اليوم تعيش «دار الأنوار» حدثا تاريخيا بصدور النسخة الالكترونية لجريدتي «الشروق» و»لوكوتيديان» على أول موقع صحفي تفاعلي في تونس... واليوم نقف لنتذكر العميد والأستاذ صلاح الدين العامري، ولنطمئن روحه بأن أحلامه الكبيرة هي منارة نهتدي بها لمزيد التطوير ولمزيد دعم اشعاع «دار الأنوار».. هذه الدار التي أمضى أحلى سنوات عمره يبنيها ويعليها حجرا حجرا لتصبح هرما في الساحة الاعلامية التونسية والعربية. العميد كما عرفناه، وكما عرفه أصدقاؤه وقراؤه ومريدوه كان مهنيا حتى النخاع.. وكان مسكونا بصاحبة الجلالة التي وهبها كل شيء، صحفيا متميزا في البداية، ثم صاحب مؤسسة ناجحة وملتزمة بقضايا وطنها وأمتها ثانيا.. وكان فوق كل هذا رجلا حالما.. حالما بمؤسسة صحفية تكبر وتكبر لتضاهي كبريات الدور العربية والعالمية.. كان يحلم بصوت عال مرتفع ويبث أحلامه في محيطه.. «المشاريع الكبرى تبدأ بحلم» هكذا كان يردد العميد وهو يصدر العنوان الأول «دار الأنوار» لينهمر الغيث فيما بعد.. بصدور «الشروق» الأسبوعية ثم اليومية و»الأسبوع المصور» ويومية «لوكوتيديان» الناطقة بالفرنسية. ومع كل مولود جديد، كان الحلم يكبر ايذانا بدخول «دار الأنوار» مرحلة جديدة... ومع كل نجاح جديد كان العميد يتطلع إلى المزيد، إلى المدى البعيد.. كان عقلا متفتحا يجسّد الاصالة والانفتاح كأروع ما يكون.. فبقدر ما كان العميد أصيلا في انتمائه، متجذرا في هويته، معتزا بحضارته، كان مؤمنا بالتطور والحداثة.. وكانت هاتان طرفي المعادلة التي تبناها العميد واتخذها أسسا لمشروعه: الأصالة كخط يجعل صحف الدار تنحاز لوطنها وللمشروع المجتمعي الذي جاء به التغيير وتنحاز لأمتها العربية في الدفاع عن قضاياها المصيرية وفي حقها في أن تتبوأ المكانة اللائقة بها بين الأمم.. والتفتح كعنوان للتطور والحداثة.. وكبوصلة يهتدي بها العميد لتحقيق التطور المنشود في أساليب الطباعة العصرية بما يفتح المزيد من الفرص والآفاق أمام صحف الدار ويجعلها تتكلم لغة العصر قلبا وقالبا.. شكلا ومضمونا. وليس صدفة في هذا الباب أن مطابع «دار الأنوار» كانت هي الأولى تونسيا وحتى افريقيا التي تعتمد الطباعة بالألوان بذلك الشكل المتطور والأنيق والذي حقق بالفعل نقلة نوعية في تاريخ الصحافة الوطنية.. وليس صدفة ان العميد كان من الحريصين شخصيا على متابعة آخر التطورات والصيحات في مجال الطباعة ولا يتردد في اصطياد جديدها واخبارها في أكبر المعارض الأوروبية. الحلم الكبير لم يقف عند هذا الحد.. وهل يتوقف الحلم مع الحياة.. على هذا الدرب سار العميد وتوزعت أحلامه وقد لمس النجاح وتذوقه.. وليس سرا لنا في «دار الأنوار» ان العميد كان يتطلّع إلى العربية وإلى العالمية معتمدا في ذلك على قدرة استشرافية نادرة وعلى حاسة فريدة جعلته دوما يدرك لحظة النجاح والتألق ويلتقطها.. وجعلته ينخرط منذ وقت في اعداد العدّة لاصدار «الشروق» و»لوكوتيديان» في مرحلة أولى في نسخة الكترونية.. وهو الحلم الذي التزمت به «دار الأنوار» من بعده ليأخذ طريقه إلى التنفيذ كما أراد العميد وكما خطط له... واليوم، فإن قراء وأصدقاء وأوفياء «دار الأنوار» سيكون بإمكانهم وحيثما كانوا وفي أي وقت تصفّح «الشروق» و»لوكوتيديان» من خلال الابحار على أول موقع صحفي تفاعلي في تونس في خطوة اضافية على الدرب الطويل الذي رسمه العميد ل»دار الأنوار» خطوة سوف تفتح آفاقا جديدة وتنقل صحف الدار إلى فضاءات أرحب لتصافح المزيد من القراء ولتؤكد لهم أن صحفها معهم حيثما كانوا لتزودهم بآخر الأخبار وأعمق التحاليل. واليوم أيضا نقف وقفة اجلال لروح العميد ولنهمس له: نم قرير العين يا أبا اسماعيل.. ولتهنأ بتحقق حلم آخر من أحلامك على درب انجاز المشروع الكبير الذي نذرت له أحلى سنوات العمر. هذا المشروع الذي يحمله من بعده أبناؤك وأصدقاؤك ويستذكرون نصائحك ووصاياك في الاصغاء للقارئ وملامسة نبضه والاستجابة لرغباته وانتظاراته.. وهي الوصايا التي نتخذها نبراسا نهتدي به لمزيد دعم اشعاع صحف «دار الأنوار» ولمزيد تقريبها من القراء بالجريدة العادية أو الالكترونية.. وفاء لروحك واكمالا للمشوار.