فرضت الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، رسومًا جمركية جديدة على بعض الصادرات التونسية، وسط حديث عن إمكانية التصعيد بداية من غرة أوت القادم. وتراوحت النسب المُعلن عنها بين 10% و28%، فيما يُتوقع أن تصل إلى 25% في حال فشل المفاوضات الجارية مع الجانب الأمريكي. وفي تصريح لاذاعة "موزاييك"، أوضح لطفي السايبي، المختص في الشؤون الأمريكية، أن الرسوم التي تم تفعيلها بداية من 8 جويلية الجاري، تُعد جزءًا من مراجعة شاملة قامت بها إدارة ترامب لاتفاقات التبادل التجاري الممنوحة لعدد من الدول، من بينها تونس وكوريا الجنوبية واليابان. وأشار السايبي إلى أن تونس كانت في البداية ضمن قائمة الدول التي ستخضع لرسوم بنسبة 28%، لكن تم تخفيضها إلى 10% مؤقتًا، ريثما تُستكمل المفاوضات الجارية إلى غاية 31 جويلية. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، ستُرفع الرسوم بداية من 1 أوت إلى 25%. ويهم هذا القرار أساسًا صادرات تونس من زيت الزيتون المعلب، والتي تمثل أحد أبرز المنتجات التونسية الموجهة للسوق الأمريكية. ولفت السايبي إلى أن تونس لم تعد تتمتع بالامتيازات الجمركية السابقة، مما يُفقدها وضع "الدولة المستفيدة من معاملة تفضيلية" ويؤثر على تنافسيتها في السوق الأمريكية. من جانبه، شدّد السايبي على أهمية التحرك السريع من قبل الدبلوماسية الاقتصادية التونسية لاحتواء الوضع، خاصة مع محدودية حجم المبادلات التجارية مع الولاياتالمتحدة والتي لا تتجاوز المليار دولار سنويًا، لكنها تُعد مهمة في بعض القطاعات الحيوية. قانون ترامب المالي الجديد: تهديد للطبقة المتوسطة من جهة أخرى، تطرق الحوار إلى القانون المالي الجديد الذي قدمه ترامب يوم الجمعة الماضي، والذي أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية الأمريكية، نظرًا لتأثيره المحتمل على التغطية الاجتماعية للفئات الضعيفة والمتوسطة. ويهدف هذا القانون إلى تقليص عدد المستفيدين من برامج الدعم الصحي والاجتماعي مثلMedicaid وSNAP، بحجة إعادة توجيه الموارد نحو أولويات أخرى كالدفاع وحماية الحدود. ويرى مراقبون أن المشروع يكرّس مزيدًا من التفاوت الطبقي من خلال تحويل الموارد من الطبقات الفقيرة إلى الأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال. في المقابل، يعتبر أنصار ترامب أن هذه الإجراءات ضرورية ل"إعادة التوازن للميزانية الفيدرالية" و"تقوية أمريكا من الداخل"، رغم ما قد تسببه من صعوبات اجتماعية كبيرة. تونس مدعوّة إلى تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية وفي ختام مداخلته، دعا السايبي إلى اعتماد دبلوماسية اقتصادية استباقية وفعالة، مؤكّدًا أن التعامل مع واشنطن يتطلب وجود لوبيات ضغط وشبكات علاقات فعالة داخل المؤسسات الأمريكية، حتى لا تجد تونس نفسها في مواقف تفاوضية صعبة كما هو الحال حاليًا.