهيئة الحالية او تغييرها في مثل هذا الوقت فلا اعتقد انه سيفيد الفريق بل بالعكس سيزيد من المشاكل المتراكمة.. فأولا لابد من اجتماع يحضره كبار المسؤولين بعائلة النادي الافريقي مثل السادة حمودة بن عمار، فريد عباس، الشريف باللامين، حمادي بوصبيع وغيرهم وذلك لايجاد حلول وايقاف النزيف لانه من غير المعقول ان يتبادل بعض المسؤولين الاتهامات عبر الصحف وهذا ما يؤثر سلبيا على الفريق بكل هياكله.. فمهاجمة السيد الشريف باللامين وهو رئيس للافريقي هفوة كبيرة لا تغتفر. الحلول هي ان يجد كبار النادي حلا للازمة الآن وذلك بالوقوف مع السيد الشريف باللامين في مثل هذا الظرف ثم التفكير من الآن في المواسم القادمة دون التدخل في عمل الهيئة الحالية او اجبارها على الاستقالة او الهروب كما هو متردد الآن في الاوساط المحيطة بالفريق. من جهة أخرى أصبحت عودة او كذلك دخول عدة مسؤولين شبان تفرض نفسها الآن وللافريقي العديد من الاسماء القادرة على حمل المشعل على غرار السادة جمال العتروس وهو مسؤول شاب وطموح. كما ان السيد خليل الشايبي يمكن له افادة الافريقي وأكيد ان هناك العديد من الاسماء الاخرى التي ستأتي للفريق وتمد له يد المساعدة عند الضرورة. أنا متأكد ان مثل هذه الظروف الصعبة تمر بها كل الاندية والفرق وهي فترة سيتجاوزها النادي الافريقي عن قريب بفضل عراقته وشعبيته الكبيرة ورجالاته المتواجدين في كل الميادين والمجالات. * جيلاني العيدي (صحفي) : الوضعية التي وصل لها النادي الافريقي اليوم هي نتيجة تراكم مشاكل عديدة ومخلفات سنوات مضت من عهد الرؤساء السابقين أمثال بوصبيع، عباس، سعيد ناجي وغيرهم. المشكلة هذا الموسم ان الصراعات تطورت حيث لاحظنا خلال الايام الاخيرة ان هناك اتهامات وانتقادات في مختلف وسائل الاعلام بعد ان كان في الماضي القريب يقع التطرق الى مشاكل الافريقي في بعض الاماكن المعروفة كما انه أصبح بإمكان اي كان ان ينتقد هذا المسؤول او ذاك ويصف الحلول ويطالب بعزل وإبعاد من يريد.. ان الوضعية أصبحت لا تطاق.. فكيف يتم اتهام رئيس الافريقي وجلده واهانته؟ ان هذه الاشياء تضعف النادي الافريقي وتزيد في تراجعه. النادي الافريقي تنتظره عديد المباريات الهامة في البطولة ضد النجم والترجي وكأس افريقيا وهذا يؤثر بالسلب على تركيز اللاعبين. في الختام لابد من التأكيد ان الافريقي ليس في «حرب» حتى نشاهد ونسمع مثل هذه الاشياء الغريبة وغير المعقولة.. فالنادي الافريقي يوجد الآن في المركز الثالث ومازال حسابيا معنيا باللعب على المراكز الاولى ولابد ان يلتف كل من يحب الافريقي ويهمه أمره حتى تمر هذه الازمة التي يحاول البعض ان ينفخ فيها من اجل اضعاف الفريق. ما هو ثابت وأكيد ان السيد الشريف باللامين لا يتحمل المسؤولية والكل يعرف هذه الحقيقة خصوصا الاحباء الصادقين والقريبين والمطلعين على ما يدور في حديقة منير القبائلي.