الصفقة الى... ممدوح عدوان ممدوح... أنت تحب مصياف وأنا أحب سلمية وكلانا ديك الجن في مجونه وعطيل في غيرته فلنصطحبهما الى أقرب حانة أو مقصف ونبثهما أشواقنا وأحلامنا وهمومنا ولأن مدينتي بدوية لا ترتدي شيئا تحت كرومها فإياك ان تطرف عينك عليها والا صرعتك في الحال... لا تصدق. إنني أهول عليك لا أكثر كما كان سليمان عواد يهول على أمير البزق مهددا إياه بلفافته الخصوصي للجيش أتذكر تلك اللفائف؟ وذلك السعال المديد المتقطع كالتدريبات الأولية في المستعمرات على نشيدها الوطني ومع ذلك لا أقل عنك جهلا في هذه الأمور فللآن لا أعرف سعال الشاعر من سعال القارئ او الناقد او المترجم او الراوي لا أعرق سوى سعالي! صحيح ان معظم التبوغ مصنعة لكن سعالي طبيعي ومكفول لمائة عام من العزلة وأتمنى أن يعزف قريبا في المعسكرات والمدارس وعلى الأقل في دور الحضانة فلن أقلع عن التدخين... ولماذا؟ ومختلف انواع السموم تحيط بي من كل جانب كقشرة البيضة كاللباس الهتلري في القطب الشمالي والآن دعنا من كل هذه الترهات أريد خزعة من رئيتك وجبينك وحذائك إن نسيجها اكثر ديمومة ومماطلة من قلعة مصياف وجبال دير ماما... وأكثر فطنة ودهاء من أعلام الغزو في الظلام وأنا واثق بأنك ستزهر من جديد كالورقة وفي عز الشتاء واذا خطرت لك زيارتي حيث أقيم فعلى الرحب والسعة واذا لم أكن موجودا فسعالي يقوم بالواجب وأكثر ترحيبا وتهليلا وعناقا، حتى الغضب والانفعال والتظاهر الى جانبك في أي مكان ولأية قضية لأنني قد لا أعود أبدا فمدينة لا يوجد فيها مريض نفسي أو عقلي حتى الآن