سعيا منها الى كسر الرتابة والتجديد تعمد المرأة التونسية الى استنباط طرق وأساليب متعددة من شأنها تخليصها من الملل من جهة واضفاء نوع من الجمالية على مظهرها من جهة أخرى كتنويعها في اللباس ومواظبتها على ممارسة الرياضة او الاهتمام بشعرها والالتجاء الى تغيير لون الشعر وتسريحته. فقد اصبح تغيير لون الشعر في اوساط الفتيات والنسوة التونسيات ظاهرة ملموسة وملفتة للانتباه ولعل التقليد والبحث عن التميّز يعدّ من اهم الاسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة. «الشروق» سألت عددا من الفتيات والنساء عن سبب رغبتهن في تغيير الوان شعورهن وحصلت على التبريرات التالية: **البحث عن التجديد ترى الفتاة سماح ان التونسيات اليوم اصبح لديهن رغبة كبيرة في تغيير مظهرهن العام ابتداء من نوعية لباسهن الذي بات مواكبا اكثر للموضة انتهاء بإيلائها اهمية كبرى لجمال وجهها وشعرها فتكون حريصة جدا على اختيار التسريحة التي تتلاءم مع شكل وجهها ثم اختيار لون مناسب لشعرها. وتقول سماح: «احبّ تغيير لون شعري رغبة في التغيير اولا، وثانيا لأنني لا احب لون شعري. الشبان يفضلون الفتاة الشقراء مهما كانت مواصفاتها لذلك قررت ان اغيّر لون شعري مرتين في السنة حتى لا اكره مظهري». عواطف ايضا من الفتيات المولعات «بالصبيغة» فرغبتها في تغيير لون شعرها ينضوي تحت رغبتها في البحث عن كل ما يجدد مظهرها بدءا بلون شعرها وقصه مرورا بالازياء التي ترتديها. **تغيير ضروري مع تقدّم المرأة في السنّ وغزو الشعر الابيض لرأسها يصبح من المفروض عليها ان تغير لون شعرها. فالمرأة التونسية وبحكم خروجها الى العمل اولت اهتماما كبيرا بمظهرها وخاصة لون شعرها وتقول السيدة روضة في هذا الصدد: «انا شخصيا التجأت الى تغيير لون شعري منذ ان غزا الشعر الابيض رأسي ثم اصبحت عادة ضرورية في حياتي بغية اخفاء الشيب». وتوافق السيدة دليلة رأي زميلتها حيث ترى ان الصبغة ضرورية كما تعتبرها نعمة تستطيع من خلالها المرأة المحافظة على نضارتها والاستمتاع بشبابها لكن في المقابل تستنكر السيدة روضة ادمان الفتيات على تغيير الوان شعورهن بصفة مستمرة ففي رأيها على الفتيات ان تستمتع بلون شعرها الطبيعي الى ان يحين الوقت الذي تكون فيه مضطرة لتغيير لون شعرها وتقصد غزو الشيب لشعرها. **موضة وتقليد الوان الشعر نوعية تسريحته وقصه اصبحت كلها من مكوّنات الموضة. فمعظم الفتيات اليوم يسعين لتغيير الوان شعورهن في اطار تقليد نجمات السينما والغناء وتؤكد الآنسة خولة ان تغيير شعرها يتم بالتوازي مع تغيير بعض نجمات السينما لشعورهن فكلما رأت لونا جديدا ولافتا للانتباه تسعى هي بدورها الى صبغ شعرها بنفس اللون. أما الطالبة اسماء فتقول «تغيير لون الشعر هو وسيلة للابتعاد عن الروتين والتقليد في حياة الفتاة فعندما اغيّر لون شعري اشعر انني فتاة جديدة. فالتغيير في قص الشعر ولونه يمنح الفتاة مظهرا جديدا تتجدد من خلاله نفسيتها بل وتتجدد من خلاله نظرة الناس اليها، لذلك اؤيد كل ما يجدد في حياة الفتاة ويجعلها بعيدة عن الروتين».