قلّما تصعد الفناة المثقفة منى عمّاري لتغني الى جمهورها دون ان تكون مصاحبة بآلتها الموسيقية الحبيبة «العود». تجربتان نسائيتان معاصرتان تستحقان التنويه في هذا المجال الاولى للعراقية سحر طه ذات حصار على رام الله والثانية العازفة والمطربة منى عمّاري. بل يمكن الجزم ان أداء منى عمّاري لرائعة صلحية وهي طفلة تظهر لأول مرة أمام جمهور مدرستها الابتدائية وسط العاصمة شكّل المرة الوحيدة التي تغني دون عود ولا في شكل دويتو. في هذه المرة تخلت على حبيبها العود لتصاحب رفيق درب جديد في عالم الغناء الفنان رؤوف عبد المجيد. والمناسبة كانت افتتاحا لدورة جديدة هي الرابع عشرة من المهرجان الثقافي «ربيع سوسة». فقرات المهرجان التي توزعت على أسبوعين شملت مختلف الفنون (مسرح وغناء ورقص وموسيقى وسينما) وعرفت اقبالا جماهيريا محترما خاصة مع حضور أسماء من الوزن الثقيل في عالم الابداع : زهيرة بن عمار وحافظ الجديدي وفتحي العكّاري والطاهر القيزاني والصادق عمّار وأخيرا منى عمّاري. ففي «أنت عمري» الذي رافقت هذه الأخيرة ضمنه رؤوف عبد المجيد تجدد منى عمّاري تجاربها ضمن عروض «الدويتو». وهي المرة الاولى التي يكون رفيقها فنّان تونسي. فقبل ربيع سوسة مثلت منى عمّاري بلادها تونس ضمن «دويتو» غنائي تونسي ايطالي مع الفنان العالمي «رنزو أربورو»Renzo Arbor. كان ذلك ضمن تظاهرة غنائية موسيقية احتضنها المسرح البلدي بتنظيم من البعثة الثقافية الايطالية ببلادنا. كما كانت صعدت في الصائفة الماضية ضمن عروض مهرجان قرطاج الدولي مع الفنانة الايطالية الكبيرة جيانا نانيني. تجديد مهرجان ربيع سوسة مع تجارب موسيقية غنائية من شاكلة تجربة منى عمّاري رهان على التميز والجودة وبذلك يستحق تلقيبه ب»ربيع من ذهب» شعار الدورة الاخيرة.