(الجزء الثاني) بقلم الدكتور شنيبة ذكرنا في الجزء السابق أن جسم الانسان عبارة عن سيارة أو آلة محوّلة للطاقة فهو يستقبل مصادر الطاقة عن طريق جهاز الهضم والجهاز التنفسي والجلد ثم يحولها ويحرقها لتوفير المواد الاولية والطاقة اللازمة للخلية. وتفرز كل هذه العمليات فضلات وسموما فاذا تراكمت داخل الجسم فإنها تؤثر في وظائفه العضوية وتوازن بيئته الداخلية مما يجعله عرضة للامراض. وبعد أن تعرضنا في الجزء السابق الى مراحل تحويل الطاقة (استقبالها وتحويلها وصرفها) نتطرق في الجزء الحالي الى منافذ صرف الطاقة والى الفضلات. منافذ الصرف أهم هذه المنافذ هي: الكبد والامعاء والكلى والجلد وقنوات التنفس. أ الكبد: هومن أهم الاعضاء فهو يبطل مفعول المواد السامة الموجودة في الجسم سواء كانت ناتجة عن عملية تحويل الطاقة أو متأتية من مواد كيمياوية خارجية (مثل الادوية الكيمياوية والمأكولات الملوثة بالمبيدات الحشرية وغيرها...). فالكبد يصفي الدم وينقيه من الفضلات ثم يفرزها في شكل صفراء (Bile) في الامعاء. ب الكلى: تضخ بصفة متواصلة الفضلات الموجودة في الدم (وخاصة منها التي تذوب في الماء) وتمزجها بالماء ثم تفرزها في شكل بول. وفي حالة تراكم الفضلات فإن جزءا منها يتراكم داخل هذه المصفاة ويدخل الآخر في الدورة الدموية. واذا لم تتم تصفية الدم فإن تلك الفضلات تتراكم داخل الانسجة وتسبب العديد من الامراض المستعصية. ج الجلد: يفرز الفضلات في شكل عرق اعتمادا على غدد التعرق أو في شكل زهم اعتمادا على الغدد الزهمية (Sebum). د الجهاز التنفسي: يفرز خاصة الفضلات الغازية (مثل ثاني أوكسيد الكربون) واذا نقص النشاط العضلي ومال المرء الى الخمول وكثرة الجلوس فإن جسمه يتعرض الى عملية اختناق بطيئة. فكلما نقص عمل منافذ الصرف فإن الفضلات والسموم تتراكم داخل الجسم ومع مرور الزمن يختل نشاط الجسم بصفة تدريجية ولا شعورية وتتأثر حيويته وتتدهور قدراته الدفاعية فيصبح عرضة للامراض فما هي الفضلات وما هو مصدرها؟ مصدر الفضلات تتأتّى أغلب الفضلات من العالم الخارجي للجسم وتدخله عن طريق الفم أو الجهاز التنفسي أو الجلد. أ عن طريق الفم: لكل أكلة نتناولها فضلاتها فاذا كانت الاكلة صحية ومتوازنة وسهلة الهضم ومعتدلة الحجم فإن الجسم يصرفها بسهولة ولكنه يجد صعوبة في تصريف الاكلات والحالات التالية: الاكلات الدسمة والمتخمة وغير المتوازنة في تركيبتها (Sur alimentation). الافراط في الاكل. تعفن الاكل وتخمره داخل الامعاء. شرب الكحول وعصير الليمون والقهوة والحلويات... الافراط في الملح. المواد الكيمياوية المضافة الى المأكولات المصنعة. تلوث الخضر والغلال بالمبيدات الحشرية والاسمدة الكيمياوية ومبيدات الاعشاب الطفيلية. الادوية الكيمياوية التي تعطى للحيوانات والتي نجدها في اللحوم والبيض والحليب. الادوية الكيمياوية والتلاقيح. ب عن طريق الجهاز التنفسي: تلوث الهواء بسبب المصانع وغازات السيارات. تعفن الهواء داخل المساكن عديمة التهوئة أو داخل الاماكن العمومية المكتظة. التدخين. ج عن طريق الجلد: مواد التجميل خاصة. بالاضافة الى الفضلات المتأتية من العالم الخارجي للجسم هناك فضلات تتأتى من داخله ونذكر منها تلف الانسجة وخلايا الجسم وخاصة جثث الكريات الحمر بالاضافة الى الفضلات الازوتية والبروتينية والمعادن المستهلكة والبالية. وسنتعرض في الجزء القادم بإذن الله الى أنواع الفضلات قبل أن نستعرض أنواع السموم.