اطلعت على مقال حسن بن عثمان «مهرجان القيروان» المنشور ب»شروق الإبداع» ولا أدري من أين استقى صديقنا حسن معلوماته التي تحتاج الى توضيح وتصويب: 1 الشاهدة الشعرية القيروانية (أو الجدارية كما نسميها نحن) تضمّ أبياتا للحصري والشابي ونزار قبّاني وأدونيس وسعدي يوسف وآخرين، فهي ليس خاصة بنزار كما ذكر حسن. ولا أفهم كيف يمرّ كاتب متميز مثله بجدارية كهذه ولا يقف بها وما في وقوفه ساعة من بأس. مع العلم أن هذه الجداريّة أنجزت عام 1995 وكان هذا الشعر من اختياري أنا ومحمد الغزّي. 2 انعقدت الدورة الأولى لمهرجان ربيع الفنون عام 1995 وقد حضرها من الشعراء العرب نزار قباني وأدونيس وسعدي يوسف وقد نظمنا لكلّ منهما أمسية خاصة به. غير أن أمسية نزار قباني كان لها شأن لأسباب كنت شرحتها في مقام آخر. كما شارك في هذا المهرجان شعراء من فرنسا مثل غيلفينك وأندري فالتير وآخرين. 3 يعود الفضل الى أدونيس في قبول نزار قباني دعوتنا. وكنت نسّقت معه ذلك خلال زيارته الى القيروان عام 1994 للمشاركة في مهرجان ابن رشيق مع كمال أبو ديب وكمال بلاطة ومحمد بنّيس وميسون صقر وأمجد ناصر.. ثمّ واصلت التنسيق مع محمد الغزّي. ولكن ينبغي أن نعترف لأدونيس بهذا الفضل فلقد تردّد نزار قبّاني في آخر لحظة وكاد يصرف النظر عن المجيء لأسباب قد أذكرها في مقام آخر. غير أن تدخل أدونيس مرة أخرى أقنعه بالمجيء. وقد صرّح لنا نزار قبّاني بأنه استشار محمود درويش أيضا وذكر له اسمينا أنا والغزّي فأثنى علينا وشجعه على قبول دعوتنا. 4 مرة أخرى أصرّ على أنّ الجلسة العامة التي أفرزت هيئة جديدة للمهرجان وكنّا نحن المستقيلين من أعضائها (منصف الوهايبي وبوقرّة وبن سعيد) تظلّ غير قانونية. وبالتالي فإنّ الهيئة التي أشرفت على الدورة العاشرة غير الشرعية وأما التأويلات التي ذهب إليها حسن فهي من الوساوس والتخليط إذ لا أحد أجبرنا على الاستقالة. مع العلم أن لا أحد من أعضاء هذه الهيئة غير الشرعية كان له دور ولو ضئيل في تأسيس هذا المهرجان عام 94 1995، ومن المضحك حقا أن يبادر أحدهم ب»تقييم» الهيئة السابقة وكأنه كان من أعضائها وعلى دراية بعملها وهو الذي التحق بإدارة المهرجان لأول مرة. 5 أما الاحتفال بحنّا مينه فلا أدري ما علاقته بالانتقال من الشعر الى النثر خاصة أن حنّا مينه كاتب عادي ولغته عادية. وهذا موضوع آخر وله موضع غير هذا. 6 للحقيقة أقول ان هذا المهرجان بدأ يفقد اشعاعه قبل هذه الدورة بعد أن أصبحت تطغى عليه نجومية زائفة حتى كأنه سبق باهت من «ستار أكاديمي». وأسباب ذلك أكثر من ان ألمّ بها في حيّز كهذا. فقد ظلّ المهرجان مجرّد ذكرى تتجدّد سنويا ولم يفلح في أن يكون ذاكرة لهذه المدينة العريقة.