ما أكثر «الفتاوى» الفاسدة وما أتعس الذين يتصدّون «للفتوى» في هذا الزمن! «الفتوى» التي نقصدها لاعلاقة لما بالفتاوى الدينية لكن ما نعنيه هو تلك التبريرات التي تقدّم هنا وهناك لتلميع صورة هنا وصورة هناك... البعض أفتى لستار أكاديمي مؤكدا انها المجال الوحيد الذي تمارس فيه الديمقراطية حيث بإمكان أي كان أن يصوّت بكل حرية دون أن يقع في شراك . جماعة أخرى «أفتت» بأن مطرب الحمير «المكوجي» شعبان عبد الرحيم يقود ثرثرة بصوته مثل الشيخ إمام وهذا الرأي تسوّقه الدكتورة هالة سرحان وبعض «المتثاقفين» و»المتصاحفين» وبعض الجهلة من «شباب العُلى» وأحد هؤلاء قال انه تابع أخبار العملات من خلال أغاني «شعبولا» وفهم معنى الدولار... هذا الفتى «المثقف» من أكاديمية شعبولا رد عليه المفكر صلاح عيسى «يا بني كل المجالات لها روادها واذا أردت ان تتثقف فعليك العودة الى المراجع الحقيقية لا أن تأخذ «الحكمة» من فم «مطرب الحمير»! واذا كنا نصدّق ان شعبان عبد الرحيم صار مرجعا في العملة فإننا سنصدّق أيضا ان أغنية «أوف يا نانا» أغنية ثورية بدليل عبارة «أوف» فيها التي تدعو للتأفف بعدما ضاقت صدور الجماهير من حالة الاحباط الذي تعيشه من الماء الى الماء! هذا عصر لم تعد فيه الاشياء دقيقة فالمسميات تتغير حسب الحاجة وحسب المصلحة... انه الزمن الأمريكي الذي تصبح فيه المقاومة ارهابا والعمالة صداقة والخيانة نضالا وبيع الأوطان انفتاحا ورهن البلاد والعباد للشركات العملاقة «شراكة» والاحتلال مشروعا للتغيير ولا غرابة والحالة تلك ان تراجع بعض المؤسسات الثقافية ثوابتها وتعدل أوتارها على «أكاديمية» شباب العُلى» و»شعبولا»!