لو تخلف عنصر وحيد لحظة العبور لتحوّلت حلاوة الترشح الى علقم في افواهنا وقلوبنا... فالعبور الجماعي وحده يهز وجداننا ويبقي على مساحة الاخضرار داخل صدورنا... والحمد لله ان فرساننا الاربعة سجلوا حضورهم بامتياز في هذه الخطوات الاولى على درب الكؤوس الافريقية. الحديث عن الحلاوة يحملنا قطعا الى أساسها ونعني به «البقلاوة» التي يكفيها شرفا انها مرّغت انف الاسماعيلي المصري في التراب وهو الذي لم يستطع احد من «جهابذة» كرتنا إلجام طموحاته وكان يمرّ علينا ومن أمامنا ولا يترك خلفه الا غبار الالم... حتى اوقعه المنصف العرفاوي في المصيدة الحمراء والخضراء ليضرب الملعب التونسي موعدا مع اجواء كانت في وقت قريب ممنوعة عليه. برافو من الاعماق لكل لاعبي الملعب التونسي لأنهم استأسدوا كأفضل ما يكون ليضربوا عصفورين بحجر وحيد... الحصول على ورقة الترشح واعادة الرشد الى «الدراويش» الذين ظنوا دخولهم وخروجهم سيكون ورديا... * غير بعيد عن زويتن، وتحديدا في المنزه أبكانا النادي الافريقي ليس لانه انتصر... وليس لانه وصل الى اميرة افريقيا فطريقها مازال بعيدا... بل لأنه محرار الكرة التونسية وزئبقها الخالد ف «الجمعية» برهنت مساء السبت انها اكبر من النكسات والحوارات... والاتهامات... وانها تجرّ تاريخا ليس بامكان اي فرد تمرير «الطلاسة» عليه ليذهب في خبر كان... الافريقي أبكانا ايضا لانه اعاد الينا عزة أيام زمان... وكرة أيام زمان وكأن اللاعبين اقتنعوا بأن ذلك الجمهور الساحر لا يستحق غير الفرحة... وكان من الطبيعي أن يطير الاحمر والابيض كالبالونة في سماء الاحلام الحرّة... كلمة أخيرة نقولها بحق اللمسة الفنية ليوسف الزواوي الذي ستكون لخبرته وذكائه اكثر من حضور في هذا المشوار الافريقي. * على صعيد رابطة الابطال تصرّف العملاق الاحمر والاصفر بعقلية العادة ولم يترك لمنافسه غير القبض على الهواء بعد ان تلاشت اضغاث احلامه بخدش الكرامة الكروية للترجي التونسي فكانت رباعية الذهاب في طي النسيان اردفها ابناء باب سويقة بانتصار خارج القواعد كان افضل مثال على فارق موازين القوى بين عملاق يطارد الزمن الردىء الذي اسقطه من عرشه القاري وبين منافس نكرة كانت اكبر امانية ان يسجل «هدف الشرف» في شباك الترجي. * في المغرب، لا ندري ماذا أصاب لاعبي حسنية اغادير ليعتبروا النجم «عدوّا» وجبت محاربته وسحب البساط من تحت رجليه... أو على الاقل هذا ما أوحت به الاجواء العامة داخل المستطيل الاخضر... فالرجولة في اللعب والاندفاع البدني والرغبة في الانتصار لا يمكن ان تتحوّل الى عنف ظاهر للعيان ورغبة في كسر السيقان خاصة ان المتقابلين ليسا الا اشقاء و»وخيّان»... رغم كل تلك الاجواء ذاد «أسود النجم» عن عرينهم وخرجوا من فكّي حسنية اغادير بسلام بعد ان قدموا عرضا في الاستبسال يستحق الدرس. على جناح الصدق بكل ألم علمنا ان صديقنا الدكتور كمال بوغزالة سقط مغشيا عليه بعد مقابلة فريقه مستقبل القصرين وترجي جرجيس... فقلب هذا الرجل لم يتحمّل العبث... وكاد ينفجر من واقع يتصدع له الحجر... سلامتك يا دكتور... وليت كل المدربين والمشرفين وبقية المهتمين بأمر ما يحدث داخل حقلنا الكروي... ب»قلوبهم» مثلك.