اثار الموضوع الذي نشرناه عن الزيارة الخاطفة لأدونيس الى مدينة القيروان في مهرجان ربيع الفنون الدولي وانسحابه غاضبا ردود فعل متباينة. ولمزيد توضيح الحقيقة وصلنا هذا المقال من الشاعر منصف الوهايبي الذي كان وراء دعوة أدونيس قبل أن يستقيل من الهيئة المديرة للمهرجان. ننشر هذا المقال والباب سيبقى مفتوحا للجدل البناء وللردود الموضوعية فمرحبا بكل الردود.أدونيس مستاء جدا ومتألم جدا مما حدث له في القيروان وهو يتحمل مسؤولية ذلك. كنت نسّقت معه خلال الصائفة الماضية عندما زرته في بيته في قصّابين موضوع دعوته الى ربيع الفنون بالقيروان. ثم حدث ما حدث خلال تجديد هيئة المهرجان واستقلت أنا وعبد الجليل بوقرة وبدرالدين بن سعيد. مع العلم ان هذه الجلسة كانت غير قانونية فقد فُتح باب الترشح قبيْل انتخاب الهيئة بدقائق قليلة وهو الذي أغلق قبل ذلك بيومين. وهذا مما يمكن تجاوزه. وقد أعلمت أدونيس بذلك كله في رسالة (فاكس) استلمتها زوجته ثم أعدت ارسالها ثانية اليه واطلع عليها وبينت له فيها أن هذا المهرجان لم يعد يعنيني في شيء، وهو الذي فقد طابعه الثقافي وتحوّل الى واجهة دعائية ليس الا. اتصل بي أدونيس قبيل قدومه بيومين ليسألني رأيي، فأعدت تذكيره بما كتبت اليه وقلت له انه سيباغت بسوء التنظيم وبأن المهرجان تراجع كثيرا عن بدايته الاولى التي يعرفها جيدا. وأضفت أني أرحّب به خارج المهرجان لأني لن أكون موجودا فيه. كان أدونيس يتمنى أن أطلب اليه ألا يأتي، وقد صارحته بالهاتف ان الخيار له وإني أستحي أن أملي موقفا ولو على أخلص أصدقائي. أضيف ان هيئة المهرجان على علم بأني راسلت أدونيس بكل ما ذكرته سلفا ولكنها زينت له المجيء الى القيروان، ليباغت بسوء التنظيم فكان ان ألغيت الجلسة النقدية لتخلّف الجمهور من جهة واعتذار الاستاذ محمد القاضي عن الحضور من جهة أخرى كما ألغيت الامسية الشعرية التي كان سيقيمها. ملاحظات : تعلل أدونيس بفاكس استلمه من زوجته خالدة تلح عليه بأن يقطع زيارته لأسباب طارئة. وقد كانت هذه طريقة لبقة من أدونيس بعدما رأى ما رأى من سوء التنظيم ولا حاجة الى القول بأنه هو الذي طلب من زوجته ان ترسل اليه هذا الفاكس مع العلم أن أدونيس لم يغادر تونس الا في التاريخ الذي كان مقررا ان يغادر فيه وهو يوم الاثنين. هناك أشياء تتعلق بمندوبية الثقافة بالقيروان سأقولها حين يحين حينها. تبقى ملاحظة أخيرة تتعلق باستقالتي من هيئة مهرجان ربيع الفنون بالقيروان وقد نشرت بالشروق في الابان ولم أرسلها الى «الهيئة الجديدة» لأنها بكل بساطة هيئة غير قانونية كما أسفلتُ.