الحوارات الثلاثة التي ستشدنا اليوم إليها وتخص النجم والافريقي والملعب التونسي ستعيد إلينا الذكريات الحلوة مع المنتخب إبان ال «كان 2004».. فالجمهور التونسي يعشق الرهانات الصعبة ويغامر بالمراهنة على أنديتنا في هذا المجال رغم ان بعضنا مازال يصرّ على انه بين المنتخب والأندية نهر من الفوارق وأنه لا سبيل لربط هذا بذاك.. فالمنتخب نال نصيبه في ظروف معيّنة وباستراتيجية معينة في حين مازالت الأندية تخبط خبط عشواء مع المسابقات القارية والاقليمية. بين هذا وذاك ليس لنا إلا انتظار ما سيفعله النادي الافريقي مع منافسه الغامبي والملعب التونسي مع الاسماعيلي والنجم مع حسنية أغادير.. وهي مواعيد تغري بالمتابعة والانتظار الجميل. *الملعب التونسي الذي يكاد لا يسمع به أحد على الصعيد القاري بما ان «البقلاوة» محلية يحاول حشر أنفه مع كبار الأفارقة في مواجهة ثانية مع «الدراويش» بعد أن خرج م الأولى بسلام وهو يسعى اليوم لتأكيد وجهه وحقه في العبور خاصة انه يتمتع اليوم بثقة جمهوره الذي يعتبر الترشح في المجال القاري آخر ورقة يلعبها الاطار الفني وأيضا الهيئة المدية لأن جمهور «باردو» يغفر كل شيء إلا أن يتلاعب بعضهم بأعصابه فهو ضحى بالغالي والنفيس من أجل فريقه وتميّز بصبر أيوبي من أجل «البقلاوة» ويستحق بالتالي المزيد من الافراح بعد التتويج المحلي. *النجم الساحلي يظهر في أغادير بمعنويات من حديد وهو الذي يعرف كيف يسافر وكيف يعود من الديار المغربية بعد أن بسط نفوذه هناك عدة مرات.. ثم ان «حسنية أغادير» ليست في حجم ممثل كرتنا ولا هي في عراقته وسمعته القارية وبالتالي من غير المعقول ان نتصيّد لها حججا واهية لنخافها مهما كانت نتيجة اليوم. على لاعبي النجم الساحلي الا يفكروا في غير بلّ قمصانهم بالعرق لاختراق رغبة المنافس وافساد حساباته فمن غير المعقول ان يتوقف حلم زملاء قيس الزواغي في محطة متقدمة جدا من المنافسات وأمام منافس «أخضر» ليس له من مهرب غير فسح المجال أمام «نجمة تونس» لتلعلع في السماء المغربية. *النادي الافريقي يعيش هذه الأيام «هدنة» حقيقية مع نفسه ومع جمهوره ومعارضي الهيئة المديرة.. فالسحب انقشعت أو تكاد.. والألسن صمتت أو تكاد والأحلام نبتت أو تكاد.. وورقة الترشح حصلت أو تكاد.. والجمهور راض على الأحوال أو يكاد.. والزواوي أعاد السفينة إلى الاتجاه الصحيح أو يكاد.. لنسأل ماذا بقي إذن لتنطلق بنادير الفرح في باب الجديد؟ الجواب يتطلب جلسة خارقة للعادة بين كل الأطراف وخاصة الجماهير وكبار النادي ممن يظنون أموالهم تعفيهم من الاتهامات.. وممّن يظنون أنفسهم أكبر من القلعة الحمراء والبيضاء. افريقي اليوم لا يحتاج إلى مال بقدر ما يحتاج إلى رجال.. يشدونه وقت الأزمة ولا يستلذون تقطيع لحمه وتشريح جسده على الملإ.. افريقي اليوم يحتاج إلى رجال أشداء لا يؤمنون بمبدإ «عليّ وعلى أعدائي».. ولا يحتاج إلى رجال أغنياء يسدون رمقه وفمه ليصمت ولا يصرخ فلا تصل ال»آه» الحمراء والبيضاء إلى ذلك الجمهور الساحق الساحر الذي يضحي بكل شيء لتمشي «الجمعية». اليوم، الافريقي يناديكم جميعا فلا تبخلوا عليه بالحضور.. فالعجلة بدأت فعلا تدور والفضل كل الفضل لروعة الجمهور. على جناح الأمل أروع من كل النتائج ان ينفض جمهور الافريقي يديه من مقابلة المنزه لينصبّ في ملعب زويتن مشجعا للبقلاوة في لقطة لن تمحوها أيادي العبث من هذا الحقل الجميل للرياضة التونسية. سليم الربعاوي **برنامج اليوم ملعب المنزه س 16: النادي الافريقي ولدان الغمبي ملعب زويتن س 18: الملعب التونسي الاسماعيلي المصري ملعب أغادير بالمغرب س18: