العمل القاعدي أصبح يشمل الأطفال الذين أعمارهم 6 سنوات عدد المراكز الإقليمية للتكوين سيرتفع إلى 6 بالتحاق سيدي بوزيد وبن قردان بالركب تونس ستكون سباقة بالعمل بإجازة «الكاف» وستزول مشاكل مدربينا في الخليج العربي نحو تحديد سن اللاعبين في كرة القدم داخل القاعات ومزيد تشجيع الأندية النسائية فيما يلي الجزء الثاني والاخير من الحديث الشامل الذي خصنا به الدكتور محمود باشا المدير الفني للجامعة التونسية لكرة القدم مزايا مركز التكوين ببرج السدرية؟ السؤال: نأتي الان إلى مركز تكوين الشبان ببرج السدرية الذي كثيرا ما يطفو على السطح عند الحديث عن منتخبات الشبان... فماذا تقول عنه الان؟ الجواب: المركز مشروع رئاسي ورائد يتحتم على الادارة الفنية إستغلاله على الوجه الاكمل، ومن ثمار هذا المركز أنه ساهم في تكوين منتخب الاصاغر 2007 الذي تألق في كأس العالم وتخطى الدور الاول وهذا إنجاز هام لكرة القدم التونسية يحسب لهذا المركز فالان نجد من اللاعبين الذين تألقوا مع هذا المنتخب عناصر بارزة في فرق الاكابر رغم صغر سنهم على غرار بلال عيفة ونور حضرية في النادي الافريقي ومصعب ساسي في النجم الساحلي ويوسف المساكني في الترجي الرياضي التونسي... تدليس اعمار اللاعبين الافارقة السؤال: إذن لماذا لم يتواصل هذا النجاح وتراجع المستوى خصوصا بعد إقصاء منتخب الاصاغر من طرف نظيره البوركيني؟! الجواب: الاسباب عديدة منها قلة مدة التكوين فمنتخب 2007 بقي 3 سنوات في التكوين وأخذ وقتا كافيا على عكس منتخب 2008 الذي بقي لمدة سنتين فقط ولكن هذا لا يعني أن المنتخب البوركيني كان أقوى فقد أضعنا فرصة الترشح في تونس مع الملاحظ وأن منتخبات شمال إفريقيا إنسحبت كلها وهذا يطرح مشكل تدليس اعمار اللاعبين من طرف منتخبات إفريقيا السمراء وهو مشكل تعاني منه الكرة الافريقية منذ عدة سنوات. المراكز الاقليمية والجهوية للتكوين السؤال:... وماذا عن المراكز الاقليمية والجهوية؟ الجواب: المراكز تحتوي على أطفال أعمارعم بين 12 و13 سنة، والجديد حاولنا أخذ أكثر عدد ممكن من اللاعبين من هذه المراكز الاقليمية وإلحاقها بالمركز الوطني فقد ألحقنا 14 طفلا بمركز برج السدرية وهذا إجراء مهم للغاية الهدف منه إعطاء الفرصة أكثر لتحفيز النوادي والاولياء لاعطاء الفرصة لابنائهم وقد قمنا خلال الموسم الفارط بما يقارب عن 8 تجمعات وطنية شارك فيها حوالي 2200 طفل لاعب من مواليد ما بين 1991 و1993 وسنواصل العمل هذا الموسم وبالاتفاق مع وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية والادارة العامة لرياضة النخبة والمكتب الجامعي سيقع بعث مركزين جديدين للتكوين في كل من سيدي بوزيد وبن قردان ليرتفع العدد إلى 6 مراكز تكوين تغطي كامل الجمهورية. عقود شراكة بين الاندية والمدارس الابتدائية السؤال:... يحيلنا موضوع التكوين الذي تعتبرونه خيارا إستراتيجيا في صلب الادارة الفنية على مراكز النهوض بكرة القدم. فما هو برنامجكم في هذا المجال؟ الجواب: تم تدعيم هذا المشروع في السنة الاخيرة من خلال حث النوادي على إبرام عقود شراكة بينها وبين المدارس الابتدائية وبعث وحدات للنهوض بكرة القدم. فلان كان العدد سنة 2007 يبلغ حوالي 65 مركزا فقد إرتفع ليصبح أكثر من 85 مركزا حاليا على أن يبلغ 100 مركز في غضون شهر جانفي 2009. ودفعنا لهذا البرنامج الهدف منه تعزيز العمل القاعدي بتمكين الاطفال من بين 6 و10 سنوات من ممارسة كرة القدم على غرار الدول الاوروبية ففي تدعيم هذا المشروع بعد إستراتيجي لكرة القدم التونسية. فالمطلوب من الجمعيات مزيد التعريف بهذا البرنامج لتوسيع القاعدة فنحن كإدارة فنية نقوم بدورنا في توحيد برامج العمل في ما يتعلق بالتمارين داخل هذه المراكز من رسكلة المشرفين والمؤطرين. وقد تم في الموسم الفارط تجميع أكثر من 50 مشرفا على هذه المراكز فالتجمع الاول كان ببن عروس والثاني بسيدي بوزيد للقيام بدروس رسكلة ومدهم بمحتوى برنامج العمل الذي أعدته الادارة الفنية. وأعتقد أن تونس تعد سباقة في هذا البرنامج بعد أن إمتد التكوين إلى الاطفال الذين اعمارهم 6 سنوات. نسعى لاحداث بطولة مدرسية للفتيات السؤال:... وماذا أعددتم للنهوض بكرة القدم النسائية خاصة وأن منتخبنا الوطني سيشارك لاول مرة في كاس إفريقيا؟ الجواب: 4 سنوات تعد تجربة قصيرة ولكنها ثرية لكرة القدم النسائية ببلادنا بدليل تحسن مستوى البطولة من موسم إلى آخر والرغبة في تأسيس نواد بمختلف أنحاء الجمهورية وهذا ما إنعكس على المنتخب الوطني فبعد المشاركة في البطولة العربية تمكن من التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا فهذا الترشح ليس غاية في حد ذاته بل هو فرصة لمزيد تشجيع الفتاة التونسية على تعاطي كرة القدم النسائية. وتفاعلا مع هذا التمشي الدافع والداعم للعبة قمنا في السنة الفارطة ولاول مرة ببعث منتخب الصغريات الذي تشرف عليه المدربة وفاء بالاكحل المختصة في كرة القدم والمتخرجة من المعهد الاعلى للرياضة بقصر السعيد. وبالتعاون مع رابطة كرة القدم النسائية تم مؤخرا تنظيم أيام تحسيسية بكل من توزر وجربة وبن عروس وباجة لنشر هذه اللعبة بالمؤسسات التربوية وسنواصل في هذا البرنامج بإقتراح بعث بطولة مدرسية في كرة القدم النسائية بين المدارس والمعاهد على غرار صنف الذكور للمساهمة في مزيد نشرها في الوسط المدرسي مما سيكون له تأثير على النوادي المدنية. كرة القدم داخل القاعات تحتاج الى مختصين السؤال:... وكرة القدم داخل القاعات؟ الجواب: لم يلهنا إهتمامنا بمختلف المحاور التي أتينا عليها عن العناية بكرة القدم داخل القاعات حيث قامت الادارة الفنية بضبط برنامج لتكوين ورسكلة الاطارات الفنية في هذا الاختصاص للرفع من مستوى اللعبة وتتمثل أهم ملامح هذا البرنامج في: مراسلة الفيفا لايفاد مختصين في تكوين الاطارات الفنية المختصة في كرة القدم داخل القاعات، تدعيم نشاط المنتخب بعد تقييم مشاركته الاخيرة في ليبيا ، محاولة مزيد تنظيم البطولة وتحديد سن اللاعبين. المستوى الثقافي لابد منه السؤال: لقد لاحظنا من خلال هذا الحوار تحمسكم للتكوين. فماذا عن تكوين الاطارات الذي يعد من طموحات الادارة الفنية الحالية؟ الجواب: لمزيد تطوير اللعبة لا بد من آلايات من بينها تكوين الاطارات المختصة والمقتدرة وقد سعينا في هذا المجال إلى التركيز على المستوى الثقافي، من خلال التكثيف من رسكلة الاطارات الموجودة وقد بلغ العدد 15 حالة في الموسم الفارط، وإلى جانب ذلك نسعى إلى تكوين محاضرين مختصين في تكوين الاطارات بالتعاون مع "الفيفا" و"الكاف". ومن أهدافنا الطموحة رفع مستوى الاطار الفني، فالمدرب يتعامل مع طاقم جل أفراده ذات مستوى ثقافي عال مثل المعد البدني والطبيب... لذلك لا بد أن نعمل على تكوين مدربين مستواهم تعليم عال حتى لا أقول أكثر وقد أعددنا في هذا المجال برنامجا يضم 100 لاعب من الرابطتين الاولى والثانية مستواهم باكالوريا فما فوق بإمكانهم أن يقتحموا ميدان التدريب إذا ما رغبوا في ذلك فبعد 8 سنوات يكون لنا عدد لا بأس به من مدربي المستقبل. وهذا التمشي يتنزل في إطار توجه الفيفا التي تشجع اللاعب المحترف على إقتحام ميدان التدريب لكن من المفروض أن يكون له الحد الادنى من المستوى الدراسي وقد تم تدارس هذا الموضوع في ملتقى الفيفا للمديرين الفنيين الافارقة المنعقد مؤخرا بالمغرب الشقيق. توحيد شهائد التدريب في القارة الافريقية السؤال: على ذكر ملتقى الفيفا للمديرين الفنيين الافارقة. ما هي أهم القرارات التي أكد عليها هذا الملتقى؟ الجواب: الملتقى كان إلتأم بالدار البيضاء من 23 إلى 27 سبتمبر 2008 وأشرف عليه المدير الفني للفيفا جون ميشال بينيزي ومدير التنمية بالفيفا يورغ بايفر والمدير الفني للكاف السوداني عبد المنعم حسين شطا. وقد كان هذا الملتقى ثريا وحصلت منه الاستفادة لجميع المشاركين ومن أبرز النقاط التي تم تدارسها خلال هذا الملتقى توحيد شهائد التدريب في القارة الافريقية لتصبح متوازية مع الاتحادين الاوروبي والاسيوي اللذان يتعاملان بالاجازة الفنية المحترفة مستوياتABC و الاجارة المحترفة منذ سنة 2008 وهو ما خلق مشكلا للمدربين التونسيين الذين يعملون بدول الخليج العربي. ومن أهم القرارات التي تم التأكيد عليها أن الامتحانات التي ستجرى مستقبلا في جميع البلدان الافريقية عكس ما كان معمول به بحكم غياب الهيكلة والتأطير وإنعدام إدارة قوية مجهزة من الناحية الفنية وقلة الكفاءات المؤهلة للتكوين والاشراف على التربصات سنرى تغييرا هاما في مجال تكوين الفنيين من ذلك لن يسمح مستقبلا بمنح أية إجازة "كاف" للمدربين إلا بحضور رقيب من الاتحاد الافريقي يتولى متابعة سير الامتحانات والاختبارات. وقد تم الاختيار على تونس أولا ثم إتحادات السيشال والجزائر والكوتديفوار لتجربة إجازة "الكاف" وحدد موعد نظام العمل بهذه الاجارة الجديدة في جميع البلدان الافريقية ما بين 2013 و2014 كآخر أجل. لكن ما يسجل أن تونس ستكون سباقة للعمل بهذه الاجازة نظرا للهيكلة التي تتمتع بها الادارة الفنية والنظام الرياضي وسيدخل هذا القرار حيز التطبيق بداية من سنة 2009 على أن تكون رسمية خلال سنة 2010.