تونس الصباح يتعرض الاطفال وخاصة الرضع منهم خلال هذه الفترة إلى أمراض كثيرة، تصيب معظمها الجهاز التنفسي ومنها ما يتسبب في أمراض أخرى ويزيد من خطورتها وشدتها. ومن أهم الجراثيم المسببة لتلك الامراض الفيروسات وهي كثيرة ويصعب حصرها، لكن من أشيعها حاليا عدوى فيروسية
تؤدي إلى التهابات حادة في القصيبات الرئوية ناتجة عن فيروس يمس الجهاز التنفسي يطلق عليه اسم V.R.S أو الفيروس التنفسي المخلوي. "الصباح" التقت بالدكتور خالد كبوس الاختصاصي في طب الاطفال والحساسية الذي مدنا بمعلومات ضافية عن الفيروس وطرق الوقاية منه خاصة وأن مضاعفته قد تكون خطيرة جدا على صحة الرضع والاطفال. وحسب الدكتور كبوس تتمثل أعراض المرض، الذي عادة ما ينتشر خلال الاشهر الثلاثة الاولى من كل سنة، في حالة سعال حادة مصحوبة بحرارة مرتفعة وضيق تنفس، فالتهاب الحشايا التنفسية ينتج عنه تراكم كبير في البلغم مما يؤثر سلبا على الجهاز التنفسي للطفل قد يؤدي في جل الاحوال إلى تحويل الطفل إلى المستشفى وأحيانا إلى الانعاش والعناية المركزة. ويعتبر الفيروس المذكور السبب الرئيسي لالتهاب القصيبات الهوائية، وكذلك الالتهاب الرئوي الفيروسي لدى الاطفال الرضع الاقل من سنة، وهو العامل الممرض الاكثر أهمية للمجاري التنفسية في الطفولة الباكرة. هذا الفيروس عبارة عن فيروس متوسط الحجم ينتمي إلى عائلة بارميكوفيريدي مع فيروسات البرارافلونزا وكحصبة والنكاف. حينما يصاب الطفل بهذا الفيروس غالباً ما يصاب بالتهاب القصيبات الهوائية وهو أشيع الامراض ويصعب تفريقه عن الالتهاب الرئوي خاصة في الاشهر الاولى من عمر الطفل كما أن ذلك يؤدي إلى إثارة نوبات من ضيق القصبات يشبه نوبات الربو. تبدأ فترة حضانة الفيروس بدءاً من التعرض له حتى ظهور العرض الاول حوالي 4 أيام وشدته تعتمد على مناعة الطفل ويستمر لمدة قد تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع. وينتقل الفيروس وينتشر عندما تنتقل القطيرات الكبيرة الملوثة سواء عن طريق الهواء أو الايدي إلى الانف وتصاب العائلات عن طريق أطفال المدرسة المتعرضين للالتهابات. يتميز التهاب القصيبات الهوائية بتنخر بشرة هذه القصيبات الناجم عن الفيروس وفرط وزيادة المخاط وارتشاح خلوي، لذا نجد الرضع المصابين تتطور عندهم أعراض الانسداد للطرق الهوائية الصغيرة بسبب حجم القصيبات الصغيرة. ومن أول أعراض إصابة الرضيع بالفيروس هي سيلان الانف والتهاب البلعوم، وقد يظهر السعال في نفس الوقت لكنه يظهر غالباً بعد 3 أيام، ويظهر في هذا الوقت أيضاً سعال حاد وحمى منخفضة الدرجة، وبعد ظهور السعال مباشرة يبدأ الوزيز لدى الطفل بشكل مسموع. ويحذر الاطباء من ارتفاع درجة حرارة الرضيع أو الطفل الناتجة عن الالتهابات، وقد يصاحب ذلك طفح والتهاب الملتحمة في بعض الحالات، وفي صغار الرضع يحذر من خطورة نوبات توقف التنفس والتنفس الدوري. كما يوجد احتمال الوفيات المصنفة ضمن متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع رغم أن نسبتها قليلة ولكنها تحدث عند الاصابة بهذا الفيروس. وتحدث الوفيات في الاطفال ناقصي المناعة حينما يصابون بهذا الفيروس في أي عمر. أما الاطفال الذين لديهم زراعة النخاع العظمي أو أعضاء أخرى فعادة يموتون حين إصابتهم بهذا الفيروس بعد حدوث الالتهابات الرئوية الشديدة. ويقترح الدكتور خالد كبوس لتفادي هذه الحالات عدم التدخين في المكان الذي يوجد فيه الطفل، غسل اليدين بالصابون قبل حمل الرضيع، استعمال الاولياء واقي على الانف والفم في حالة الاصابة بنزلة برد، واللجوء إلى الطبيب عند الضرورة. كما ينصح لمساعدة الرضيع على التنفس والتخلص من الافرازات، إعطاء الطفل كميات متفاوتة من الماء، ورفع الجزء الاعلى من الجسم للطفل عند النوم بواسطة الوسادة، فضلا عن تحديد حرارة الغرفة بين 18 و19 درجة، وإبعاد الوجبات عن بعضها البعض.