منذ تعيينه على رأس الادارة الفنية للجامعة التونسية لكرة القدم أحدث الدكتور حسن مالوش نقلة نوعية على رأس هذا الهيكل وأعاد له توازنه المفقود. التغييرات شملت كل المجالات من منتخبات الشبان الى بطولاتهم الى هيكلة الادارة الفنية الى الرسكلة والتكوين اضافة الى ان العمل أصبح منظما والبرامج مسطرة وواضحة ويكفي ان نذكر ان برامج المنتخبات الى غاية 2007 واضحة ومسطرة وهذا ما كان غائبا في السابق. كما اهتمت بلاعبينا المهاجرين وضم عدد كبير منهم الى منتخبات الشبان. كل هذه الاضافات أحدثت النقلة النوعية التي انتظرناها طويلا. ولا يزال المدير الفني الجديد للجامعة يطوّر أساليب العمل ويأتي بالجديد فهو في حركية دائبة ولا يهدأ له بال ولا يفوت كبيرة او صغيرة الا وأولاها ما تستحق من عناية. «الشروق» جلست الى الدكتور حسن مالوش ليتحدث عما تحقق في صلب الادارة الفنية وحول آفاق هذا الهيكل. * ما هي الاصلاحات التي أدخلتموها على سير الادارة الفنية؟ لقد حاولنا تطوير أساليب العمل واعطائه طابعا وروحا جديدين فأدخلنا الاعلامية وأعتنينا بتكوين الاطارات الذي يعتبر حلقة بالغة الأهمية في سبيل تطوير كرة القدم التونسية اذ لا يمكن ان نطورها دون تطوير الكفاءات الفنية، فقمنا بمعادلة الشهائد فأصبحت متطابقة مع ما هو معمول به في أوروبا. كما اعتنينا بإعداد المنتخبات الوطنية للشبان وضبط برامجها على المدى القصير والمتوسط بحيث أصبحت الرؤى واضحة الآن. اضافة الى ذلك أولينا جاليتنا المهاجرة ما تستحق من عناية وذلك بضم عدد من الجيل الجديد الى المنتخبات الوطنية للشبان. أما عن العمل في صلب الادارة الفنية فقد أصبحت المهام واضحة وكل طرف يؤدي واجبه على أفضل وجه اضافة الى اهتمامنا بكرة القدم النسائية وغيرها. * لنبدأ بالرسكلة ما الذي تغير فيها؟ في السابق كان عدد تربصات الرسكلة الخاصة بالمدربين لا تتعدى الثلاثة في العام والآن أصبح هناك 16 تربصا في السنة. كما حرصنا على ان تنظم التربصات على مستوى الرابطات بمعدل تربصين في كل رابطة وذلك فيه تشجيع أكثر للمدربين على الرسكلة فأصبحنا نذهب اليهم بعد ان كانوا يأتون الى العاصمة وبالتالي حققنا اللامركزية كما فتحنا أبواب اجتياز الدرجات التي أصبحت متطابقة مع ما هو معمول به في أوروبا حيث تم بعث شهادات المستوى أول شبان والمستوى الثاني شبان ومدرب الحارس قبل اجتياز الدرجة الاولى وهذا من شأنه ان يطور مستوى المدرب كما حرصنا على اقامة التربصات التكوينية فتكوين الاطارات والمدربين أحد أهم مفاتيح نجاح كرتنا التي لا يمكن ان تتطور الا بتطوير مستوى لقاءاتنا. * ما هي أهم ملامح برامج المنتخبات الوطنية؟ لقد أعددنا برامج قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى. فالنسبة للبرامج قصير المدى تركز العمل على المنتخب الاول الذي حصل على كأس افريقيا والمنتخب الأولمبي الذي اقتطع تذكرة العبور الى أولمبياد أثينا. أما البرمجة متوسطة المدى فتُعنى بمنتخبي الاصاغر والاواسط الذي سيمثلاننا في كؤوس افريقيا 2005 أصاغر وأواسط التأهيلية لكأس العالم والتي تنطلق تصفياتها في شهر جويلية بالنسبة للأواسط ضد بوركينا فاسو وفي شهر نوفمبر ضد غانا بالنسبة لمنتخب الأصاغر. أما البرمجة طويلة المدى فتهم منتخبي الاواسط والاصاغر 2007 اللذين سيمثلاننا في كؤوس افريقيا والعالم. اضافة الى ذلك تم التركيز على منتخب 2005 الذي سيمثلنا في الألعاب المتوسطية باسبانيا وهو موزع حاليا على أكثر من مجموعة فمنهم من ينشط مع المنتخب الاول والمنتخب الاولمبي ومنهم من ينشط مع منتخب الاواسط كما تم تكوين مجموعة جديدة تعمل الآن مع المدرب الوطني يوسف السرياطي وسيقع تجميع كل هؤلاء في مجموعة واحدة في بداية الموسم القادم للدخول في سلسلة تربصات وقد يشاركون في كأس الرابطة والتنمية الرياضية مثلما حدث في 2001. * كانت منتخبات الشبان في السابق تعاني من عدم تطبيق البرامج المسطرة، فماذا يحدث الآن؟ كما ترون فكل المنتخبات تطبق برامجها بنسبة مائة بالمائة ومهما كانت الظروف وهنا لابد من كلمة حق في حق الجامعة وعلى وجه الخصوص السيدين حمودة بن عمار رئيس الجامعة والسيد محمود الهمامي أمين مال الجامعة فقد وفرا للمنتخبات كل مستلزمات النجاح ورغم الضائقة المالية تم توفير كل شيء لمنتخبات الشبان والى حد الآن يسير كل شيء وفق البرامج المسطرة. منتخبات الشبان خاضت الى حد الآن عدة مباريات دولية هامة وفي البرنامج المشاركة في عدة تربصات ودورات خارجية وهي مفيدة جدا. * ماذا تغير في منتخبات الشبان؟ أولا العقلية فقد أولينا اهتماما شخصيا بعقلية اللاعبين داخل منتخبات الشبان وتنمية الروح الانتصارية والحس الوطني لدى الشبان كما فرضنا الانضباط داخل وخارج الملعب وهذا ما لاحظتموه خلال التربصات والمقابلات فقد أختفت التجاوزات وأصبح الانضباط سيد الموقف. أما على المستوى الفني فقد أصبحت كل المنتخبات تعتمد طريقة لعب موحدة (4/4/2) وذلك من المنتخب الاول الى الأداني. ولا ننسى كذلك التعاون والتنسيق الذي أصبح يسود الاطار الفني فالعمل أصبح جماعيا بإشراف الادارة الفنية. ففي كل مباراة وتربص يختار مدربا يساعده حسب اختياره والى حد الآن سارت كل الامور على أفضل وجه والانسجام كلي بين المدربين. نقطة أخرى ركزنا عليها وهي نبذ النجومية في صفوف الشبان وهذه النقطة بالذات كانت تنخر هذه المنتخبات. وقد تجاوزنا هذه السلبية وأصبحت الروح الجماعية هي السائدة. * وجهتم العناية مؤخرا الى شبان الهجرة وسعيتم الى ضمهم الى المنتخبات الوطنية، فكيف كانت النتيجة؟ تماشيا مع سياسة الدولة في العناية بالمهاجرين وبدعم من المكتب الجامعي وايمانا منا بقيمة الشبان التونسيين الذين ينشطون في البطولات الأوروبية وقدرتهم على تقديم الاضافة تم وضع استراتيجية للاتصال بهؤلاء الشبان وانتقاء القادرين منهم على الاضافة فجلبنا في شهر ديسمبر 18 لاعبا انتقينا منهم عشرة لاعبين. وهناك الآن قائمة جديدة تضم 28 لاعبا ينشطون في فرنساوالمانيا والسويد وبلجيكا وايطاليا سنضعهم تحت المجهر وسيكونون في الموعد في شهر جويلية للوقوف على حقيقة امكاناتهم. * ألا ترون أن الاستفاقة جاءت متأخرة بما ان عديد الشبان انضموا الى منتخبات أوروبية مثل منير شنطار (المانيا) وحاتم بن عرفة (فرنسا) وغيرهم؟ صحيح ان هناك عديد اللاعبين انضموا الى منتخبات أوروبية مثل حاتم بن عرفة والحبيب التيجاني وبن حميدة الذين انضموا الى المنتخب الفرنسي ومنير شنطار والشاهد (المنتخب الالماني) لكن نحن على يقين من انهم لن يجدوا أماكن في المنتخبات الاولى لهذه البلدان لاعتبارات معروفة. من جهتنا نحن نتابعهم ونحاول اقناعهم لكن الاغراءات الاوروبية كبيرة ومنطق المصالح يتغلب عليهم. فالانتماء الى منتخبات البلدان التي يقيمون بها يمنحهم عديد الامتيازات. لكن تغيير القانون سيجعل امكانية التحاقهم بنا واردة عند بلوغهم سن الاكابر. نحن لا يهدأ لنا بال ونتابع شبان الهجرة ونتصل بهم قبل ان يختطفوهم. * التاريخ أثبت ان اللاعبين الممتازين يتخرجون من النوادي الصغرى، فما هو حظ هذه النوادي من اهتماماتكم؟ لقد ركز مستشارين فنيين جهويين يتابعون شبان نوادي الجهات بكبيرها وصغيرها اضافة الى تنظيم تربصات انتقائية على المستوى الجهوي وأيام انتقائية في الشمال والوسط والجنوب اضافة الى ايام الانتقاء الوطنية هذا اضافة الى بعث مركزين واحد بالكاف والآخر في قابس اضافة الى المركز الفيدرالي ببرج السدرية الذي سيخصص مستقبلا للنخبة الوطنية. * ظل شباننا على امتداد أكثر من عقدين من الزمن يكتفون بالادوار الثانوية على المستوى القاري، فما هي الحلول الكفيلة بعودتهم الى الأدوار الاولى؟ لابد من ضبط الاهداف وتحميل الاطار الفني مسؤوليته وفي هذا الصدد تم ضبط عقود ذات أهداف أبرمجت مع المدربين. ثانيا : لقد وفرت الجامعة التونسية لكرة القدم كل الوسائل المتاحة من تربصات ودورات وغيرها. ثالثا : ضرورة تكثيف المباريات الدولية فمن الضرورية ان يخوض كل منتخب ما لا يقل عن عشر لقاءات دولية قبل الدخول في التصفيات القارية ويجب ألا يقل حجم التربصات عن 75 يوما لكل صنف وهنا لابد من ايجاد الحلول لتمكين الاطار الفني من هذا العدد من الايام. ففي السابق كان يقع الاكتفاء بالتربصات الخاطفة ويجد المنتخب نفسه عند انطلاق السباق خاض ثلاثين يوما (30) من التربصات على أقصى تقدير وهذا غير كاف لمواجهة منتخبات لاعبوها متفرغون للكرة. لقد وضعنا هذه الأشياء في الاعتبار وها ان منتخب أصاغر 2005 يقيم بمركز برج السدرية وبداية من شهر جوان سيكون اللاعبون الدوليون على ذمة المنتخب الوطني ثلاثة أيام في الأسبوع. رابعا : تكثيف التربصات في العطلة الصيفية والمشاركة في الدورات ومنتخب الأصاغر خاض الى الآن سبع مقابلات ودية وقبل دخول الرسميات في شهر نوفمبر سيكون في رصيده أكثر من عشر لقاءات. نفس الشيء لمنتخب الاواسط الذي خاض الآن لقاءات ربما لا يسمح الوقت بإجراء ثلاث دوليات ودية أخرى قبل انطلاق الرسميات في شهر جويلية لكننا سنحاول ذلك رغم ضيق الوقت. أما أصاغر وأواسط 2007 فقد انطلق العمل منذ مدة ولنا الوقت الكافي وأظن أنه لأول مرة يقع تكوين منتخبات قبل ثلاث سنوات من انطلاق مسابقاتها. * ومنتخب 2005 أين وصل؟ مثلما سبق وذكرت منتخب 2005 موزع على المنتخبين الاول والاولمبي ومنتخب الاواسط اضافة الى تكوين مجموعة أخرى تعمل الآن مع المدرب يوسف السرياطي وسيشارك هذا المنتخب في الالعاب العربية بالجزائر (من 28 أوت الى 8 دسبتمبر 2004) مع امكانية اقحامه في مسابقة كأس الرابطة والتنمية الرياضية. * عدتم الى بعث مراكز التكوين، فمال الجديد في هذا الصدد؟ مراكز التكوين مشروع ناجع وناجح ونجح في عدة بلدان وقد عدنا اليها هذه السنة وكانت الانطلاقة ببعث مركز بالكاف وآخر بقابس اضافة الى مركز برج السدرية الذي سيتحول الى مركز لاعداد النخبة والدوليين. * نعود الآن الى علاقتكم بالنوادي، كيف هي طبيعتها؟ كانت هناك صعوبات تم تجاوزها، فالنوادي التي تملك امكانات لبعث مراكز تكوين ترغب في ابقاء لاعبيها في مراكزها لكن مراكزها لا تعمل بالشكل المطلوب باستثناء البعض لذلك نرى شبان النوادي الكبرى متواجدين في المراكز. في المرحلة القادمة وبعد الزيارات والتفقدات والتأكد من نجاعة عمل مراكز النوادي سيسمح لهؤلاء بإبقاء لاعبيهم فيها وهذا لا يتم الا بالنسبة للنوادي التي تعمل مراكزها بالشكل المطلوب. أما لاعبو النخبة فسيبقون بمركز اعداد النخبة ببرج السدرية. لابد من تحسين ظروف العمل والتمارين والاقامة في مراكز النوادي حتى يستفيد الشبان وتعود الفائدة على المنتخبات الوطنية ولكرة القدم التونسية. * طالما مثلت هيكلة بطولات الشبان احدى نقاط ضعف كرتنا، فماذا فعلتم لاصلاحها؟ لا تنسوا أننا أخذنا القطار وهو يسير ولم يكن أمامنا متسع من الوقت لادخال ما يلزم من اصلاحات على بطولات الشبان وقد حاولنا تعديل ما يمكن تعديله وانطلقنا في مرحلة أولى بإعادة هيكلة المجموعات وطريقة البطولة وقد أعطت التغييرات أكلها ولن تتوقف الاصلاحات عند هذا الحد فقد قمنا باستشارة جهوية واسعة النطاق تمت على مستوى الرابطات قبل ان تختتم في جوان المقبل بدراسة واقع بطولات الشبان وفق تقارير الرابطات الثمانية النابعة من ملاحظات اقتراحات المدربين والمختصين في الشبان الادرى من غيرهم ببطولات الشبان فقد شركناهم في القرار وعلى ضوء ذلك سندخل التعديلات الضرورية على بطولة الشبان. * ما جديد برنامج كرة القدم النسائية الذي بعثتموه طبعا كرة القدم النسائية كانت في برنامجنا وقد قدمتها ضمن برنامجي قبل اختياري على رأس الادارة الفنية ومع توصيات الفيفا وبدعم من رئيس الجامعة السيد حمودة بن عمار والمكتب الجامعي أصبحت الارضية مناسبة والظروف متاحة لبعث بطولة نسائية وقد لسمنا اقبالا وحماسا كبيرين من قبل النوادي وقد تقدم الى حد الآن 16 فريقا وستكون الانطلاقة بدورات لكرة القدم النسائية ذات احدى عشرة لاعبة وقد برمجنا اربع دورات تكون الاولى هذه الايام بملعب رادس الفرعي. وبناء على هذه الدورات سندرس ونقوم هذه النوادي تنظيميا وفنيا وتأطيريا ويقع اختيار ثمانية فرق تشارك في البطولة النسائية الاولى لكرة القدم التي تنطلق في الموسم القادم (2005/2004) بإشراف رابطة وطنية لكرة القدم النسائية. وسكيون هناك كبريات وصغيرات. علما وان هدفنا كأس افريقيا 2007 والألعاب الاولمبية 2008. * ما هو برنامجكم لكرة القدم الشاطئية وداخل القاعات؟ كرة القدم الشاطئية منتشرة في البلدان المتقدمة والشواطئ التونسية لا يقل طولها عن 1300 كيلومتر لذلك كان لابد من اعطاء هذه الرياضة ما يلزم من عناية والانطلاقة ستكون هذه الصائفة حيث تنظم الجامعة بدعم من احدى المؤسسات دورات من 8 جويلية الى 15 تغطي كامل الساحل التونسية (طبرقةبنزرت قمرت برج السدرية قليبيةنابل الحمامات سوسةالمنستير المهدية صفاقسقابسجرجيس وجربة). الانطلاقة ستكون بجربة يوم 8 جويلية والنهائي سيكون بالحمامات يوم 15 أوت. الهدف هو بطولة العالم لكرة القدم الشاطئية وسيقع تعميم هذه التجربة. أما كرة القدم داخل القاعات بستة لاعبين فستنطلق في شهر رمضان المقبل وسيُعرض برنامجها على المكتب الجامعي. * يلوح البرنامج دسما، فهل تمكنتم من التوفيق بين كل هذه الالتزامات؟ نحن نجد الدعم اللازم من الجامعة التونسية لكرة القدم وخاصة من السيد حمودة بن عمار شخصيا. ثم لا بد من الاقرار بالمساعدة الكبيرة التي تلقاها من الاطار الفني للشبان في تسهيل العمل فلولا مساعدتهم لما أمكننا تطبيق كل هذه البرامج. واعتقد أنه لابد من اعادة هيكلة الادارة الفنية وسنقدم مشروعا في الغرض الى المكتب الجامعي ليتسنى لناالعمل بأكثر نجاعة وفاعلية. * بماذا تختم هذه المصافحة؟ دون رمي ورود لابد ان أشكر جريدة الشروق على اهتمامها وخاصة متابعتها لكل أنشطة الشبان، كما أتقدم بشكري الخاص الى السيد حمودة بن عمار والمكتب الجامعي والاطارين الفني والاداري لما يبذلونه من مجهودات لرفع مستوى الكرة التونسية.