بقلم الدكتور شنيبة تعرضنا في الحلقة الماضية الى منافذ صرف الفضلات وهي الكبد والأمعاء والكلى والجلد وقنوات التنفس ثم ركزنا على مصادر الفضلات وهي الفضلات المتأتية من خارج الجسم (عن طريق الفم والجهاز التنفسي والجلد...) والفضلات المتأتية من داخل الجسم (الخلايا والانسجة البالية والفضلات الآزوتية والبروتينية وغيرها). ونخصص حلقة اليوم للحديث عن أنواع الفضلات. يمكن تقسيم فضلات الجسم الى قسمين واضحين هما الفضلات البلورية من جهة والفضلات البلغمية أو النخامية من جهة اخرى. الفضلات البلورية (Gristaux) هي فضلات صلبة وجارحة تذوب في السوائل ويفرزها الجسم عن طريق الكلى (البول) والجلد (العرق) وهي حثالة تتأتى من هضم المأكولات الغنية بالبروتينات مثل اللحوم والبيض والحليب ومشتقاته والافراط في المأكولات والسوائل شديدة الحموضة مثل السكر الأبيض المكرر والمشروبات الغازية. وعندما تتراكم هذه الفضلات البلورية في الجسم فإنها تولد أمراضا غالبا ما تكون مؤلمة مثل الروماتيزم الحاد والمزمن وعرق الأسى وحصى المرارة وحصى المجاري البولية والمرارة والتهاب الأعصاب والصفراء الجافة.. وفي هذه الحالة ننصح ب: 1 مساندة أو تنشيط منافذ الصرف وخاصة منها الكلى وبعض الغدد مثل غدة التعرق (Drainage) باستعمال النباتات والأعشاب الطبية. 2 شرب الماء الصالح للشراب بكمية معقولة ومنتظمة (بين لتر ولترين في اليوم) مع التركيز على المياه القلوية (PHS7). الفضلات النخامية البلغمية (Glaires) هي مواد لزجة لا تذوب في الماء وغالبا ما يتم صرفها عبر الكبد والامعاء والغدد الزهمية او الدهنية في الجسم وبالتالي فان الصفراء (الوخم عند العامة) والبراز والزهم (المادة الدهنية التي تفرزها الغدد الدهنية في الجلد) هي أهم الركائز لصرف هذه الفضلات البلغمية وإفرازها. وفي حالة بخل هذه المنافذ أو عجزها عن صرفها فان القنوات التنفسية والرحم (عند المرأة) يؤديان الدور بالنيابة. ويتأثر هذا النوع من الفضلات من المأكولات الغنية بالدهون والسكريات مثل الخبز الابيض والعجين والحبوب والدهون. وتراكم هذه الدهون يسبب في الغالب أمراضا غير مؤلمة ولكنها جارية Coule مثل: 1 نزلة الجهاز التنفسي: التهاب القنوات التنفسية المصحوبة بإفرازات مفرطة ومرض الفدة والتهاب جيوب الأنف. 2 نزلة الجلد: الصفراء السائلة وحب الشباب والتهاب الرحم (عند المرأة) والتهاب قنوات الهضم وفي هذه الحالة ننصح ب: تصحيح تركيبة الغذاء ونوعيته مع الحد من المأكولات والمشروبات ذات الخطورة. دعم او تنشيط المنافذ العادية لافراز الفضلات باستعمال الاعشاب الطبية التي أثبتت فاعليتها في هذا الغرض. محاولة تجفيف الجسم بالتقليل من شرب الماء فالمعلوم ان هذا النوع من الفضلات غير القابل للذوبان يتجمع في الأوعية اللمفاوية واذا قللنا من شرب الماء بضعة ايام فان الجسم يلتجئ حتما الى السوائل الموجودة في الأوعية اللمفاوية لكي يحافظ على توازن بيئته الداخلية مما يساعد على تصريف الفضلات البلغمية بدخولها الى الدورة الدموية قبل ان تصل الى منافذ الصرف العادية ولهذا نلاحظ أن الكثير من المصابين بمشكلة تراكم الفضلات البلغمية يتخلصون منها عند صوم شهر رمضان وسنحاول في الحلقة القادمة الحديث عن سموم الجسم ودور الأمعاء في التخلص منها.