لم يكن يوم السبت الماضي يوما عاديا في مدينة الرديف التي فجع أهلها على خبر حادث مرور أليم تمثل في دوس شاحنة ثقيلة تعمل لحساب شركة فسفاط قفصة ومملوكة لإحدى شركات المناولة لفتاتين شقيقتين الأولى تبلغ 12 سنة من عمرها والثانية تبلغ 10 سنوات وتزاولان تعليمهما بالمرحلة الأساسية. كان حادثا مفجعا ورهيبا هزّ مدينة «الرديف» وأهلها وهي المدينة المنجمية التي تعيش دائما على وقع الشاحنات الثقيلة والعملاقة التي تشق شوارعها وأحيائها. صورة الحادثة كما روتها مصادر رسمية من معتمدية الرديف أن الفتاتين كانتا على متن دراجة نارية هي على ملك قريب لهما وعند قيادتها كانت تعبر الطريق شاحنة مجرورة بالدراجة بشكل عنيف وعلى ما يبدو فتسبب ذلك في قتلهما على الفور. فجعت مدينة الرديف علي وقع خبر موت الفتاتين وتولى الأهالي الاحتجاج على ذلك خاصة أمام حديث البعض عن تعمد السواق قيادة الشاحنات بسرعة وهي تعبر المناطق السكنية وقاموا بمسيرة توجهت الى مقر المعتمدية كما قاموا بوضع حواجز لمنع الشاحنات من المرور ووجهوا عرائض الى مختلف السلط لإيجاد حلول لهذا الوضع. وللوقوف على حقيقة ما جرى في مدينة الرديف تولت «الشروق» الاتصال بمعتمد المنطقة الذي أكد أن الأمر يتعلق بحادث مرور قاتل حيث كانت شاحنة مجرورة تعبر الطريق الذي يوجد داخل حي سكني. وأضاف معتمد مدينة «الرديف» أن السلط المحلية تولت في الحال الانتقال الى منطقة الحادث وقدمت العزاء الى عائلة الضحيتين كما تولّى معتمد المنطقة التحدث الى الأهالي الذين توجهوا بعد الحادث الى مقر المعتمدية وتمّ الاستماع اليهم بخصوص عبور الشاحنات للمناطق والأحياء السكنية داخل الرديف. وقال المعتمد أن حركة مرور الشاحنات قد توقفت الآن وأنه تمّ الاتصال بشركة فوسفاط قفصة التي أرسلت فريقا للمعاينة وستتولّى دراسة امكانية تحويل وجهة مرور وعبور الشاحنات الثقيلة خارج المناطق السكنية والعمرانية لمدينة الرديف وبالتالي تجنب وقوع حوادث مرور فظيعة أدمت قلوب الكثير من الأهالي. مدينة الرديف ودّعت الفتاتين بلوعة كبيرة في انتظار أن تتوصل السلط المحلية وشركة فسفاط قفصة الى حل يجنّب السكان والأهالي عبور الشاحنات وحوادث المرور القاتلة.